الباحث: علي عباس فاضل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد:
تعد حياة السلف الصالح مدرسة للأجيال المتعاقبة لما ابدوه من تفان في الدفاع عن الدين الإسلامي وإعلاء كلمة الحق، ونصرة أهله، ومن هذه الثلة الطيبة الصحابي الجليل عمر بن الحمق.
هو عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو من خزاعة صحب النبي صلى الله عليه وآله([1])،((هاجر إلى النبي صلى الله عليه و[آله] بعد الحديبيّة . وقيل بل أسلم عام حجة الوداع ، والأول أصحّ. صحب النبيّ صلى الله عليه و[آله] وحفظ عنه أحاديث ، وسكن الشام ، ثم انتقل إلى الكوفة فسكنها))([2]).
وقد دعى رسول الله صلى الله عليه وآله له بدوام شبابه، إذ روي عنه، أَنَّهُ سَقَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” اللَّهُمَّ مَتِّعْهُ بِشَبَابِهِ “، فَمَرَّتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً لا تَرَى فِي لِحْيَتِهِ شَعْرَةً بَيْضَاءَ([3]).
وكان يعد من حواري أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان منه منزلة سلمان من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وشهد معه مشاهده كلها الجمل وصفين والنهروان([4]).
شارك في معركة الجمل ((وقاتل عمرو بن الحمق ، وكان من عباد أهل الكوفة، ومعه النساك قتالا شديدا، فضرب بسيفه حتى انثنى، ثم انصرف إلى أخيه رياح، فقال له رياح: ( يا أخي، ما أحسن ما نصنع اليوم، أن كانت الغلبة لنا )))([5]).
وفي صفين كان ذا منزلة عظيمة ومن القادة الذين حملوا الألوية، إذ حمل لواء خزاعة في صفين([6]).
وذكر السيد الخوئي في رجاله أنه من الثقات وأن أمير المؤمنين عليه السلام جعله في حرب الجمل ، وفي حرب صفين على الكمين، ومن ثَمَّ عده من أصحاب الإمام الحسن بن علي عليهما السلام الذين من خواص أبيه([7]) .
ساعد حجر بن عدي على الهرب ثم هرب هو إلى الموصل، لأنه متهم بقتل عثمان بن عفان فكان معاوية واتباعه يتربصون به في كل مكان حتى قتلوه في الموصل وحمل رأسه إلى معاوية في سنة خمسين للهجرة([8])، وهو أول رأس يحمل في الإسلام من بلد إلى بلد وهي من الجرائم التي سار عليها النهج الأموي([9]).
الهوامش:
[1] ينظر: الطبقات الكبرى، ابن سعد: 6/ 25، الاستيعاب، ابن عبد البر: 3/ 1173.
[2] الاستيعاب، ابن عبد البر: 3/ 1173- 1174.
[3] أسد الغابة، عز الدين ابن الأثير: 4/ 205، معرفة الصحابة، ابن نعيم: 4/ 2006.
[4] الكنى والألقاب، عباس القمي: 3/ 213.
[5] الأخبار الطوال: 150.
[6] ينظر: تاريخ خليفة بن خياط: 146، والأخبار الطوال، ابن قتيبة: 171.
[7] ينظر: معجم رجال الحديث، السيد الخوئي: 14/ 96- 97.
[8] ينظر: الطبقات الكبرى، ابن سعد: 6/ 25، الاستيعاب، ابن عبد البر: 3/ 1173- 1174، أسد الغابة، عز الدين ابن الأثير: 4/ 205.
[9] الطبقات الكبرى، ابن سعد: 6/ 25، الاستيعاب، ابن عبد البر: 3/ 1173- 1174، معرفة الصحابة، ابن نعيم: 4/ 2006، أسد الغابة، عز الدين ابن الأثير: 4/ 205.
المصدر: http://inahj.org