قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين «عليه السلام»: «إنّ أحبّكم إلى الله عزّ وجل أحسنكم عملاً»1.
يرتبط الإنسان في الحياة الدّنيا بالعديد من الرّوابط والعلائق، كالجاه والمنصب والمال والأولاد والزّوجة وغير ذلك، وما أن يموت حتّى يترك كلّ تلك العلائق والرّوابط، ولا يصحبه إلى عوالم ما بعد الموت إلاّ عمله، فإن كان عمله حسناً صالحاً فإنّه يكون له مؤنساً، وإن كان سيئاً فاسداً فإنه يكون له مزعجاً ومؤذياً، ففي الرّواية أنّ النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» قال لشخص يدعى قيس بن عاصم: «يا قيس، إنّ مع العزّ ذلاً، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدنيا آخرة، وإنّ لكل شيء حسيباً، وعلى كل شيء رقيباً، وإنّ لكل حسنة ثواباً، ولكل سيئة عقاباً، ولكل أجل كتاباً، وإنّه لا بد لك – يا قيس – من قرين يدفن معك وهو حي، وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك، ثم لا يحشر إلاّ معك، ولا تبعث إلاّ معه، ولا تسأل إلاّ عنه، فلا تجعله إلاّ صالحاً، فإنه إنْ صلح أنست به، وإنّ فسد لا تستوحش إلاّ منه، وهو فعلك»2.
ويظهر من العديد من النّصوص الشرعيّة أنّ الأعمال الحسنة والسيّئة في تلك العوالم تتجسم في صور وهيئات مختلفة، فالأعمال الحسنة تتجسم في صور حسنة، والأعمال السيئة تتجسم في صور مخيفة مرعبة.
فعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه، والزكاة عن يساره، والبر يطل عليه، ويتنحى الصبر ناحية، وإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مسائلته قال الصبر للصلاة والزكاة: دونكما صاحبكم فإنْ عجزتم عنه فأنا دونه»3.
وعن أحدهما «عليهما السلام»4 قال: «إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور، فيهن صورة أحسنهن وجهاً، وأبهاهن هيئة، وأطيبهن ريحاً، وأنظفهن صورة، قال: فتقف صورة عن يمينه، وأخرى عن يساره، وأخرى بين يديه، وأخرى خلفه، وأخرى عند رجله، وتقف التي هي أحسنهن فوق رأسه، فإن أتي عن يمينه منعته التي عن يمينه، ثم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست، قال: فتقول أحسنهن صورة: ومن أنتم جزاكم الله عني خيراً؟ فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول التي عن يساره: أنا الزكاة، وتقول التي بين يديه: أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحج والعمرة، وتقول التي عند رجليه: أنا بر من وصلت من إخوانك، ثم يقلن: من أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً، وأطيبنا ريحاً، وأبهانا هيئة، فتقول: أنا الولاية لآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين»5.
وعن سالم عن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «ما من موضع قبر إلاّ وهو ينطق كل يوم ثلاث مرات: أنا بيت التراب، أنا بيت البلاء، أنا بيت الدود، قال: فإذا دخله عبد مؤمن قال: مرحباً وأهلاً، أما والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني فسترى ذلك. قال: فيفسح له مد البصر، ويفتح له باب يرى مقعده من الجنة. قال: ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئاً قط أحسن منه فيقول: يا عبد الله ما رأيت شيئاً قط أحسن منك، فيقول: أنا رأيك الحسن الذي كنت عليه، وعملك الصالح الذي كنت تعمله. قال: ثم تؤخذ روحه فتوضع في الجنة حيث رأى منزله ثم يقال له: نم قرير العين فلا يزال نفحة من الجنة تصيب جسده يجد لذتها وطيبها حتى يبعث.
قال: وإذا دخل الكافر، قال: لا مرحباً بك ولا أهلاً، أما والله لقد كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني سترى ذلك. قال: فتضم عليه فتجعله رميماً ويعاد كما كان، ويفتح له باب إلى النار فيرى مقعده من النار. ثم قال: ثم إنّه يخرج منه رجل أقبح من رأى قط قال: فيقول: يا عبد الله من أنت؟ ما رأيت شيئاً أقبح منك، قال: فيقول: أنا عملك السيئ، الذي كنت تعمله، ورأيك الخبيث. قال: ثم تؤخذ روحه فتوضع حيث رأى مقعده من النار، ثم لم تزل نفخة من النار تصيب جسده فيجد ألمها وحرها في جسده إلى يوم يبعث، ويسلط الله على روحه تسعة وتسعين تنيناً تنهشه ليس فيها تنين ينفخ على ظهر الأرض فتنبت شيئاً»6.
وعنه «عليه السلام»: «إذا بعث المؤمن من قبره خرج معه مثال من قبره يقدمه أمامه، وكلما رأى المؤمن هولاً من أهوال يوم القيامة قال له المثال لا تحزن ولا تفزع وأبشر بالسرور والكرامة من الله، فلا يزال يبشره بالسرور والكرامة من الله حتى يقف بين يدي الله جلّ جلاله فيحاسبه حساباً يسيراً ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه، فيقول له المؤمن رحمك الله، نعم الخارج كنت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة حتى رأيت ذلك فمن أنت؟ قال: فيقول أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن خلقني الله منه لأبشرك»7.
فهذه النّصوص ظاهرة في الدّلالة على تجسّم الأعمال، قال العلامة الشيخ بهاء الدّين العاملي «رحمه الله»: «فالأعمال الصالحة، والاعتقادات الصحيحة، تظهر صوراً نورانية مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور والابتهاج، والأعمال السيئة، والاعتقادات الباطلة، تظهر صوراً ظلمانية مستقبحة، توجب غاية الحزن والتألم كما قاله جماعة من المفسرين عند قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا … ﴾ 8، ويرشد إليه قوله تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ 9، ومن جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم ولم يرجع ضمير ﴿ … يَرَهُ ﴾ 10 إلى العمل فقد أبعد»11.
قصه في تجسّم الأعمال
في كتاب الأربعينيات للعالم الفاضل القاضي سعيد القمي «رحمه الله» أنّه قال: «وصل إلينا من أحد الثقات ومحل الاعتماد عن أستاذ أساتذتنا الشيخ بهاء الملة والدين العاملي «رحمه الله»: إنّه ذهب في أحد الأيام لزيارة بعض أصحاب الحال، وكان يأوي في مقبرة من مقابر أصفهان، فقال ذلك الشخص العارف للشيخ: شاهدت قبل هذا اليوم في هذه المقبرة أمراً غريباً، فقد رأيت جماعة جاؤوا بجنازة ودفنوها في هذه المقبرة في الموضع الفلاني، وبعد مضي ساعة شممت رائحة طيبة لم تكن من روائح هذه النشأة، فبقيت متحيّراً، فنظرت إلى يميني وشمالي لأعرف من أين جاءت هذه الرّائحة، فرأيت فجأة شابّاً جميل الصورة في لباس الملوك وهو يذهب إلى ذلك القبر حتّى وصل عنده، فتعجّبت كثيراً من مجيئه إلى ذلك القبر، فعندما جلس عند ذلك القبر رأيته قد غاب وكأنّه صار داخل القبر.
فلم يمض زمن من تلك الحادثة حتّى شممت رائحة كريهة أنتن من كل رائحة، فنظرت فرأيت كلباً يذهب بأثر ذلك الشاب حتّى وصل إلى ذلك القبر واختفى.
فتعجّبت لذلك وما كاد تعجّبي ينقضي حتّى خرج ذلك الشاب بحال سيّئة وهيئة قبيحة وبدن مجروح، وقد رجع من حيث أتى، فذهبت وراءه ورجوته أن يخبرني بحقيقة الأمر، فقال: أنا العمل الصالح لهذا الميت، وكنت مأموراً أن أصير معه في قبره، فإذا بذلك الكلب – الذي رأيته – أتى وهو عمله غير الصالح، فأردت أن أخرجه من القبر لأفي بصحبته فعضّني ذلك الكلب بأنيابه، وجرحني ومزّق لحيتي كما ترى، ولم يتركني أبقى مع ذلك الشاب، فلم أقدر بعد ذلك أن أبقى معه في قبره، فخرجت، وتركته وحده.
فعندما نقل العارف المكاشفة هذه للشيخ، قال الشيخ: ما قلته صحيح، فنحن قائلون بتجسّم الأعمال وتصوّرها بالصورة المناسبة بحسب الأحوال» 12.
وبموت الإنسان ينقطع عمله إلاّ من صدقة جارية، أو من علم نافع، أو من ولد صالح يدعو له، فمن عمل في حياته صدقة جارية يكتب له ثواب الانتفاع منها، فمثلاً من بنى لله مسجداً، فمادام المسجد قائماً يصلّى فيه فثواب الانتفاع منه يكتب لمن بناه، أو من أوقف بناء لينتفع اليتامى من ريعه، فمادام البناء قائماً ينتفع منه فإنّ واقفه يحصل على ثواب ذلك الانتفاع، وكذلك من ترك علماً نافعاً فإنّه يحصل على ثواب الانتفاع بذلك العلم، ومن خلّف ولداً صالحاً فمارس الولد الدعاء لوالديه وأتى بالأعمال الصالحة نيابة عنهما أو أهدى ثوابها إليهما فإنّهما ينتفعان أيضاً من ذلك، فعن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث، إلاّ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»13.
وعنه «صلى الله عليه وآله» أنّه قال: «سبعة أسباب يكتب للعبد ثوابها بعد وفاته: رجل غرس نخلاً، أو حفر بئراً، أو أجرى نهراً، أو بنى مسجداً، أو كتب مصحفاً، أو ورّث علماً، أو خلّف ولداً صالحاً يستغفر له بعد وفاته»14.
وورد في بعض الرّوايات أنّ من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، فعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته: ولد صالح يستغفر له، ومصحف يقرئ فيه، وقليب يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وسنة حسنة يؤخذ بها بعده»15.
وفي رواية أخرى عن معاوية بن عمار قال: «قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: ما يلحق الرجل بعد موته؟ فقال: سنة سنها يعمل بها بعد موته، فيكون له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، والصدقة الجارية تجري من بعده، والولد الصالح يدعو لوالديه بعد موتهما ويحج ويتصدق عنهما ويعتق ويصوم ويصلي عنهما.
فقلت: أشركهما في حجي؟ قال: نعم»16.
ورواية الإمام السجاد «عليه السلام» التي تصدّرنا بها الحديث تدلُّ على أن من كان عمله حسناً صالحاً فإنّه يكون محبوباً عند الله سبحانه وتعالى، والعمل لا يتّصف بالحسن والصلاح الذي يستحق العبد عليه الثواب ويكون مقبولاً عند الله وفاعله محبوباً لديه سبحانه إلاّ إذا توفرت فيه عدّة شروط:
الأول: أن لا يكون ذلك العمل في نفسه مبغوضاً لله سبحانه وتعالى، فإنّ العمل المبغوض له لا يمكن أن يوصف بالحسن أو الصلاح، وأمّا إذا لم يكن مبغوضاً له جلّ شأنه، فإن فاعله يحصل على ثواب ذلك العمل إذا أتى به بنية التّقرب إليه سبحانه وإن كان ذلك الفعل مباحاً، فمن اشتغل بالكسب المباح مثلاً بقصد التقرّب إلى الله وبغية التصدّق على الفقراء والمعوزين، فإنّه يحصل على ثواب الاشتغال بهذا النوّع من الكسب المباح، وكذلك يحصل على ثواب التصدّق به والذي هو أمر مستحب ندب إليه الشرع الشريف.
الثاني: أن يأتي بالعمل قربة إلى الله سبحانه وتعالـى وخالصاً لوجهه، فلا يكفي أن يكون ظاهر العمل حسناً لكي يثاب عليه فاعله، فإن العمل قد يكون في ظاهره حسناً إلاّ أنّه لا يكون كذلك في باطنه وحقيقته، فمثلاً لو أنّ مؤمناً ما كان يساعد المحتاجين، فظاهر عمله هذا هو الحسن، لكن هذا الحسن الظاهري لا يكفي لاستحقاق صاحبه للثواب، بل يشترط أن يكون العمل حسناً في باطنه وواقعه، وحسنه كذلك لا يكون إلاّ إذا أتى به خالصاً لوجهه سبحانه وتعالى متقرّباً به إليه، فإن أتى به كذلك كان مستحقّاً لثواب ذلك العمل.
وإذا كان العمل عباديّاً – كالصلاة والصوم مثلاً – فإنّ إخلاص النيّة فيه لله وأن يقصد به التقرّب إليه سبحانه شرط في صحته، فلو لم يكن كذلك كان باطلاً، فضلاً عن أن يستحق العبد عليه الثواب، فلو أتى بعبادة الصوم لمجرّد إراءة النّاس فقط من دون أن يقصد به امتثال أمر الله تعالى المتوجه إليه بأداء هذه العبادة فإنّ صومه يقع باطلاً، ولا يثاب عليه، وتجب عليه إعادته.. بل لو أنّ باعثه على الصوم كان هو امتثال الأمر الإلهي والقربة ومراءاة الناس معاً فإنّه يكون أيضاً باطلاً ولا يثاب عليه.
فانظر كيف أنّ هذا العمل – وهو الصوم – عمل حسن في ظاهره لكنّه في حقيقته وواقعه لم يتّصف بالحسن ليستحق فاعله عليه الثواب؛ وذلك لأنّه لم يرد به وجه الله تعالى والتقرب إليه، أو لأنّه أشرك مع الله في نيتّه غيره، فهو عمل مرفوض عنده سبحانه، ففي الرّواية عن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أنّه قال: «إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به، فإذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل: اجعلوها في سجين إنه ليس إياي أراد بها»17.
وعنه «صلى الله عليه وآله» قال: «يقول الله سبحانه: إنّي أغنى الشركاء، فمن عمل عملاً ثم أشرك فيه غيري فأنا منه برئ، وهو للذي أشرك به دوني»18.
وعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «قال الله عز وجل: أنا خير شريك من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصاً»19.
بل إنّ الإتيان بالعبادات رياء أو مشوبة به مما ورد النهي عنه في الشريعة الغراء، ويعد ذلك من المعاصي الكبيرة، قال العلامة السيد اليزدي «رحمه الله» في العروة الوثقى ووافقه عليه المعلّقون عليها: «يشترط في نيّة الصلاة بل مطلق العبادات الخلوص عن الرّياء، فلو نوى الرّياء بطلت، بل هو من المعاصي الكبيرة لأنّه شرك بالله تعالى»20، فلذلك يجب الاستغفار والتوبة منه، مع إعادة العمل بقصد القربة والنية الخالصة له سبحانه.
وأمّا قبول العمل فيشترط فيه إضافة إلى الشرطين السابقين شرط آخر وهو أن يكون مشفوعاً بالتّقوى، بمعنى أن يكون العبد ممتنعاً عن ممارسة المعاصي وارتكاب المخالفات الشرعيّة، قال الله تعالى: ﴿ … إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ 21.
وعن الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» قال: «لا والله لا يقبل الله شيئاً من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه»22.
وعن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أنّه قال: «ثلاث من لم تكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل»23.
وفي وصية النبي «صلى الله عليه وآله» لأبي ذر الغفاري «رضي الله عنه» أنّه قال له: «يا أبا ذر، كن بالعمل بالتقوى أشد اهتماماً منك بالعمل، فإنّه لا يقل عمل بالتقوى، وكيف يقل عمل يتقبل، يقول الله عز وجل: ﴿ … إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ 21»24.
نعم إذا كان العمل مطلوباً لدى الشارع المقدّس، سواء أكان مطلوباً على نحو الوجوب أو الاستحباب، أو كان منهيّاً عنه، سواء أكان النّهي على نحو الحرمة أو الكراهة، فإنّ العبد إذا فعل المأمور به أو ترك المنهي عنه امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى فإنه يحصل على ثواب الامتثال، وأمّا قبول العمل فهو أمر آخر، فيشترط لتحققه – كما أسلفنا – أن يكون فاعله متصفاً بالتقوى.
ولأنّ أكثر النّاس يمارسون المعاصي ويرتكبون الذنوب فلذلك يكون القليل منهم من يحظى عمله بالقبول، فعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «لو نظروا25 إلى مردود الأعمال من السماء، لقالوا: ما يقبل الله من أحد عملاً»26 27.
- 1. ميزان الحكمة 6/218، برقم: 14393.
- 2. أمالي الشيخ الصدوق، صفحة 51.
- 3. الكافي 3/240.
- 4. الباقر أو الصادق «عليهما السلام».
- 5. بحار الأنوار 6/235.
- 6. الكافي 3/242.
- 7. ثواب الأعمال، صفحة 150.
- 8. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 30، الصفحة: 54.
- 9. القران الكريم: سورة الزلزلة (99)، الآيات: 6 – 8، الصفحة: 599.
- 10. القران الكريم: سورة الزلزلة (99)، الآية: 7، الصفحة: 599.
- 11. الأربعون حديثاً، صفحة 210.
- 12. أهوال عالم البرزخ، صفحة 328 – 329.
- 13. ميزان الحكمة 6/222، برقم: 14403.
- 14. ميزان الحكمة 6/222، برقم: 14404.
- 15. الخصال، صفحة 323.
- 16. الكافي 7/57.
- 17. الكافي 2/295.
- 18. ميزان الحكمة 3/409، برقم: 6990.
- 19. ميزان الحكمة 3/409، برقم: 6995.
- 20. العروة الوثقى 1/470 – 471.
- 21. a. b. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 27، الصفحة: 112.
- 22. ميزان الحكمة 6/230، برقم: 14467.
- 23. الخصال، صفحة 125.
- 24. بحار الأنوار 74/8٦.
- 25. أي النّاس.
- 26. ميزان الحكمة 6/229، برقم: 14464.
- 27. المصدر كتاب “دروس من وحي الإسلام” للشيخ حسن عبد الله العجمي حفظه الله.