وتحدثت بعض الروإيات عما يجري في آخر الزمان من الفتن والأزمات وأكبر الظن أنها من علامات ظهور الإمام عليه السلام، ونذكر منها حديثين:
الحديث الأول
روى عطاء بن أبي رياح عن حبر الأمة عبد الله بن عباس قال: ” حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم أقبل على الناس بوجهه وخاطبهم قائلا: ألا أخبركم بأشراط الساعة ؟”
فانبرى إليه الفارسي وكان من أدنى الناس إليه فقال:” بلى يا رسول الله “، فأخذ النبي يدلي عليهم بما سيجري ويكون قائلا:” إن من أشراط القيامة إضاعة الصلاة واتباع الشهوات والميل مع الأهواء وتعظيم المال وبيع الدين بالدنيا فعندها يذاب قلب المؤمن وجوفه، كما يذوب الملح في إناء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره “.
وبهر سلمان فقال: أهذا لكائن يا رسول الله ؟”
فقال: صلى الله عليه وآله:” إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وأمناء خونة “
وسارع سلمان قائلا: ” إن هذا لكائن يا رسول الله ؟،، فقال صلى الله عليه وآله: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويصدق الكاذب ويكذب الصادق “.
قال سلمان: إن هذا لكائن يا رسول الله ؟
فأجابه صلى الله عليه وآله: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها إمارة النساء، ومشاورة الإماء، وقعود الصبيان على المنابر، ويكون الكذب ظرفا، والزكاة مغرما، والفيء مغنما، ويجفو الرجل والديه، ويبر صديقه، ويطلع الكوكب المذنب “.
وانبرى سلمان قائلا، إن هذا لكائن يا رسول الله ؟
فقال صلى الله عليه وآله: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة، ويكون المطر قيظا ويغيظ الكرام غيظا، ويحتقر الرجل المعسر، فعندها تقارب الأسواق، إذ قال هذا لم أبع شيئا، وقال هذا لم أربح شيئا، فلا ترى إلا ذاما لله “.
وسارع سلمان قائلا، إن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال النبي: ” إن هذا لكائن والذي نفسي بيده، يا سلمان فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم، وإن سكتوا استباحوهم ليستأثروا بفيئهم، وليطؤون حرمتهم، وليسفكون دماءهم، وليملؤون قلوبهم رعبا، فلا تراهم إلا وجلين، خائفين مرعوبين، مرهوبين “.
سلمان: إن هذا لكائن،
النبي: ” إي والذي نفسي بيده، يا سلمان إن عندها يؤتى شيء من المشرق، وشيء من المغرب يلون أمتي، فالويل لضعفاء أمتي منهم، والويل لهم من الله، لا يرحمون صغيرا، ولا يوقرون كبيرا، ولا يتجاوزون عن مسيء،أخبارهم خفاء، جثثهم جثث الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين “.
سلمان: إن هذا لكائن يا رسول الله ؟
النبي: ” إي والذي نفسي بيده، يا سلمان، وعندها يكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، وتشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، ويركبن ذوات الفروج السروج، فعليهن من أمتي لعنة الله “.
سلمان: إن هذا لكائن يا رسول الله ؟
النبي: ” إي والذي نفسي بيده، يا سلمان إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس، وتحلى المصاحف وتطول المنارات، وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة، وألسن مختلفة “.
سلمان: إن هذا لكائن ؟
النبي: إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تحلى ذكور أمتي بالذهب، ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفاقا “.
سلمان: إن هذا لكائن،
النبي: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها يظهر الربا ويتعاملون بالغيبة والرشا، ويوضع الدين وترفع الدنيا “.
سلمان: هذا لكائن
النبي: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضر الله شيئا “.
سلمان، إن هذا لكائن ؟
النبي: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تظهر القينات والمعازف، ويليهم أشرار أمتي “.
سلمان: إن هذا لكائن ؟
النبي: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يحج أغنياء أمتي للنزهة ويحج أوساطها للتجارة، ويحج فقراؤهم للرياء والسمعة، فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله ويتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله، ويكثر أولاد الزنا، ويتغنون بالقرآن ويتهافتون بالدنيا “.
سلمان: إن هذا لكائن ؟
النبي: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان ذاك إذا انتهكت المحارم، واكتسبت المآثم، وسلط الأشرار على الأخيار، ويفشوا الكذب، وتظهر اللجاجة، وتفشوا الفاقة، ويتناهون في اللباس، ويمطرون في غير آوان المطر، ويستحسنون الكوبه والمعازف، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة، ويظهر قراؤهم وعبادهم فيم بينهم التلاوم، فأولئك يدعون في ملك السماوات: الأرجاس والأنجاس ” !
سلمان: إن هذا لكائن ؟
النبي: ” إي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها لا يخشى الغنى إلا الفقر حتى أن السائل ليسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في يده شيئا “.
سلمان: إن هذا لكائن ؟،
النبي: إي والذي نفسي بيده يا سلمان عندها يتكلم الروبيضة “. فقال سلمان: ما الروبيضة يا رسول الله فداك أبي وأمي، قال صلى الله عليه وآله:” يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور الأرض خورة فلا يظن كل قوم إلا أنها خارت في ناحيتهم، فيمكثون ما شاء الله، ثم ينكثون في مكثهم فتلقى لهم الأرض أفلاذ كبدها “. قال: ” ذهبا وفضة ثم أومأ بيده إلى الأساطين، فقال: مثل هذا فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة “.
رواه حمران، قال: جرى حديث الشيعة عند الإمام الصادق عليه السلام، فقال: ” إني سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه، وهو على فرس، وبين يديه خيل، وأنا على حمار إلى جانبه، فقال لي: يا أبا عبد الله قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة، وفتح لنا من العز، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا، وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم، فقال له الإمام: من رفع هذا إليك عني فقد كذب، فقال لي: أتحلف على ما تقول ؟ فقلت: إن الناس سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي – فلا تمكنهم من سمعك، فإنا إليك أحوج منك إلينا، فقال لي: أتذكر يوم سألتك هل لنا ملك ؟ فقلت: نعم طويل عريض، شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام، في بلد حرام، فعرفت أنه قد حفظ الحديث، فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك، فإني لم أخصك بهذا، وإنما هو حديث رويته، ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك، فسكت عني، فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا، فقال: جعلت فداك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس، وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته، فقلت بيني وبين نفسي: هذا حجة الله على الخلق وصاحب هذا الأمر الذي يقتدى به، وهذا الآخر يعني المنصور يعمل بالجور، ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحب الله وهو في موكبه وأنت على حمار، فداخلني في ذلك شك حتى خفت على ديني ونفسي، قال عليه السلام: فقلت: لو رأيت من كان حولي، وبين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه، فقال: الآن سكن قلبي “.
ثم قال: ” إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم ؟
فقال الإمام: ” أليس تعلم أن لكل شيء مدة ” ؟
قال: بلى، فقال عليه السلام: ” هل ينفعك علمك أن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة عين ؟ إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي ؟ كنت لهم أشد بغضا، ولو جهدت وجهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد ما هم فيه من الإثم لم يقدروا، فلا يستفزنك الشيطان، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون، ألا تعلم أن من انتظر أمرنا، وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا ؟ فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق، وأحدث ما ليس فيه ووجه على الأهواء، ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفئ الإناء، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق لا يكذب، ولا يرد عليه كذبه وفريته، ورأيت الصغير يستحقر الكبير، ورأيت الأرحام قد تقطعت، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه، ولا يرد عليه قوله، ورأيت الغلام يعطى ما تعطي المرأة، ورأيت النساء يتزوجن بالنساء، ورأيت الثناء قد كثر، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه، ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى فيه المؤمن من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن، مرحا لما يرى في الأرض من الفساد، ورأيت الخمور تشرب علانية، ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا، ورأيت أصحاب الكيان يحقرون، ويحتقر من يحبهم، ورأيت سبيل الخير منقطعا، وسبيل الشر مسلوكا، ورأيت بيت الله قد عطل، ويؤمر بتركه، ورأيت الرجل يقول: ما لا يفعله، ورأيت الرجال يتمنون للرجال والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره، ومعيشة المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال، ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر، وأظهروا الخضاب، وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها، وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم، وتنوفس في الرجل، وتغاير عليه الرجال وكان صاحب المال أعز من المؤمن، وكان الربا ظاهرا لا يغير، وكان الزنا تمتدح به النساء، ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس، وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، ورأيت البدع و الزنا قد ظهر، ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلل، و الحلال يحرم، ورأيت الناس بالرأي، وعطل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل لا يستحى به من الجرأة على الله، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر، ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، ورأيت ذوات الأرحام ينكحن، ويكتفى بهن، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة، ويغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله، ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء، ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي، وتنفق على زوجها، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته، ويرضى بالدنيء من الطعام والشراب، ورأيت الإيمان بالله عز وجل كثيرة على الزور، ورأيت القمار قد ظهر، ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر، ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها أحد أحدا، ولا يجترئ أحد على منعها، ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه، ورأيت أقرب الناس من الولاة يمتدح بشتمنا أهل البيت، ورأيت من يحبنا يزور، ولا تقبل شهادته، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس لاستماعه، وخف على الناس استماع الباطل، ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه، ورأيته الحدود قد عطلت، وعمل فيها بالأهواء، ورأيت المساجد قد زخرفت، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة، ورأيت البغي قد فشا، ورأيت الغيبة تستملح، ويبشر بها الناس بعضهم بعضا، ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن، ورأيت الخراب قد أديل من العمران، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان، ورأيت سفك الدماء يستخف بها ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لغرض الدنيا، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى، وتستند إليه الأمور، ورأيت الصلاة قد استخف بها، ورأيت الرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه، ورأيت الميت ينشر من قبره ويؤذى وتباع أكفانه، ورأيت الهرج قد كثر،ورأيت الرجل يمسي نشوان، ويصبح سكران، لا يهتم بما الناس فيه ورأيت البهائم تنكح، ورأيت البهائم تفرس بعضها بعضا، ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شئ من ثيابه ورأيت قلوب الناس قد قست، وجمدت أعينهم، وثقل الذكر عليهم.
ورأيت السحت قد ظهر، يتنافس فيه، ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من غلب، ورأيت طالب الحلال يذم ويعير، وطالب الحرام يمدح ويعظم، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين عمل القبيح أحد، ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين، ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض، ويقتدون بأهل الشر، ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد، ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد، ورأيت كل عام يحدث فيه من البدعة والشر أكثر مما كان، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به، ويرحم لغير وجه الله، ورأيت الآيات في السماء ولا يفزع إليها أحد ورأيت الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم، لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله ورأيت العقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفترى عليهما ورأيت النساء وقد غلبن على الملك وغلبن على كل أمر لا يؤتى إلا ما لهم فيه هوى ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره ورأيت السلطان يحتكر الطعام، ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها وتشرب بها الخمور، ورأيت الخمر يتداوى بها ويوصف للمريض ويستشفى بها، ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق قائمة ورياح أهل الحق لا تحرك، ورأيت الأذان بالأجر والصلاة بالأجر، ورأيت المساجد محتشدة ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر، ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر وإذا سكر أكرم اتقي وخيف وترك لا يعاقب ويعذر بسكره، ورأيت من أكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه، ورأيت القضاة يقضون بغير ما أمر الله، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، فرأيت: الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله ويعطى لطلب الناس، ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم، لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم، ورأيت أعلام الحق قد درست فكن على حذر واطلب إلى الله عز وجل النجاة وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم فكن مترقبا واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه فإن نزل بهم العذاب عجلت إلى رحمة الله وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على الله عز وجل واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين وأن رحمة الله قريب من المحسنين”.
حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص291-295.
* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص295-301.