نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هل صحيح ما نقرأه في التاريخ من أن أبا أيوب الأنصاري ـ أحد الصحابة ـ قاتل تحت لواء يزيد (الصحيح: معاوية). الملعون في فتح القسطنطينية، ومات ودفن هناك؟ وهل يبقى من الموالين لأهل البيت على الرغم من ذلك؟ فإني قرأت عنه أنه كان من شيعة الإمام علي عليه السلام وقاتل إلى جانبه في حروبه أثناء خلافته..
وشكراً لكم ودمتم فخراً لنا..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فقد سألت عن قتال أبي أيوب مع معاوية تحت راية يزيد حينما أرسله أبوه إلى القسطنطينية، فمات أبو أيوب هناك، ودفن إلى جانب سور تلك المدينة..
ونقول في الجواب:
لقد: «سئل الفضل بن شاذان عن قتال أبي أيوب مع معاوية المشركين، فقال: كان ذلك منه قلة فقه وغفلة، ظن أنه يعمل عملاً لنفسه، يقوي به الإسلام، ويوهي به الشرك. وليس عليه من معاوية شيء، كان معه أو لم يكن» 1.
وإنما قال رحمه الله ذلك عن أبي أيوب من حيث إنه لم يجد ما يشير إلى أن أبا أيوب قد استأذن إمام وقته وهو الإمام الحسين عليه السلام في مسيره ذاك، ولا ندري إن كان قد بلغ أبو أيوب ـ وهو خالد بن زيد ـ في معرفته لأئمته حداً يجعله يلتزم باستئذانهم، أو يدرك لزوم الاستئذان منهم في مثل هذا الأمر الخطير..
وثمة نهي عن القتال تحت لواء أئمة الضلال..
فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «إن القتال مع غير الإمام المفروض طاعته حرام، مثل الميتة، والدم، ولحم الخنزير» 2..
ولكن ابن شاذان قد قرر في آخر كلامه: أن صحة نية أبي أيوب، تجعله في مأمن من المؤاخذة بسبب قتاله معه، والله هو الرحيم الغفور..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 3..
- 1. رجال الكشي ص37 و38.
- 2. الكافي ج5 ص3 .
- 3. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (397).