الاسراف هو تجاوز الحد في الانفاق و الصرف سواءً كان الصرف على النفس، أم كان عطاءً إلى الغير، و الحد المسموح به في الصرف و الانفاق هو ما ترتفع به الحاجة، فيكون الزائد إسرفاً، و قد نهى اللّه تعالى عنه.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ … وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ 1 .
و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ 2 .
أدنى الاسراف
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ 3 ( عليه السَّلام ) : أَدْنَى مَا يَجِيءُ مِنْ حَدِّ الْإِسْرَافِ؟
فَقَالَ : ” ابْتِذَالُكَ ثَوْبَ صَوْنِكَ 4 ، وَ إِهْرَاقُكَ 5 فَضْلَ إِنَائِكَ ، وَ أَكْلُكَ التَّمْرَ وَ رَمْيَكَ النَّوَى هَاهُنَا وَ هَاهُنَا” 6.
و لا يجوز الاسراف حتى في ماء الوضوء، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ: “إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً يَكْتُبُ سَرَفَ الْوَضُوءِ كَمَا يَكْتُبُ عُدْوَانَهُ” 7.
- 1. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 141، الصفحة: 146.
- 2. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 31، الصفحة: 154.
- 3. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام) ، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .
- 4. ثوب الصون : هو الثوب الذي يُرتدى في المناسبات و المجالس ، و بلبسها يصون الإنسان عرضه ، و أما ثوب البذلة : فهو الثوب الذي يُرتدى في الحالات العادية كحال القيام بالأعمال و الخدمات ، و التي قد يتلوث ثوب الإنسان جراء قيامه بتلك الأعمال مما قد يؤدي إلى تلف الثوب .
- 5. إهراق الماء: صب الماء و سكبه.
- 6. الكافي : 4 / 56 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 7. الكافي : 3 / 22.