نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما هو الفرق بين أسماء الله تعالى وبين صفاته ؟! ..
وشكراً لكم ودمتم فخراً لنا ..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
فإن الاسم الثابت له تعالى باعتبار ذاته، لا باعتبار أمر خارج، هو خصوص لفظ الجلالة «الله» ..
وما عدا هذا الاسم، إنما يطلق عليه تعالى:
إما باعتبار إضافته إلى الغير، مثل الخالق، والرازق، والرب، وغير ذلك .. فإن خالقيته إنما هي فعل خارج عن ذاته تعالى ..
وإما باعتبار سلب الغير عنه، مثل الواحد، الذي يعني سلب الشريك عنه ..
وإما باعتبار الإضافة والسلب معاً، مثل: «الحي».
قال الكفعمي: «إن معناه في حق الواجب تعالى كونه لا يستحيل أن يقدر ويعلم، ويلزم صحة القدرة والعلم، فهي سلبية باعتبار معناها، وإضافية باعتبار لازمها» ..
وقال الشهيد في قواعده: «مرجع هذه الأسماء والصفات عندنا وعند المعتزلة إلى الذات (وذلك لأن مرجع هذه إلى الذات) والحياة، والقدرة، والعلم، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، والأربعة الأخيرة ترجع إلى العلم، والقدرة. والعلم والقدرة كافيان في الحياة، والعلم والقدرة نفس الذات، فرجعت جميعها إلى الذات، إما مستقلة، أو إليها مع السلب، أو الإضافة، أو هما، أو إليها مع واحدة من الصفات الاعتبارية المذكورة، أو إلى صفة مع إضافة، أو إلى صفة مع زيادة إضافة، أو إلى صفة مع فعل وإضافة، أو إلى صفة فعل، أو إلى صفة فعل مع إضافة زائدة ..
فالأول: الله، ويقرب منه الحق ..
والثاني: مثل القدوس، والسلام، والغني، والأحد ..
والثالث: كالعلي، والعظيم، والأول، والآخر ..
والرابع: كالملك، والعزيز ..
والخامس: كالعليم، والقدير ..
والسادس: كالحكيم، والخبير، والشهيد، والمحصي ..
والسابع: كالقوي، والمتين ..
والثامن: كالرحمن، والرحيم، والرؤوف ، والودود ..
والتاسع: كالخالق، والباري، والمصوِّر ..
والعاشر: كالمجيد، والكريم، واللطيف ..» 1.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 2 ..
- 1. راجع: المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى ص83 و84 عن القواعد والفوائد.
- 2. مختصر مفيد .. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423ـ 2002، السؤال (359).