نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ ..
والسؤال هو: لماذا هذا القهر للناس؟! وكيف يصح إعلان الحرب عليهم، في حين أن الله سبحانه يقول في آية أخرى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ …﴾ .. ويقول: ﴿ … فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ … ﴾ .. ويقول: ﴿ مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ … ﴾ ..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
إنه إذا كان من يؤمن أو من يكفر يريد التعدي على أهل الإيمان، ويريد سلب حريتهم، وأن يفسد في الأرض.. فلا بد من وضع حد له، ومنعه عن ممارسة هذا الظلم والقهر للآخرين، والذي لا يرضاه هو لنفسه..
أما بالنسبة لآية سورة التوبة، فإنها إنما تتحدث عن لزوم مواجهة من يعلن الحرب على أهل الحق بالقتال.. ولا تتحدث عن قتال المسالمين منهم، كالذين يكون بينهم وبين المسلمين هدنة، وعهد وعقد..
فهي تقول: إن أهل الكتاب إذا كانوا محاربين لكم، فعليكم أن تقاتلوهم.. ثم بيّن سبحانه للناس أموراً تدفع تحرّجهم من ذلك.. وهو أن أولئك المحاربين لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، وأنهم يستحلون المحرمات، وأنهم لا يدينون دين الحق.. فإذا أعلن هؤلاء الحرب على أهل الإيمان فلماذا يتحرج ويتردد أهل الإيمان، في قتالهم، ودفع شرهم؟!
والحمد لله رب العالمين 1..
- 1. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الرابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (196).