مقالات

إنقطاع الوحي…

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

قال الله تعالى وهو يتحدَّث عن نبيِّ الله إبراهيم عليه السلام: ﴿…وَجَعَلْنَا فِي ‌ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ…﴾ [العنكبوت: 27] .

وقد انقطع وحيُ النبوَّة بوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فماذا عن الكتاب؟ هل بقي في ذرية إبراهيم عليه السلام؟

الجواب واضح في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿‌ثُمَّ ‌أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [فاطر: 32] .

معنى الآية أنَّ العباد لمَّا كانوا على ثلاثة أصناف: ظالمين ومقتصدين وسابقين، فاصطفى الله السابقين من عباده، وجعلهم ورثةَ الكتابِ.

وبضمِّ هذا إلى آية سورة العنكبوت، نفهم أنَّ السابقين المصطفين الَّذين وَرِثُوا الكتابَ هم من ذُرِّية إبراهيم عليه السلام.

ومن الواضح أنَّ المقصود بوراثة الكتاب ليس هو امتلاك النُّسخة الورقية من القرآن الكريم؛ لأنَّ هذا لا يتطلَّب اصطفاءً ولا يُشترط فيه سبقٌ.. بل الكتاب ـ بهذا المعنى ـ في مكتبات الكفَّار وحوزة المنافقين، فضلاً عن جهلة المسلمين وعوامِّ الناس.. فيلزم القول بأنَّ المقصود من وراثة الكتاب هو إيتاء علمه وفهمه من الله تعالى لأناسٍ اصطفاهم بما يتناسب مع مقامهم في السَّبق بالخيرات.

علماً أنَّ منزلة السابقين ـ وهم المقرَّبون ـ في القرآن الكريم، هي فوق منزلة الأبرار أصحاب اليمين.. وهو ما يفهم بوضوح من آيات سورة الواقعة وسورة المطفِّفين.

نسأل الله أن يوفِّقنا إلى معرفة ورثة الكتاب؛ فإنَّ معرفتهم تُقرِّب المؤمنَ من القرآن الكريم؛ لأنهم ورثته وحاملو علمه.

والله وليُّ التَّوفيق.

✍🏻 زكريا بركات

https://chat.whatsapp.com/FBadxXLwsrl8soEwFPWSKb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى