مقالات

(أهلُ الذِّكر هم النبيُّ ـ ص ـ وقومُه)…

بسم الله الرحمن الرحيم

بحثٌ وجيزٌ في التفسير تحت عنوان:
(أهلُ الذِّكر هم النبيُّ ـ ص ـ وقومُه)

بقلم: زكريا بركات

قال الله العظيم في كتابه الكريم: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44] ،
وقال الله تبارك وتعالى: (…فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43 ، الأنبياء: 7] ،

ومن خلال المقارنة بين الآيتين، يلوح الترابُطُ بينهما بأدنى تدبُّر، ففي الأولى وصفٌ للقُرآن الكريم بأنَّه ذِكرٌ للنبيِّ (ص) ولأناس يُعبَّر عنهم بأنَّهم قومُ النَّبيِّ (ص) ، وأنَّ النبيَّ وقومَه سوف يُسألون. وفي الآية الثانية يوجَّه الأمر إلى الناس بسؤال أهل الذِّكر، ممَّا يُفْهِمُ:

1 ـ أنَّ النبيَّ وقومَهُ في الآية الأولى هم أهل الذِّكر في الآية الثانية.

2 ـ أنَّ السؤال المذكور في الآية الأولى هو السؤال الموجَّه من قبل المخاطبين في الثانية، حيث طُلب منهم أن يسألوا أهل الذِّكر المذكورين في الآية الأولى وهم النَّبيُّ وقومُه.

3 ـ أنَّ هناك خصوصيَّةً يتَّصف بها النبيُّ (ص) وقومُه تجعلهم مسؤولين، ولا يتَّصف بها غيرهم فيجب عليهم أن يكونوا سائلين، وهذه الخصوصيَّة هي العلم؛ لأنَّ العالم هو الذي يملك أهليَّة الجواب والإفتاء فينبغي أن يكون المسؤول، وغير العالم هو الذي يحتاج إلى السؤال ليتعلَّم. وبمناسبة ذكر السؤال في سياق ذكر القرآن الكريم والتعريف بالمسؤولين بوصفهم أهلَ القرآنِ الكريم (أهل الذِّكر) ؛ يُفهم أنَّهم علماء بالقرآن الكريم يحيطون بعلم تفسيره وتأويله.

4 ـ أنَّ قوم النبيِّ (ص) على درجة عظيمة من العلم بالقرآن الكريم، هي نفس درجة النبيِّ (ص) أو قريب منها؛ بدليل العطف بالواو بين النبي (ص) وبينهم في قوله تعالى: (ذكرٌ لك ولقومك) ، والعطف بالواو يفيد الاشتراك من غير اختلاف في الرُّتبة، أو مع تقاربها.

مناقشة فهم آخر للسؤال في آية الزُّخرف:

وقد ذهب جماعة من المفسِّرين إلى أنَّ السؤال في الآية الأولى هو من قبل الله تعالى، فالمقصود أنَّ النبيَّ (ص) وقومه يتحمَّلون المسؤولية أمام الله تجاه القرآن الكريم الذي هو ذِكرٌ لهم.

إلَّا أنَّ هذا الفهم لا يصحُّ اعتماده لأسباب:

الأوَّل: عدم الدليل عليه.

الثاني: منافاته لما يظهر بوضوح من المقارنة بين الآيتين كما بيَّنَّا آنفاً.

الثالث: أنَّ أصحاب هذا القول فرَّعوا هذا المعنى من المسؤولية على معنى الشرف الحاصل من الذكر اللساني بسبب كون القرآن عربياً، وهذا التفريع غير واضح؛ أي إنَّ الارتباط غير مفهوم منطقيًّا بين طرفي التفريع، فلا يُفهم أنَّ الذِّكر ـ بهذا المعنى ـ سببٌ للمسؤوليَّة بهذا المعنى.

الرابع: منافاته لما ثبت بالسند الصحيح عن عالم أهل البيت (ع) ؛ الإمام جعفر الصادق (ع) ، وسوف نورد حديثه لاحقاً. ولا ينبغي مخالفة الإمام الصادق (ع) في تفسير القرآن الكريم؛ لأنَّه القدر المتيقَّن من العلماء بالقرآن الكريم من هذه الأمَّة بعد النبيِّ (ص) ، كما سيأتي توضيحه قريباً.

فيتعيَّن تفسيرُ السؤال بأنَّه السؤال المطلوب من قبل غير النبيِّ (ص) وقومه، والذي يلزم أن يُطرح على النبيِّ (ص) وقومه بوصفهم أهل الذِّكر والعلماء بالقرآن الكريم.

دراسة الوجوه المحتملة في تفسير الذِّكر:

المشهور بين المفسِّرين حملُ الذِّكر في آية سورة الزخرف على الذكر اللِّساني، والذي يعني أنَّ القرآن الكريم موجب لارتفاع ذكر النبيِّ (ص) وقومه.

وهذا يُحتمل أن يكون لأحد سببين:

الأوَّل: أنَّ النبيَّ (ص) وقومه يحملون علم القرآن الكريم، وغيرهم يحتاج إليهم لفهم القرآن الكريم. وهذا هو السبب المفهوم والوجيه والصحيح.

السبب الثَّاني: أنَّ القرآن الكريم نزل باللُّغة العربيَّة، فهذا أوجب ارتفاع صيت النبيِّ وقريش والعرب؛ نظراً إلى أنَّ القرآن الكريم نازل بلغتهم. وهذا المعنى غير صحيح لعدم وجود شاهد عليه، إضافةً إلى أنَّ حصول ارتفاع الصيت وحُسن الثناء بالعلم هو أولى وأحرى من حصوله بمجرَّد كون الإنسان موافقاً لكتاب سماوي في لغته. وذكر السؤال وما يُفهم من مقارنة الآيتين (حسب البيان الآنف) يفيد أنَّ الاتصاف بالعلم هي الحيثيَّة الموجبة للإشادة وارتفاع الشأن وانتشار الثناء الجميل إن كان هو المقصود بالذِّكر.

وأمَّا إذا كان المقصودُ بالذِّكر: ذكرَ الله تعالى، كما اختاره بعض المفسِّرين، بمعنى أنَّ القرآن الكريم يوجب تحقُّقَ ذكر الله تعالى وتقوية الارتباط به للنبيِّ (ص) وقومه، فيلزم أن نتساءل:
هل هذا الارتباط بين القرآن والذِّكر يستوي فيه جميع الناس؟

إذا كان الأمر كذلك، فما هو الموجب للتعبير القرآني الذي يُفهِم ـ بوضوح ـ وجودَ خصوصيَّة في النبيِّ (ص) وقومه من هذه الحيثيَّة، مما يجعلهم في مقام المسؤول المجيب، وغيرهم في مقام المستفهم السائل.

فيلزم القولُ بأنَّ تحقُّق ذكر الله تعالى في نفس النبيِّ (ص) وقومه بسبب تنزيل القرآن الكريم، هو بمرتبة خاصَّة لا يشاركهم فيها غيرهم. وحينئذ ينبغي التساؤل عن هذه الخصوصية التي توجب هذا الامتياز للنبي (ص) وقومه.. وينتهي بنا التدبُّر إلى أنَّ العلم هو السبب لهذا التأثير؛ لأنَّ العالِمَ المحيط بمعاني القرآن الكريم تتفاعل نفسه بشكل كامل مع آيات الذِّكر الحكيم، ويكون القرآن الكريم ذكراً وفكراً ووعياً ـ بتمام المعنى ـ بالنسبة إليه، بينما يعاني الآخرون من كثير من الغموض والإبهام في استيعاب القرآن الكريم، مما يُضعف تأثير القرآن الكريم في أنفسهم.

فتحصَّل من ذلك أنَّ الذِّكر ـ على كلا الاحتمالين ـ ينتهي بنا إلى القول بأنَّ قومَ النبي (ص) يحملون علم القرآن الكريم.

العلماء بالقرآن الكريم من هذه الأمَّة:

تبيَّن من خلال التوضيح آنف الذِّكر أنَّ قوم النبيِّ (ص) علماء بالتفسير والتأويل، وذلك انطلاقاً من كونهم المسؤولين، وغيرهم مأمور بسؤالهم، وكذلك انطلاقاً من عنوان الذِّكر الذي ينتهي بنا ـ على كلا الاحتمالين ـ إلى القول باتِّصاف قوم النبيِّ (ص) بعلم القرآن الكريم. كما عرفنا أنَّ العطف بين النبيِّ (ص) وقومه بالواو يفيد اشتراكهم أو تقاربهم مع النبي (ص) في المنزلة العلميَّة.

وبتدبُّر آيات الذكر الحكيم تتأكَّد لدينا هذه النتيجة، وهي وجود أناس من هذه الأمَّة يحملون علم القرآن الكريم.

منها قوله تعالى: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ…) [العنكبوت: 49] ، فالآية تدلُّ بوضوح على أنَّ القرآن الكريم آيات بيِّنات واضحات في صدور أناس تعبِّر الآية عنهم بأنهم أوتوا العلم.

ومنها قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا…) [فاطر: 32] ، فالآية واضحة في أنَّ علم الكتاب ورثه من هذه الأمَّةِ المصطفَوْنَ من عباد الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم.

ومنها قوله تعالى: (…وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ…) [آل عمران: 7] ، والآية جعلت النبي (ص) وقومه تحت عنوان واحد وهو عنوان (الراسخون في العلم) ، وهو أبلغ وأقوى دلالة على عظيم المنزلة العلمية لهؤلاء العلماء، حيث استحقُّوا أن يندرجوا تحت عنوان علمي واحد مع النبيِّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

ومنها قوله تعالى: (…قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) [الرعد: 43] ، فدلَّت الآية أنَّ في هذه الأمَّة (ممَّن عدا النبيَّ) مَن عنده علم الكتاب.

وفي القرآن الكريم آيات أشادت بذكر أناس أوتوا العلم بعبارة مطلقة، أي من غير ربط للعلم بالقرآن الكريم خصوصاً، منها:

قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا؛ يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ…) [المجادلة: 11] .

وقوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذينَ آمَنُوا إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقيمٍ) [الحج: 54] .

وقوله تعالى: (وَيَرَى الَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَ يَهْدي إِلى‏ صِراطِ الْعَزيزِ الْحَميدِ) [سبأ: 6] .

وقوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً…) [محمَّد: 16] .


ومن ذلك يتبيَّن أنَّ القوم المعطوفين على النبي (ص) في آية سورة الزخرف لا يمكن أن يكونوا جميع قريش، بل لا بدَّ أن يكونوا خاصَّة الأقرباء وزبدتهم ممَّن أوتوا علم النبيِّ (ص) وفهمه من عترته، كما في بعض ألفاظ حديث الثقلين، حيث ورد فيه: “أعطاهم الله علمي وفهمي”، وفي لفظِ آخرَ: “يُعْطِيهِمْ‏ عِلْمِي وَفَهْمِي”.

ولا بدَّ أنهم أهل البيت المطهَّرون الذين قال الله عنهم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: 33] ، لأنَّ إدراك حقائق القرآن الكريم كما هي في اللوح المحفوظ يتوقَّف على الطهارة؛ لقوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ . لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [الواقعة: 77 – 79] .

من هم العلماء بكتاب الله تعالى من أهل البيت عليهم السلام؟

بعد أن ثبت أنَّ جماعة من قوم النبي (ص) ، وهم خاصَّتُه وعترته، طهَّرهم اللهُ تعالى واصطفاهم وأورثهم علم القرآن الكريم، وأمر العباد بسؤالهم والرجوع إليهم، يلزم على المؤمن أن يتساءل عنهم ليعرفهم فيتسنَّى له التمسُّكُ بهم والاهتداءُ بنورهم.

ومن الواضح أنَّ انتساب عالمٍ ما إلى الذريَّة الطاهرة، لا يثبت أنَّ عنده علمَ الكتاب؛ لأنَّه لم يقُمْ دليلٌ على أنَّ كلَّ فقيه هاشمي فهو عالم بالكتاب بهذا المعنى، كما إنَّ علماء بني هاشم (فضلاً عن غيرهم) لا يدَّعون لأنفسهم هذه الصفة، بل هي لا تُدَّعى لهم من أقلِّ الناس ثقافةً وبصيرةً. فلا بدَّ في معرفة العلماء بالكتاب من بني هاشم من التمسُّك بالدليل.

والبحث في الأدلَّة الصحيحة والقطعيَّة ينتهي بنا إلى القول بأنَّ المخصوصين بعلم الكتاب من قوم النبيِّ (ص) وعترته هم عليٌّ عليه السلام، ثمَّ الحسن والحسين عليهما السلام، ثمَّ الأئمَّةُ التِّسعةُ من ولد الحسين عليهم السلام.

واستعراض هذه الأدلَّة ممَّا لا يناسب هذا البحث الوجيز، ولكن نشير إلى بعضها على أمل أن يكمل طالب العلم هذا البحث انطلاقاً مما نذكره فيما يلي.

فمن الأدلَّة حديثُ: “أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها”،

ومنها حديث: “عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليٍّ”،

ومنها قول الإمام الحسن المجتبى (ع) ـ في حق أبيه عليٍّ (ع) : “لم يسبقه الأوَّلون بعلمٍ، ولا يُدركه الآخِرُون”.

ومنها قول الإمام جعفر الصادق (ع) : “إِنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وآله ـ لَمَّا قُبِضَ وَرِثَ عَلِيٌّ عليه السلام عِلْمَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَا هُنَاكَ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليهم السلام”. فقيل له: ثمَّ صار إلى عليِّ بن الحسينِ، ثمَّ صار إلى ابنِهِ، ثمَّ انتهى إليك، فقال عليه السلام: “نَعَمْ”. رواه الكليني في الكافي، وسنده صحيح.

ومنها قول الإمام علي (ع) في تفسير حديث الثقلين حين سُئل: من العترة؟ فقال (ع) : “أنا والحسن والحسين، والأئمَّة التِّسعةُ من ولد الحسين، تاسعهم مهديُّهم وقائمهم، لا يُفارقون كتابَ الله ولا يُفارقهم، حتَّى يَرِدُوا على رسول الله (ص) حوضَهُ. انتهى. رواهُ الصَّدوق في “عيون الأخبار”، وسنده معتبر.

وحديث الثقلين بدلالته على اقتران العترة بالكتاب، يدلُّ على أنَّهم علماء بالكتاب؛ لأنَّ من عنده خلل في فهم الكتاب لا يكون مُقترناً ومُلازماً للكتاب مُطلقاً.

ومنها قول الإمام عليِّ بن الحسين زين العابدين (ع) بتفسير قوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ، قال: “فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْأَلُونَا…” الحديث. رواه الكليني في الكافي، وسنده صحيح.

ومنها قول الإمام محمَّد بن عليٍّ الباقر (ع) بتفسير الآية نفسها: “نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ، وَنَحْنُ الْمَسْئُولُونَ”. رواه الكليني في “الكافي”، وسنده صحيح.

ومنها قول الإمام الباقر (ع) بتفسير قوله تعالى: (… وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، قال: “إِيَّانَا عَنَى، وَعَلِيٌّ أَوَّلُنَا وَأَفْضَلُنَا وَخَيْرُنَا بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلَّم”. رواه الكليني في “الكافي”، وسنده معتبر.

ومنها قول الإمام الباقر (ع) بتفسير قوله تعالى: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) ، قال: “إيَّانا عنى”. رواه الصفار في “بصائر الدرجات”، وسنده صحيح.

ومنها قول الإمام جعفر الصادق (ع) بتفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) : “الذِّكْرُ الْقُرْآنُ، وَنَحْنُ قَوْمُهُ، وَنَحْنُ الْمَسْئُولُونَ”. رواه الكليني في “الكافي”، وسنده صحيح.

ومنها قول الإمام الصادق (ع) : “نحن الراسخون في العلم” الحديث. رواه الكليني في “الكافي”، وسنده صحيح.

وقول الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) : “وَاللهِ إِنِّي مَا أُخْبِرُكَ إِلَّا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله، عَنْ جَبْرَئِيلَ، عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ”. رواه الكليني في “الكافي”، وسنده صحيح.

إلى غير ذلك من الأخبار، وتندرج في هذا الباب أخبار النص على الاثني عشر عليهم السلام، بوصفهم الأئمَّة والحُجج؛ لأنَّ إمامتهم مبنيَّةٌ على العلم بالقرآن الكريم، بمعنى أنَّ هذا العلم ركيزةٌ أساس ورُكْنٌ تقوم عليه الإمامة كما لا يخفى على من تدبَّر هذه الأخبار المتواترة، وقد جمعتُ ما تيسَّر لي من صحاحها في كتابي: “الأحاديث المختارة في الإمامة”.

والله وليُّ التوفيق، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى