العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم (ره) 2016-10-09
بسم الله الرحمن الرحيم
ابعاد ظاهرة الاضطهاد الديني
في العراق عامة والنجف خاصة
ليست المآسي والمحن القاسية التي عاناها الوطن الغالي [العراق] وليدة هذا القرن,وإنما تمتد إلى عصور سابقة أرهقت الإنسان العراقي بقسوتها نتيجة الاحتلال والغزو, ولكن ما يحدث اليوم في العراق يختلف كل الاختلاف عما حدث في السابق,فإذا كانت ظروف مرهقة قد غمرت الوطن,فان اليوم يمارس الاضطهاد فيه بكل أنواعه باسم السلطة الحاكمة,وباسم الديمقراطية,وباسم العمل الوطني, وما هو في حقيقته إلا انتهاك لحقوق الإنسان, ومسخ للقيم الإنسانية
إن آفاق الاضطهاد الديني في العراق عامة والنجف خاصة يمكن حصره بالنقاط التالية :
أولا- محاربة الفكر الديني دون إتاحة المجال له للدفاع عن نفسه.
إن غالبية الشعب العراقي مسلم عربي له جذوره العقائدية وأصوله الفكرية المنتهية إلى الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة,ومن حقه أن يمارس كل ما يتعلق بعقيدته,تأسيسا ً على أن الدولة الديمقراطية تؤكد على الحريات العامة,ومن تلكم الحريات حرية ممارسة المعتقد وعلى كل المستويات,ولكن النظام الحاكم من يوم وصوله للسلطة حارب الفكر الديني عبر واجهات أعلامه المتعددة,ومنع نشر وتداول الكتب التي لها علاقة بالإسلام,حتى بلغ الأمر أن منع تداول كتاب “خطب النبي” (ص),وكتاب “نهج البلاغة” للإمام علي عليه السلام, وكتاب “الصحيفة السجادية” للإمام علي بن الحسين عليه السلام وغيرها من الكتب التي تتناول الفكر الديني,ولم يسمح للمفكرين الإسلاميين أن يدافعوا عن معتقداتهم وأفكارهم, وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل تجاوز إلى أتلاف وحرق المكتبات العامة والتراثية,حتى انه في اجتياحه مدينة النجف عقب انتفاضة شعبان عام1991,احرق مكتبات مهمة تراثية عامة تضم آلاف الكتب والمصادر المتنوعة مطبوعة ومخطوطة, حتى قيل أن رذاذ الكتب المحروقة غط سماء النجف وتجاوزها إلى كليو متر- وأرجو أن لا يكون في ذلك مبالغة- وفي مقدمتها مكتبة الإمام الراحل السيد الخوئي,إلى جانب المكتبات التي نهبها الجيش الغازي[الحرس الجمهوري] كمكتبة الإمام الحكيم العامة,ومكتبة الإمام علي في الصحن الحيدري الخاصة,وغيرهما.
ثانيا ً- محاربة جامعة النجف العلمية وطلابها وعلمائها:
لم تكن ظاهرة اضطهاد جامعة النجف العلمية ذات العمر الآلف عام وطلابها العراقيين وغير العراقيين,وأساتذتها,وعلمائها, بارزة ً في المجتمع العراقي كما هو الحال في هذا العهد الأسود,ويمكن أبراز ذلك بالنقاط التالية:
1- لم يعهد في تاريخ العراق منذ عشرات السنيين أو ابعد بكثير أن أقدمت حكومة تولت الحكم في العراق على إعدام علماء الدين,وفقهاء الشريعة مهما كانت مواقفهم السياسية,ولكن نظام العفالقة الصداميين تجاوز ذلك فأقدم على إعدام الإمام السيد محمد باقر الصدر بذريعة وأخرى,ثم أجهز على العديد من أعلام المسلمين سنة وشيعة وفي مقدمتهم العلامة الشيخ عبد العزيز البدري,وحجة الإسلام السيد قاسم شبر وهو رجل ذرف على الثمانين من العمر,وكوكبة من أولاد السيد الحكيم وأسرته,من بينهم آية الله السيد عبد الصاحب,والعلامة المجاهد السيد مهدي الذي اغتيل من قبل جلاوزة النظام في خرطوم السودان,وآية الله السيد حسن الشيرازي وفي أخر وجبة له قام باغتيال المرجعين الكبيرين في النجف الشيخ البرجوردي والشيخ الغروي.
2- لقد زج النظام الصدامي مئات العلماء وطلاب العلوم في السجون والمعتقلات من دون محاكمة,أو حتى تحديد اتهام لهم,ولا يعرف أي شيء عن مصيرهم حتى اليوم,ولعل بعضهم دق أبواب التسعين أمثال آيات الله :السيد مرتضى الخلخالي وولده وثلاثة من أحفاده,والسيد محمد صادق القزويني,كالشيخ محمد تقي الجواهري,والعلامة الخطيب السيد جواد شبر,ومن هم دون ذلك بقليل في السن كالسيد رضا الخلخالي ,والسيد علاء الدين بحر العلوم وأولاده الثلاثة,والسيد عز الدين بحر العلوم,والسيد جعفر بحر العلوم وولديه,والسيد محمد رضا الحكيم,والسيد محمد تقي المرعشي وولديه,والسيد إبراهيم الشيرازي وولده,والسيد حسن بحر العلوم وولده وصهره,والسيد محمد حسين بحر العلوم وولده وقتل زوجته,والسيد محمد رضا بحر العلوم وولده وصهره,والسيد مرتضى الحكيم وولديه,وغيرهم ممن يضيق المجال بتعدادهم,ولست مبالغا إذا ادعيت أن البيوتات العلمية في النجف وكربلاء والكاظمية لم يسلم غالبية رجالها من السجن ومعرفة مصيرهم بما يطمئن على وجودهم أحياء,وكمثال على ذلك : أن ما يقارب 29شخص من أسرتنا[ آل بحر العلوم] فقط اعتقلوا منذ أحداث الانتفاضة الشعبانية آذار 1991وكذلك ما يزيد على العشرين شخصا ً اعتقلوا من [ آل الحكيم] بنفس الأحداث,والمئات أمثالهم ممن اعتقلوا ولهذه الساعة لا يعرف عن مصيرهم في السجون هل أنهم أحياء ,أو ماتوا أثناء التعذيب.
3- المظهر الثالث التهجير القسري وبالبشاعة التي اشتهرت في حينها فقد هجر النظام آلاف المواطنين من طلاب العلوم الدينية وفضلائهم في النجف وكربلاء وسائر العتبات المقدسة والمحافظات الأخرى بحجة كونهم من أصول غير عربية رغم أن البعض منهم يحمل شهادة الجنسية [ أ ] وغالبيتهم من سكنة العراق منذ مئات أو عشرات السنيين,ومن أصول عربية معروفة,وذلك بعد مصادرة وثائقهم الاثباتية وممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة,وبقسوة لم يعرف لها نظير.
4- لم يكتف النظام بممارسة الاضطهاد مع هؤلاء الذين تقدمت الإشارة إليهم,بل تسرى ذلك إلى عوائلهم وأبنائهم فقد ملأت السجون منهم زيادة في إيلام وتعذيب هذه الأسر,أو تلك العوائل,واحسب أن مؤسستي العفو الدولي , ومنظمة حقوق الإنسان العالميتين لديها الكثير من الوثائق التي تؤكد صحة هذه الممارسات اللانسانية مع المواطنين,ومن أمثلة ذلك اعتقال السيد إبراهيم ابن السيد الخوئي,وصهره السيد محمود الميلاني لاتخاذ هما رهينة للضغط على السيد الكبير,ولا يعرف عن مصيرهما ما يطمئن عن وجودهما .
ثالثا ً- الاعتداء على مراجع المسلمين وعلماء الشريعة :
لم يخف على احد موقف النظام الحاكم التعسفي من مراجع الدين وعلماء المسلمين ما دلل على حقد أعمى يحمله لهذه الطبقة العلمية,ومعروف أن أول شخصية عانت من اضطهاد السلطة التكريتية مباشرة بعد وصولها للحكم هو الإمام الراحل السيد محسن الحكيم,ثم من بعده إعدام الإمام الشهيد السيد الصدر,وشقيقته المجاهدة بنت الهدى,بعد ذلك توالت الاعتقالات والسجن والإعدامات لبعض أعلام المدرسة الدينية وطلابها حتى وصل الأمر إلى اضطهاد المرجع الديني الراحل الإمام السيد الخوئي,وكذلك المرجع الديني السيد السبزواري وأخيرا ًاغتيال المرجعين الشيخين البروجردي والغروي,ولازال تضيق الخناق على المراجع في النجف,في مقدمتهم المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني,وباقي العلماء الأعلام مستمراً.
رابعا ً- محاربة المتدينين والشعائر الدينية بصورة عامة:
كما وان النظام منذ وصوله للحكم اخذ بخناق المواطنين الذين تبدو عليهم مظاهر الالتزام الديني,كارتياد المساجد والعتبات المقدسة ومراقد الصالحين,والحجاب للنساء,وإطالة اللحى لدى الشباب,والمهتمين بالمناسبات الدينية,وممارسة الشعائر الحسينية خاصة,ولعل الجميع يتذكر ممارسة النظام وباشع صوره القاسية ضد مشاة الموكب الحسيني عام1977عند توجههم من النجف إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين عليه السلام فمنعتهم السلطة ولما لم يستجيبوا لها قصفتهم الطائرات العسكرية والمدفعية والدبابات واستشهد العديد من المشاركين في هذا العزاء الحسيني,عدا الذين نفذ فيهم حكم الإعدام باعتبارهم أصحاب المواكب,بعد محاكمة صورية,وأدت هذه المطاردة المسعورة من قبل النظام للمتدينين إلى زج الكثير من المواطنين والمواطنات شبابا ً وشابات في السجون وزنزانات التعذيب كما مورست معهم مختلف أنواع القضايا اللاخلاقية منها الاغتصاب الجنسي والشذوذ والانحراف,من اجل الحصول على الاعتراف القسري,حسب ما يملاء عليهم,تحقيقا لتبرير أهدافهم الدنيئة .
خامسا ً- محاربة الحركات الإسلامية :
لو رجعنا في التاريخ قليلا إلى الوراء,وتذكرنا إصدار النظام- حالما وضع أقدامه في ركاب السلطة- قانونا برقم 461 بتاريخ 31 آذار 1980حرم فيه حزب الدعوة الإسلامية,وعاقب المنتمي إليه بالإعدام أو السجن المؤبد, وانه ذو اثر رجعي يشمل العضو سابقا ولاحقا ومؤيدا ونصيرا,والى أخر ما يمكن تسطيره من احتمالات القرب لهذا الحزب,أو لأي حركة إسلامية في الحقيقة.وصار هذا القانون الاعتباطي التعسفي وسيلة تصفوية لكل من يحمل فكرا ً إسلاميا ًحتى ولو لم يكن منتميا ً إلى حزب الدعوة أو أي حزب أخر إسلامي,أو حتى كان إسلاميا ً مستقلا ً,وهكذا أصبح هذا القانون وسيلة سجن واعتقال وتعذيب وموت,بل صار مصدر بلاء ومحن على كل المواطنين,أو معظمهم.وهو أمر فريد في العالم لا اذكر أن بلدا ً أخر في الشرق والغرب أصدر قانونا كهذا القانون السيء الصيت الذي يدل على تخلف وعقلية حكومة مستبدة مشبوهة,تعمل على ابادة شعبها بلون وأخر,وبدون اكتراث .
سادسا ً – تدمير معالم المدن الدينية والعتبات المقدسة:
لقد اشتهر العراق بمدن دينية لها قدسيتها عند المسلمين عامة والمسلمين الشيعة خاصة,كالنجف الاشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء,وغيرها من المدن المقدسة أو الأثرية,ومن اليوم الذي تسلم فيه هذا النظام مقاليد السلطة بدا يخطط لإهمال أو تخريب هذه المدن التي تضم مراقد أئمة المسلمين من أهل البيت,والتي يفد لزيارتها ملايين المسلمين من كل الجنسيات,بالإضافة إلى كونها مدن عربية إسلامية ممصرة منذ مئات السنيين وفيها أثار تاريخية يقصدها آلاف السواح من أنحاء العالم للإطلاع,وبدلا ً من أن يهتم النظام بتعميرها والاحتفاظ بآثارها وترميمها عمد إلى إهمالها وتخريبها وبصورة معتمدة واضحة ومدروسة,ويمكن إيجازها بالنقاط التالية :
أ- إزالة اغلب المعالم الأثرية والمعلقات التحفية النادرة في المراقد المقدسة,ونقلها إلى قصور النظام على أساس أنها أثار فارسية,والكثير منها تحف نادرة لا مثيل لها في متاحف العالم .
ب- هدم الأماكن ذات البعد التراثي والتاريخي للمدينة,وقد تم وفقا ًلهذه السياسة إزالة أحياء كبيرة بكاملها في النجف وكربلاء والكاظمية,وقد شمل هذا الهدم والتخريب المدارس الدينية والجوامع والمقابر الشخصية ذات الطابع العلمي والتاريخي والمعماري والحضاري فيها.
ج- كما وان وادي السلام مقبرة النجف ذات التاريخ العريق والذي يمتد عمرها إلى أكثر من آلف عام يدفن المسلمون موتاهم فيها,والتي يصفها الشاعر العراقي في قصيدته “”وادي السلام”” بقوله:
أمر على الوادي فهبت عجاجة فاحنيت راسي احتراماً لأجدادي إن هذه المقبرة كانت عرضة للهدم والتدمير,وخاصة بعد انتفاضة 1991.
د- ولقد بلغت الممارسة التخريبية المتعمدة ذروتها القصوى في قصف المراقد المقدسة ذاتها بالقنابل والصواريخ,وكان ذلك أول تدنيس لها على طول تاريخها النظام.
هـ – منع قيام مشاريع حضارية وإنسانية في هذه المدن التاريخية والتي تتجلى فيها حضارة العراق وتتناسب ومكانتها العلمية والأدبية والتاريخية,كإيقاف مشروع جامعة الكوفة,وإلغاء كلية الفقه في النجف,والمؤسسات العلمية والأدبية فيها كجمعية منتدى النشر,وجمعية الرابطة الأدبية,وجمعية التحرير الثقافي وغيرها من المؤسسات التي كانت تبرز الطابع العلمي والأدبي والتراثي,ومثلها ما حصل في كربلاء والكاظمية وبغداد,وأبرزها إلغاء كلية أصول الدين في بغداد ومدارس الإمام الجواد في الكاظمية .
هذا المجمل مجرد استعرض سريع وسريع للغاية لما حصل ولازال من الاضطهاد الديني في العراق بواسطة السلطات الحاكمة منذ 1968والى هذا اليوم!!
والسؤال هل كل ما حصل هو من عمل هذا الحكم الطائفي المقيت,وهذه العقلية الحاكمة المتحجرة المستبدة,والتي تمثل الحاكم الدكتاتور,أو هو ابعد من ذلك؟؟
والجواب ليس بالصعب إذا ما رجعنا إلى الوراء قليلا ولاحظنا أن العصور المظلمة من تاريخ الإنسانية,وحتى ما يسمى بعصور النهضة والتنوير شهدت العديد من الممارسات التي تقع ضمن دائرة الاضطهاد الديني.
والعراق بجكم موقعه الجغرافي,وتركيبته الاجتماعية,وبنيته السياسية,وما يحصل نتيجة التفاعل بين هذه العناصر الثلاث,شهد عبر تاريخه أنواعا ً من الاضطهاد الديني .
ومع بداية القرن العشرين وما رافقه من حركات تحررية وحروب محلية وعالمية وضعت العراق والعراقيين في صف المدافعين عن وطنهم,والمطالبين باستقلاله وسيادته,والذب عن غزو قيمهم الأصيلة,وقد قاد ذلك إلى خوض القيادة الدينية,والمرجعية التحررية في العراق صراعا ً عنيفا مع قوات الاحتلال البريطاني,ابتداء ً “بحركةالجهاد”بقيادة علماء الدين في النجف وكربلاء والكاظمية كالسيد محمد سعيد الحبو بي,والسيد مهدي الحيدري من الكاظمية,والتي حاربت القوات البريطانية الزاحفة على العراق,ومرورا ً بثورة النجف وجمعية النهضة الإسلامية التي قادها السيد محمد علي بحر العلوم والشيخ محمد جواد الجزائري,وما تبعهما لاحقا ً من ثورة عمت كل أرجاء العراق,وكانت فتيلها قد أوقدت بفتوى الإمام محمد تقي الشيرازي كما كانت قياداتها متمثلة بكبار فقهاء النجف وكربلاء والكاظمية وطلبتهم,والتي أرغمت قوى الاحتلال على إعلان تأسيس الدولة العراقية,وما بعد ذلك من وقوف العلماء الكبار ضد محاولات إلحاق هذه الدولة الفتية بدائرة الاستعمار من خلال دستور يؤمن ذلك للقوات المحتلة,والذي انتهى بنفي الشيخ مهدي الخالصي,والسيد عبد الحسين الحجة الطباطبائي,والسيد أبو الحسن الاصفهاني,والشيخ ميرزا حسين النائيني إلى إيران وغيرهم من العلماء المجاهدين,كل ذلك أسس لقاعدة صلبة من العدوانية تنتهجها الحكومة العراقية وتتوارثها ضد الأكثرية العربية من المواطنين وقيادتها “المرجعية”والتي برزت بأقسى صورها مع وصول الحكم القائم للسلطة,وخصوصا ً مع صعود صدام إليها,لغرض إرضاء القوى الكبرى التي رسمت هذا المخطط الانتقامي لضرب المرجعية الدينية في العراق وتدمير الجامعة العلمية الدينية العالمية في النجف الاشرف وباقي المدن ذات الطابع العلمي والتراثي,والتخلص من حاكمية المرجعية الدينية الجماهيرية المستقلة لتحويلها إلى جهاز تابع لها,مما يؤدي إلى فقدان الاستقلالية والوجود الشاخص لهذه المؤسسة الدينية العريقة,والتي جاهدت طوال تلكم السنيين على حفاظ واستقلالية هذا الكيان الديني الهام من انطباق المقولة المشهورة عليها:
” إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فقل بئس العلماء وبئس الملوك,وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فقل نعم العلماء ونعم الملوك” .
لذا فللحرية والاستقلالية والسيادة الثمن الغالي الذي لا يقدر,وأرجو أن يبقى هذا الشرف العظيم وسام هذه الأمة العريقة.
المصدر: http://h-najaf.iq