محاسن الكلام

الأكر بالمعروف والنهي عن المنكر…

{وَ لْتَكُنْ مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(١٠٤‮)}
آل عمران

هل الأمر بالمعروف واجب عقلي أو تعبدي‌؟ يعتقد جماعة من علماء المسلمين أن وجوب هاتين الفريضتين لم يثبت إلا بالدليل النقلي، و أن العقل لا يحكم بوجوب النهي عن منكر لا يتعدى ضرره إلى غير فاعله.

و لكن نظرا إلى العلاقات الاجتماعية، و ما للمنكر من الآثار السيئة التي لا تنحصر في نقطة وقوعها، بل تتعداها إلى العلاقات الاجتماعية إذ يمكن سراية شرارته إلى كلّ نواحي المجتمع تتضح الأهمية العقلية لهاتين الوظيفتين.

و بعبارة أخرى: ليس هناك في المجتمع ما يكون «ضررا فرديا» ينحصر نطاقه على الفرد خاصة، بل كلّ ضرر فردي يمكن أن ينقلب إلى «ضرر اجتماعي» و لهذا يؤكد العقل و المنطق السليم لأفراد المجتمع بأن لا يألوا جهدا في الإبقاء على سلامة البيئة الاجتماعية و طهارتها من كلّ دنس.

و قد أشير إلى هذا في بعض الأحاديث.
فعن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: «مثل القائم على حدود اللّه و المرهن فيها كمثل قوم استهمّوا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها… فقال الذين في أسفلها: إننا ننقبها من أسفلها فتستقى، فإن أخذوا على أيدهم فمنعوهم نجوا جميعا، و إن تركوهم غرقوا جميعا» .

و لقد جسد النبي الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم بهذا المثال الرائع موضوعية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و منطقية هاتين الفريضتين بغض النظر عن أمر الشارع بهما، و بذلك قرر حقّ الفرد في النظارة على المجتمع على أساس أنه حقّ طبيعي ناشئ من اتحاد المصائر في المجتمع، و ارتباط بعضها ببعض.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (ناصر مکارم شیرازي): الجزء ٢،الصفحة ٦٢٧.
__

مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى