إن من يهدي أعمالاً صالحة للموتى أو الأحياء سيؤجر بكل تأكيد، بل يظهر من مراجعة الأحاديث أن الأجر الأول و الثواب الأعظم يكون لمن باشر العمل كمن ينوب في الحج و العمرة و غيرها من الأعمال عن غيره، ثم يكون الثواب في الدرجة الثانية للمنوب عنه أو للمُهدى له.
ثم إن الإنسان لو أهدى ما عمله إلى جماعة من الناس فان الله عَزَّ و جَلَّ سيعطي جميعهم ثواباً كاملاً دون نقصان.
فقد سُئِلَ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الرَّجُلِ يَحُجُّ عَنْ آخَرَ، مَا لَهُ مِنَ الثَّوَابِ؟
قَالَ: “لِلَّذِي يَحُجُّ عَنْ رَجُلٍ أَجْرٌ وَ ثَوَابُ عَشْرِ حِجَجٍ” 1.
وَ رُوِيَ: “أَنَّ لِلْمَيِّتِ حِجَّةً بِمَا أَنْفَقَ مِنْ مَالِهِ، وَ لِلنَّائِبِ تِسْعَ حِجَجٍ بِمَا أَتْعَبَ مِنْ بَدَنِهِ” 2.
وَ رُوِيَ: “أَنَّ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَ لَا يُنْقَصُ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ” 3.
وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: “لِلَّذِي يَحُجُّ عَنِ الرَّجُلِ أَجْرٌ وَ ثَوَابُ عَشْرِ حِجَجٍ، وَ يُغْفَرُ لَهُ وَ لِأَبِيهِ وَ لِأُمِّهِ وَ لِابْنِهِ وَ لِابْنَتِهِ وَ لِأَخِيهِ وَ لِأُخْتِهِ [وَ لِعَمِّهِ وَ لِعَمَّتِهِ وَ لِخَالِهِ وَ لِخَالَتِهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ]” 3.
وَ أَعْطَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا ثَلَاثِينَ دِينَاراً فَقَالَ: “حُجَّ بِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَ افْعَلْ وَ لَكَ تِسْعٌ وَ لَهُ وَاحِدَةٌ” 3.
- 1. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 8 / 115 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.
- 2. هداية الأمة إلى أحكام الأئمة عليهم السلام: 5 / 37 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة مجمع البحوث الإسلامية، سنة 1414 هجرية، مشهد/إيران.
- 3. a. b. c. المصدر السابق.