نص الشبهة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- هل أسماء الله الحسنى مئة ونحن نعرف فقط تسعة وتسعون؟
- ولو عرفنا الواحد الباقي وهو اسم الله الأعظم فيكون مئة؟
- لماذا لم يتفق المسلمون في أسماء الله الحسنى؟
- وهل نحن مطالبون بحفظها؟
- وإن كان نعم هل تكون بالترتيب؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
1 ـ أما بالنسبة للسؤالين رقم1 و2 عن عدد أسماء الله الحسنى، وعن الواحد الباقي، وهو اسم الله الأعظم، فنقول: قد ورد في بعض الأحاديث أن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً، من دعا بها استجاب الله له.. ومن أحصاها دخل الجنة..
قال الصدوق: «إحصاؤها هو الإحاطة بها، والوقوف على معانيها، وليس معنى الإحصاء عدها» 1.
لكن في عوالي اللآلي: أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: إن لله أربعة آلاف اسم: ألف لا يعلمها إلا الله، وألف لا يعلمها إلا الله، والملائكة، وألف لا يعلمها إلا الله، والملائكة، والنبيون، وأما الألف الرابع فالمؤمنون يعلمونه. ثلاث مئة منها في التوراة، وثلاث مئة في الإنجيل، وثلاث مئة في الزبور، ومئة في القرآن. تسعة وتسعون ظاهرة، وواحد منها مكتوم، ومن أحصاها دخل الجنة 2.
هذا وقد عددت بعض الروايات تلك الأسماء 3.
وأما اسم الله الأعظم فهو على ثلاثة وسبعين حرفاً، كما ورد في الروايات.
وقد كان عند آصف بن برخيا منها حرف واحد، وعند عيسى (عليه السلام) حرفان، وعند موسى (عليه السلام) أربعة، وعند إبراهيم (عليه السلام) ثمانية، وعند نوح (عليه السلام) خمسة عشر، وعند آدم (عليه السلام) خمسة وعشرون حرفاً، وأعطي نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) اثنين وسبعين حرفاً، وحرف عند الله، استأثر به في علم الغيب عنده..
وفي بعض الروايات: أنه كان مع إبراهيم (عليه السلام) ستة، ومع نوح (عليه السلام) ثمانية أحرف.
وهذه الروايات مذكورة في بصائر الدرجات ص208 211 وغيرها. وفي البحار ج4 ص410 و111 والسرائر، وغير ذلك.
2 ـ وأما بالنسبة للسؤال عن السبب في عدم اتفاق المسلمين في أسماء الله الحسنى.. فجوابه واضح، إذا لاحظنا اختلاف مصادر المعرفة عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) عنها لدى غيرهم..
فالشيعة يأخذون معارفهم من القرآن، ومن رسول الله، وأهل بيته الطاهرين المعصومين.. لأنهم سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى، ولأنهم أحد الثقلين اللذين لن يضل من تمسك بهما..
أما غير الشيعة فيأخذون معارفهم من غير أهل البيت (عليهم السلام).
3 ـ وأما بالنسبة للسؤال عن كوننا مطالبين بحفظ أسماء الله الحسنى، فجوابه: أن الروايات قد دلت على ذلك، ولكن لا على سبيل الإلزام به، بل على سبيل الندب إليه، والحث عليه، لما يترتب عليه من المثوبة واستجابة الدعاء.
4 ـ وحول السؤال عن الترتيب فيما بين الأسماء، نقول: لم يظهر من الأخبار أن الترتيب مطلوب فيما بين تلك الأسماء..
والحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلقه، وأشرف بريته محمد وآله الطاهرين.. 4.
- 1. راجع: بحار الأنوار ج4 ص187.
- 2. بحار الأنوار ج4 ص211.
- 3. راجع البحار ج4 ص186 و211.
- 4. مختصر مفيد (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثالثة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، ص 10 ـ 13.