محاسن الكلام

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ٥٥}المائدة

ابتدأت هذه الآية بكلمة «إنّما» التي تفيد الحصر، و بذلك حصرت ولاية أمر المسلمين في ثلاث هم: اللّه و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الذين آمنوا و أقاموا الصّلاة و أدوا الزّكاة و هم في حالة الركوع في الصّلاة كما تقول الآية: إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ‌ .

و لا شك أنّ الرّكوع المقصود في هذه الآية هو ركوع الصّلاة و لا يعني الخضوع، لأنّ الشارع المقدس اصطلح في القرآن على كلمة الرّكوع للدلالة على الركن الرّابع للصلاة.

و بالإضافة إلى الرّوايات الواردة في شأن نزول الآية، و التي تتحدث عن تصدق علي بن أبي طالب عليه السّلام بخاتمه في الصّلاة و سنتطرق إليها بالتفصيل فإنّ جملة يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ‌ تعتبر دليلا على هذا الأمر، و ليس في القرآن أثر عن ضرورة أداء الزّكاة مقرونة بالخضوع، بل ورد التأكيد على دفع الزّكاة بنيّة خالصة و بدون منة.

كما لا شك في أنّ كلمة «الولي» الواردة في هذه الآية، لا تعني الناصر و المحب، لأنّ الولاية التي هي بمعنى الحب أو النصرة لا تنحصر في من يؤدون الصّلاة و يؤتون الزّكاة و هم راكعون، بل تشمل كل المسلمين الذين يجب أن يتحابوا فيما بينهم و ينصر بعضهم البعض، حتى أولئك الذين لا زكاة عليهم، أو لا يمتلكون أساسا شيئا ليؤدوا زكاته، فكيف يدفعون الزّكاة و هم في حالة الركوع‌؟! هؤلاء كلهم يجب أن يكونوا أحباء فيما بينهم و ينصر بعضهم البعض الآخر.

و من هنا يتّضح لنا أنّ المراد من كلمة «ولي» في هذه الآية، هو ولاية الأمر و الإشراف و حق التصرف و الزعامة المادية و المعنوية، خاصّة و قد جاءت مقترنة مع ولاية النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ولاية اللّه حيث جاءت الولايات الثلاث في جملة واحدة.

و بهذه الصورة فإن الآية تعتبر نصّا قرآنيا يدل على ولاية و إمامة علي بن أبي طالب عليه السّلام للمسلمين.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل(ناصر مکارم شیرازي)الجزء ٤، الصفحة ٤٦.
__

مولدالإمام علي
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى