غسل الجمعة أو غسل يوم الجمعة 1 من الأغسال المستحبة المؤكدة جداً، بل ذهب جماعة من الفقهاء و المحدثين منهم الكليني و الصدوق و الشيخ البهائى رحمهم اللّه الى وجوب غسل الجمعة على ما نقل عنهم لظاهر كثير من الاخبار، لكن المشهور بين الفقهاء هو استحبابه، و الوجوب المذكور في تلك الاخبار يراد منه تأكد الاستحباب 2.
و كَانَ امير المؤمنين عَلِيٌّ عليه السلام يَقُولُ: “مَا أُحِبُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ أَوْ لِعِلَّةٍ مَانِعَةٍ” 3.
و عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ أنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَبِّخَ الرَّجُلَ يَقُولُ لَهُ: “أَنْتَ أَعْجَزُ مِنْ تَارِكِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ فِي طُهْرٍ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى” 4.
و عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنَّهُ قال : “لَا تَدَعِ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ، وَ شَمَّ الطِّيبَ، وَ الْبَسْ صَالِحَ ثِيَابِكَ، وَ لْيَكُنْ فَرَاغُكَ مِنَ الْغُسْلِ قَبْلَ الزَّوَالِ” 5.
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنهُ قَالَ : “غُسْلُ الْجُمُعَةِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ لَا يَنْبَغِي تَرْكُهَا” 6.
وقت غسل الجمعة
وقت غسل الجمعة هو من طلوع الفجر إلى الزوال، و أما لو أراد الإغتسال في ما بين وقت الظهر إلى غروب الشمس فيأتي به دون نية الأداء أو القضاء، و من فاته الاغتسال في يوم الجمعة يجوز له قضاء غسل الجمعة حتى غروب الشمس من يوم السبت.
كما يجوز لمن خاف عوز الماء أو نقصانه في يوم الجمعة تقديم غسل الجمعة و الاغتسال يوم الخميس رجاءً.
و تستحب إعادة الاغتسال لمن إغتسل في يوم الخميس ثم وجد الماء في يوم الجمعة.
كيفية غسل الجمعة
غسل الجمعة كغيره من الأغسال، و إنما الفرق في النية، و يصح الإغتسال بإحدى طريقتين:
- الغسل الترتيبي: و هو غسل تمام الرأس و الرقبة و شيئاً مما يتصل بها من البدن أوّلاً، و يجب غسل الأُذنين (ظاهرهما دون باطنهما) ثمّ غسل الجسم مبتدئاً بالجانب الاَيمن و بعضاً ممّا يتصل به من الرقبة و بعضاً من الجانب الايسر للتتأكد من غسل الجانب الأيمن بكامله، ثم غسل الجانب الاَيسر و شيئاً ممّا يتّصل به من الرقبة و شيئاً من الجانب الاَيمن للتتأكد من غسل الجانب الأيسر بكامله.
- الغسل الإرتماسي: هو أن غمس الجسم بكامله في الماء دفعة واحدة بنية الغُسل، كأن ينزل المغتسل الى بركة أو بحر و ينوي الاغتسال للجمعة بنية القربة الى الله عز و جل حال استيعاب الماء للجسم بالكامل.
دعاء غسل الجمعة
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنهُ قَالَ: “تَقُولُ فِي غُسْلِ الْجُمُعَةِ: اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ آفَةٍ تَمْحَقُ بِهَا دِينِي وَ تُبْطِلُ بِهَا عَمَلِي” 7.
- 1. لا فرق بين الإغسال الواجبة و المستحبة من حيث كيفية الأغسال فكيفيتها واحدة، و لا تختلف إلا من حيث النية.
- 2. أنظر هامش من لا يحضره الفقيه : 1 78 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات اسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيرن .
- 3. الجعفريات (الأشعثيات): 45، لإبن الأشعث محمد بن محمد، المتوفى في القرن الرابع الهجري، طبعة مكتبة النينوى الحديثة، طهران/ايران.
- 4. علل الشرائع: 1/285 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1427 هجرية، طبعة مكتبة الداوري، قم / إيران.
- 5. الكافي: 6 / 455، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، تحقيق: علي اكبر غفاري و محمد آخوندي، الطبعة الرابعة، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1407 هجرية، طهران/إيران.
- 6. روضة الواعظين و بصيرة المتعظين: 2/333، لمحمد بن احمد الفتال النيشابوري ، المتوفى سنة : 508 هجرية ، الطبعة الأولى سنة 1417 هجرية ، منشورات الرضي ، قم / إيران.
- 7. تهذيب الأحكام: 1 / 146، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، المولود بخراسان سنة: 385 هجرية، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة: 460 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.