بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
رُوي عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنَّه قال:
“إذا أردت أن تعلمَ صحَّةَ ما عند أخيك فَأَغْضِبْهُ، فإنْ ثبتَ لكَ على المودَّة فهو أخوكَ، وإلَّا فَلا”. [تحف العقول: ص357] .
حين يكون الإنسانُ راضياً، يسهل عليه أن يُخفي ما يُضمره من خلل، ويتمكَّن من التظاهر على خلاف ما يضمره.. ولكنه حين يسخط ويغضب وينفعل، يُفلت منه زمامُ السيطرة، وتظهر حقيقته بالرغم منه، ويمكن التعرُّف على مدى انضباطه حينئذ..
لذلك تُعتبر ظروفُ الضغطِ العصبيِّ التي توجب الانفعالَ والغضبَ، أحسنَ حالاتِ الاختبارِ للشخصيَّة، ففيها تتجلَّى فضيلة أصحاب الأخلاق الكريمة، فيظهر ما هم عليه من حلمٍ ورزانة واتِّزانٍ وتسامُح وعفو.. كما تظهر فيها حقيقةُ الممثِّلين أصحاب المظاهر المزيَّفة حين تتمرَّدُ عليهم ألسنتهم بقبيح الأقوال، وحين تُفلت منهم الوحوشُ الكامنة في أعماقهم بقبيح الأفعال..
وكما يهتمُّ الإنسانُ بتقييم الآخرين، فمن المهمِّ جدًّا أن يعتني بتقييم نفسه أيضاً، وذلك في المواقف الصعبة، فينظر إلى طبيعة ما ظهر منه من أقوال وأفعال حين كان منفعلاً وغاضباً، فيحمد الله تعالى على كلِّ قولٍ سديد، ويشكره على كلِّ موقفٍ صحيح، ويطلب الزيادة.. وإذا وجد خللاً في قول أو فعل، يعاتب نفسه ويستغفر الله تعالى ويسأله العفو والعافية والاستقامة.
واللهُ وليُّ التَّوفيق.