محاسن الكلام

الإستعلاء…

{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ(٤)}
القصص

الاستعلاء والطموحات العريضة تُعدّ من أهم خصوصيات أهل الفتنة.

فالذين يقنعون ببسيط العيش ولا تتعدى هممهم حدّ توفير الماء والغذاء والحياة الهادئة فإنهم لا يطيقون الاصطدام مع الآخرين ولا يكونون من أهل الفتنة، وهم لذلك لا يخلقون للمجتمع مشاكل تستحق الذكر.
فالعامل المحرك لمثيري الفتنة هي روح الاستعلاء التي لديهم.

فالقرآن الكريم يقول بحق فرعون:(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ)
فقد طرحت قصة موسى له وفرعون في بداية سورة القصص بتفصيل وتحليل خاصين، وإن الخصيصة التي تميز طريقة بيان القصة في هذه السورة عن بيانها في غيرها من السور هي طرح بعض الالتفاتات التحليلية فالقرآن الكريم يبدأ القصة بالقول: إن سر ادعاء فرعون للربوبية ووقوفه بوجه موسى واستعباده لبني إسرائيل وممارسته لما لا يُعدّ ولا يُحصى من أصناف الظلم والتعسف يعود إلى ما يتصف به من روح الاستعلاء.

فلو كان فرعون قانعاً بحياة بسيطة ومريحة وبامتلاك البساتين ووسائل الترف والرفاهية لما ادعى الربوبية.
فهذا الادعاء إنما هو ناشئ من روح التعالي وحب الاستكبار على الجميع.

فلولا وجود هذا الدافع لدى الإنسان فإنه سوف لن يفكر بالادعاءات الضخمة والأعمال العظيمة.

من كتاب أمواج الفتن وسفينة النجاة/ص١٣٩
آية الله الشيخ مصباح اليزدي قدس سره


مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى