بعيداً عن أجواء السياسة الموحشة، والقضايا الثقافية العميقة والمعقدة قرأت في صحيفة «الرياض» السعودية أن مجموعة من الزوجات «أطلقت حملة «خلوه يلبس» في المنتديات النسائية في احتجاج منهن على لباس الزوج التقليدي داخل المنزل والذي لا يخضع – على حد تعبيرهن – للأناقة والذوق كما جاء في رسالة إلكترونية تبادلتها الزوجات مؤخراً، مؤكدات فيها بأن هذا اللباس «فانلة وسروال» لا يعجبهن، وأن الأزواج يجب أن يهتموا بهندامهم داخل المنزل، في حين تم إرفاق عدد من الصور للبجامات التي يفضلن ارتداء الزوج لها داخل المنزل» 30/ 7/ 2010.
«وكانوا يعيبون على الرجال لبسهم المعتاد والممل في المنزل وهو السروال والفانلة البيضاء».
وأثناء قراءتي للخبر سرحت في بعض ما قرأته من تعاليم دينية حري بالمجتمع المسلم أن يرتبط بها، وأن يتعاهدها في حياته، فقد ورد عن رسول اللّه أنه قال: «إن اللّه تعالى جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى اثر نعمته على عبده».
وعن الإمام الرضا : «إن اللّه تبارك وتعالى يحب الجمال والتجمل، ويبغض البؤس والتباؤس، وان اللّه عز وجل يبغض من الرّجال القاذورة».
الآيات التي تتحدث عن أخذ الزينة وعدم حرمتها والروايات التي تتحدث عنها وعن الجمال والتجمل كثيرة جدا، وهي تتحدث عن الجمال في كل شيء.
لكني هنا سأقتصر المقال على تجمل الرجل لزوجته، وذلك لأمور من حق القارئ أن يتفق أو يختلف معي فيها:
1 – الأول أن أغلب النساء لا يفرطن في التزين لأزواجهن إلا ما ندر، فالمرأة تصرف مالاً كثيراً ووقتا طويلا وجهدا جهيدا من أجل مظهرها وجمالها حتى في منزلها، أما في جانب الرجال فالنسبة المئوية ممن لا يعتنون بمظاهرهم في المنزل كبيرة وعالية.
2 – تصلنا بعض القضايا الأسرية التي تشكو فيها النساء من نظافة وجمال شريك حياتهن، وبصراحة تقولها بعض النساء بأنهن لا يرين جاذبا يجذبهن إلى أزواجهن لولا الطاعة والرضا بالقضاء والقدر.
3 – سببت بعض هذه الحالات لضعيفات النفوس خروجا عن إطار الزوجية والبحث عن النواقص خارج المنزل، فتعلقن بالممثلين من خلال المسلسلات، وارتبطن ببعض العلاقات المحرمة مع آخرين والعياذ بالله.
وقد انتشرت قبل فترة من الزمن أسماء لمسلسلات تركية وراجت صور بعض ممثليها عند النساء والسبب كما قيل في ذلك الوقت هو وسامة أولئك الممثلين.
نحن الآن في زمن الإغراء الحرام والإثارة الحرام، والتحريض المنفلت للغرائز، وهي مؤثرات تتعرض لها المرأة كما يتعرض لها الرجل وهذه تحتاج إلى بدائل مأمونة ومحللة داخل المنزل، وهذه البدائل بالنسبة للمرأة متوافرة في الزوج شرط أن يعتني بنفسه وبهندامه في المنزل كما يعتني به خارجه.
وهنا ألفت النظر لأمرين مهمين:
الأول: يبحث الرجل دائما عن راحته في المنزل، وخصوصا في لباسه الذي قد يختاره في بعض الأحيان باليا أو غير صالح لمقابلة الناس، لكن الزوجة في الطرف المقابل، تريد أن ترى شريك حياتها متجددا دائما وفي حلة جاذبة، وهذا ما يجب أن يلتفت إليه الزوج خلال وجوده بين عائلته.
الثاني: يثير الكثير من الرجال أن جمال الرجل في عقله كما هو مؤدى بعض الأحاديث، فلا يعتنون بأشكالهم وملابسهم، وهذا اشتباه مؤسف، وذلك لوجود روايات وأحاديث أخرى كما روي عن رسول الله «ليأخذ أحدكم من شاربه والشعر الذي في انفه، وليتعاهد نفسه، فان ذلك يزيد في جماله»، وعن الإمام الصادق : «أبصر رسول اللّه رجلا شعثا شعر رأسه، وسخة ثيابه، سيئة حاله، فقال رسول اللّه : من الدين المتعة وإظهار النعمة». وعن الإمام الـصادق : «البس وتجمل، فإن الله جميل يحب الجمال». 1
- 1. صحيفة الوسط البحرينية 18 / 10 / 2010م – العدد 296.