كان حَسَناً في صفاته كاسمه ، بل غاية الحُسن في أخلاقه كما نستلهمه من سيرته الشريفة في صفاته الغرّاء.
من ذلك حلمه العظيم مع الرجل الشامي الذي جعل يلعنه والإمام عليه السلام لا يردّ عليه ، بل أحسن له في الجواب ، كما في الحديث المعروف.
ومن ذلك جوده وكرمه حيث قاسَمَ ربّه جميع أمواله ثلاث مرّات.
ومن سخاءه ما روي :
إنّه سأل الحسن بن علي رجلٌ فأعطاه خمسين ألف درهم ، وخمس مائة دينار.
ثمّ قال له : ائتِ بحمّال ، فأعطى طيلسانه وقال : ـ هذا كرى الحمّال.
وجاءه بعض الأعراب فقال عليه السلام : أعطوه ما في الخزانة ، فوجدن فيها عشرون ألف دينار ، فدفعها إلى الأعرابي.
فقال الأعرابي : يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي ، وأنشر مدحتي.
فأنشأ الإمام الحسن عليه السلام يقول : ـ
نحنُ اُناسٌ نوالُنا خَضَل | يرتعُ فيه الرجاءُ والأملُ | |
تجودُ قبل السؤالِ أنفسُنا | لو عَلِم البحر فضل نائِلنا | |
خوفاً على ماء وجه من يَسَلُ | لغاضَ من بعد فيضَه خجلُ (۱) |
الهوامش
۱. لاحظ بحار الأنوار / ج ٤۳ / ص ۳٤۰.
مقتبس من كتاب : [ أخلاق أهل البيت عليهم السلام ] / الصفحة : ٥۹ ـ ٦۰