بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
لا تجعل الأكثريَّة معياراً لتحصيل الثَّقافة ومعرفة الحقِّ واختيار الموقف الصَّائب؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: 116] .
ورُوي عن رسول الله (ص) وأهل بيته (ع) أنهم قالوا: «إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيباً، وَسَيَعُودُ غَرِيباً، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ».
وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أنَّه قال: «الصَّبْرُ عَلَى الْوَحْدَةِ عَلَامَةُ قُوَّةِ الْعَقْلِ، فَمَنْ عَقَلَ عَنِ اللهِ اعْتَزَلَ أَهْلَ الدُّنْيَا وَالرَّاغِبِينَ فِيهَا، وَرَغِبَ فِيمَا عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ اللهُ أُنْسَهُ فِي الْوَحْشَةِ، وَصَاحِبَهُ فِي الْوَحْدَةِ، وَغِنَاهُ فِي الْعَيْلَةِ، وَمُعِزَّهُ مِنْ غَيْرِ عَشِيرَةٍ».
وعن الإمام موسى الكاظم عليه السلام، أنَّه قال: «ما يَضُرُّكَ أن يكونَ في يدِكَ لُؤلُؤةٌ يقولُ النَّاسُ: هي حَصَاةٌ؟ وما كانَ يَنْفَعُكَ أن يكونَ في يدِكَ حَصَاةٌ فيقولُ النَّاسُ: لُؤلُؤَةٌ؟».
وعنه ـ عليه السلام ـ أنه قال: «أَبْلِغْ خَيْراً وَقُلْ خَيْراً، وَلَا تَكُونَنَّ إِمَّعَةً. لَا تَقُلْ: أَنَا مَعَ النَّاسِ، وَأَنَا كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاس».
تَثبَّتْ، واسأل، وابحث عن الحجَّة والدَّليل، وكُن جادًّا في طلب العلم.
والله وليُّ التَّوفيق.