إن للإمام الحسين (عليه السلام) أدعية قيّمة فى موضوعات متعدّدة وأغراض شتّى سواء انتهى السند إليه أم ارتقى منه إلى جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأبيه المرتضى (عليه السلام) وهذه الأدعية قدوردت فى مصادر الحديث والأدب وكتب الدعاء والتاريخ وهى تمثّل عنصرا أساسيّا من عناصر الثقافة وتحتوى على مضامين أخلاقية سامية ومفاهيم عقائدية عالية تدعو الإنسان إلى معرفة الحقائق الدينيّة والسياسية فى الإسلام وحسبنا من هذه الادعية دعاؤه الكبير في يوم عرفة، فهو من مفاخر تراثنا الإسلامي، وكنز عظيم في الإلهيات. وأما أدعيته الواردة فهي كثيرة، منها:
عند البلاء
دعاؤه (عليه السلام) في طلب التأديب بالبلاء وعدم الاستدراج بالاحسان:
اللهم لا تستدرجني بالاحسان ولا تؤدبني بالبلاء (1)
(1) كشف الغمة ج 2 ص 241 ط دار الأضواء بيروت 1405
دعاؤه (عليه السلام) بعد صلاة الفريضة – وهذا الدعاء ذو فوائد عظيمة جداً -ذكره الكفعمي عن حديث طويل مسند صحيح عن النبي (صلى الله عليه وآله) يملأ ثلاث صحائف، وملخصه في الصفحة المذكورة: إنّه ما من مخلوق دعا بدعاء الحسين هذا، إلا حشره الله معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرج الله كربه، وقضى دينه، ويسّر أمره، وأوضح سبيله، ونصره على أعدائه، ولم يهتك ستره، وشرح الله صدره، ولقنه شهادة: أن لا إله إلاّ الله… الخ عند خروج نفسه. تدعو به اذا فرغت من صلاة الفريضة.
والدعاء هو قوله (عليه السلام):
اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك، وسكان سمواتك وأرضك، وانبيائك ورسلك ان تستجيب لي، فقد رهقني من امري عسراً، فأسالك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري يسراً.
(1) المصباح (طبعة قديمة) ص 304، وكذلك ضياء الصالحين ص 624 الوفاء – بيروت. والصحيفة الحسينية للسويج ص 29،
والصحيفة الحسينية للشهرستاني ص 39
دعاؤه (عليه السلام) بالكعبة:
إلهي نعّمتني فلم تجدني شاكراً، وأبليتني فلم تجدني صابراً، فلا أنت سلبت النعمة لترك الشكر، ولا أدمت الشدة لترك الصبر، إلهي ما يكون من الكريم إلاّ الكرم.
دعاؤه (عليه السلام) عند المهمات:
اللهم إني اسألك يا مدرك الهاربين ويا ملجأ الخائفين ويا غياث المستغيثين، اللهم إني أسالك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك العظيم الأعظم الكبير الاكبر الطاهر المطهر القدّوس المبارك ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام، والبحر يمدُّهُ من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إنَّ الله عزيز حكيم (ثم قل عشر مرات) يا الله (وعشر مرات) يا رباه يا مولاه يا غاية رغبتاه يا هو يا من لا يعلم ما هو إلا هو ولا كيف هو إلا هو، يا ذا الجلال والاكرام والافضال والانعام، يا ذا الملك والملكوت، يا ذا العز والكبرياء والعظمة والجبروت، يا حيُّ لا يموت، يا من علا فقهر، يا من ملك فقدر، يا من عبد فشكر، يا من عُصِي فستر، يا من بطن فخبر، يا من لا يحيط به الفكر، يا رازق البشر، يا مقدِّر القدر، يا محصي قطر المطر، يا دائم الثبات، يا مخرج النبات، يا قاضي الحاجات، يا منجح الطلبات، يا جاعل البركات، يا محيي الأموات، يا رفيع الدرجات، يا راحم العبرات، يا مقيل العثرات، يا كاشف الكربات، يا نور السموات، يا صاحب كلِّ غريب، يا شاهداً لا يغيب، يا مؤنس كلِّ وحيد، يا ملجأ كل طريد، يا راحم الشيخ الكبير، ياعصمة الخائف المستجير، يا مغني البائس الفقير، يا فاكَّ العاني الأسير، يا من لا يحتاج إلى التفسير، يا من هو بكل شيء خبير، يامن هو على كل شيء قدير، يا عالي المكان، يا شديد الأركان يا من ليس له ترجمان، يا نعم المستعان، يا قديم الاحسان، يا من هو كل يوم في شأن، يا من لا يخلو منه مكان، يا أجود الأجودين، يا أكرم الأكرمين، يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا أسرع الحاسبين، يا وليَّ المؤمنين، يا يد الواثقين، يا ظهر اللاجين، يا غياث المستغيثين، يا جار المستجيرين، يا رب الأرباب، يا مسبِّبَ الأسباب، يا مفتِّح الأبواب، يا معتق الرقاب، يا منشيء السحاب، يا وهاب يا تواب، يا من حيث ما دعي أجاب، يا فالق الإصباح، يا باعث الأرواح، يا من بيده كل مفتاح، يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا باريء النسم، يا جامع الأمم، يا ذا الجود والكرم، يا عماد مَن لا عماد له، يا سند من لا سند له، يا عزَّ من لا عزَّ له، يا حرز مَن لا حرز له، يا غياث من لا غياث له، يا حسن البلاء، يا جزيل العطاء، يا جميل الثناء، يا حليماً لا يعجل، يا عليماً لا يجهل، يا جواداً لا يبخل، يا قريباً لا يغفل، يا صاحبي في وحدتي، يا عدَّتي في شدتي، يا كهفي حين تعييني المذاهب وتخذلني الأقارب ويسلمني كل صاحب، يا رجائي في المضيق يا ركني الوثيق، يا إلهي بالتحقيق، يا رب البيت العتيق، يا شفيق يا رفيق، أكفني ما لا أطيق وفكني من حَلَق الضيق إلى فرجك القريب، واكفني ما أهمني وما لا يهمني من أمر دنياي وآخرتي برحمتك يا أرحم الراحمين. (1)
(1) الصحيفة الحسينية ص 41 ط النجف، العراق.
دعاؤه (عليه السلام) في التوفيق للعمل الصالح:
اللهم إنِّي أسالك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل التقوى، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وحذر أهل الخشية، وطلب أهل العلم، وزينة أهل الورع، وحذر أهل الجزع، حتى أخافك اللهم مخافة تحجزني عن معاصيك، وحتى أعمل بطاعتك عملاً استحقُّ به كرامتك، وحتى أناصحك في التوبة خوفاً لك، وحتى أخلص لك في النصيحة حباً لك، وحتى أتوكَّل عليك في الأمور حسن ظن بك، سبحان خالق النور، وسبحان الله العظيم وبحمده (1)
(1) مهج الدعوات، ص 195 الأعلمي – لبنان و بحار الانوار للعلامة المجلسي ج 91 ص 191 ط الوفاء – لبنان.
دعاؤه (عليه السلام) في الرغبة بالآخرة:
اللهم ارزقني الرغبة في الآخرة حتى أعرف صدق ذلك في قلبي بالزهادة مني في دنياي. اللهم ارزقني بصراً في الآخرة حتى اطلب الحسنات شوقاً، وأفرَّ من السيئات خوفاً يا رب. (1)
(1) الحسين ملتقي المكرمات ص 53 وكشف الغمة ج 2 ص 194 ومعالي السبطين ج 2، ص 313.
دعاؤه (عليه السلام) في الاعتراف بنعماء الله عزوجل:
إلهي منِّي ما يليق بلؤمي، ومنك ما يليق بكرمك. إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك، وكلما آيستني أوصافي اطمعتني مننك. إلهي مَن كانت محاسنه مساوىء فكيف لا تكون مساوئه مساوىء، ومن كانت حقائقه دعاوى فكيف لا تكون دعاواه دعاوى (1)
(1) الصحيفة الحسينية ص 46 ط 1 العراق، النجف نقلاًعن كتاب حكم واحكام اهل البيت للحاج محمد حسن الكتبي ص 73.
دعاؤه (عليه السلام) في القنوت:
اللهم من أوى إلى مأوىً فانت مأواي، ومن لجأ إلى ملجأ فأنت ملجأي، اللهم صل على محمد وآله، واسمع ندائي، وأجب دعائي، واجعل مآبي عندك ومثواي، واحرسني في بلواي من افتتان الامتحان، ولمّة الشيطان بعظمتك التي لا يشوبها ولع نفس بتفتين، ولا وارد طيف بتظنين، ولا يلم بها فرج حتى تقلبني إليك بارادتك غير ظنين ولا مظنون، ولا مراب، ولا مرتاب، إنك ارحم الراحمين. (1)
(1) مهج الدعوات، ص 49، مؤسسة الأعلمي – لبنان.
دعاؤه (عليه السلام) في القنوت:
اللهم منك البداء ولك المشية، ولك الحول، ولك القوة وأنت الله الذي لا اله إلا انت، جعلت قلوب أوليائك مسكناً لمشيتك وممكناً لإرادتك، وجعلت عقولهم مناصب أوامرك ونواهيك. فأنت إذا شئت ما تشاء حرّكت من أسرارهم كوامن ما ابطنت فيهم، وابدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك، وتدعو اليك بحقائق ما منحتهم وإنِّي لأعلم مما علمتني من أَنّك أنت، المشكور على ما منه أريتني وإليه آويتني.اللهم واني مع ذلك كله عائذ بك، لائذ بحولك وقوتك راض بحكمك الذي سقته إليَّ في علمك جار بحيث اجريتني، قاصد مما اممتني غير ضنين بنفسي فيما يرضيك عني إذ به قد رضيتني ولا قاصر بجهدي عما إليه ندبتني، مسارع لما عرفتني، شارع فيما أشرعتني, مستبصر ما بصرتني، مراع ما أرعيتني، ولا تخلني من رعايتك، ولا تخرجني من عنايتك ولا تقعدني عن حولك، ولا تخرجني عن مقصد أنال به إرادتك، واجعل على البصيرة مدرجي، وعلى الهداية مهجتي، وعلى الرشاد مسلكي، حتى تنيلني وتنيل بي أمنيتي، وتحل بي على ما به أردتني وله خلقتني وإليه أويت بي، وأعذ أولياءك من الافتتان بي، وفتنهم برحمتك لرحمتك في نقمتك تفتين الاجتباء والاستخلاص بسلوك طريقتي، واتباع مهجتي، والحقني بالصالحين من آبائي، وذوي لحمتي. دعاؤه (عليه السلام) في المناجاة وطلب العون من الله سبحانه وتعالى:
قال أنس بن مالك: سمعته (اي الحسين عليه السلام) قائلاً:
يا رب يا رب أنت مولاه فارحم عبيداً اليك ملجاه
يا ذا المعالي عليك معتمدي طوبى لمن كنت أنت مولاه
طوبى لمن كان خائفاً أرقاً يشكو إلى ذي الجلال بلواه
وما به علة ولا سقم أكثر من حبه لمولاه
إذا اشتكى بثه وغصته أجابه الله، ثم لبّاه
إذا ابتلى بالظلام مبتهلاً أكرمه الله ثم أدناه
فنودي:
لبيك لبيك أنت في كنفي وكل ما قلتَ قد علمناه
صوتك تشتاقه ملائكتي فحسبك الصوت قد سمعناه
دعاك عندي يجول في حجب فحسبك الستر قد سفرناه
لو هبَّتِ الريح في جوانبه خرَّ صريعاً لما تغشاه
سلني بلا رعبة ولا رهب ولا حساب إني أنا الله (1)
(1) مناقب آل ابي طالب: ج 4، ص 69، ط دار الأضواء، بيروت، سنة 1405 هـ.
دعاؤه (عليه السلام) في الصباح والمساء:
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله وبالله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وأنا أسألك العافية من كل سوء في الدنيا والآخرة، اللهم انك تكفيني من كل أحد ولا يكفيني منك أحد فاكفني من كل أحد ما أخاف وأحذر، واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر، وأنت على كل شئ قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين.