هو أبو أشمر بن أبرهة بن الصباح الحميري.
وهو أحد المصريين الذين وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأعلنوا إسلامهم فحسن إسلامه، وأصبح فيما بعد أحد كبار القراء في الشام التي جعل منها مقراً له .
وعند قيام حرب صفين كان أبو أشمر مع معاوية مع مجموعة من القراء، وعند بدء المعركة انحاز أبو أشمر مع عدد من رفاقه الى جانب الإمام علي (عليه السلام).
وعندما علم معاوية بذلك حزن لذلك؛ لأن أبا أشمر كان معروفاً عند أهل الشام بزهده وعلمه الأمر الذي قد يؤثِّر على معنويات وفكر أصحاب معاوية وجيشه، لكنَّ ابن العاص عالج هذه القضية بخبثه ومكره بعد أن طلب منه معاوية مخرجاً لتلك الحادثة، فأخبر عمرو بن العاص القادة والجند بأنَّه قد أرسل أشمر إلى الإمام علي (عليه السلام) باعتباره أحد القراء الكبار عسى أن يؤثر على الإمام (عليه السلام) لينعقد الصلح.
وبعد أن انضم ابن أشمر إلى صفوف جيش الإمام (عليه السلام) رحَّب به لأنَّه يعرفه جيداً بأنَّه أحد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، لكنَّه غُرر به في فترة من الفترات إلَّا أنَّ الباري (عزَّ وجلَّ) أراد له حسن العاقبة.
وعند اشتداد المعركة توجه أبو أشمر الى ساحة الحرب، وقاتل قتال الأبطال وتمكَّن من قتل عدد لا بأس به من جيش معاوية، فأصابه الأعياء لكبر سنه إذ أنه شهد زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والخلفاء الثلاثة ثم عاصر الإمام علي (عليه السلام) وبعد ذلك القتال المشرف سقط أبو أشمر شهيداً (رضوان الله عليه) .
ولمَّا علم الإمام (عليه السلام) بمقتله جاء إليه وصلى على جثمانه وقد بدا الحزن على وجهه، لأنَّ الإمام يكره أن تراق دماء المسلمين وقد حاول الإمام (عليه السلام) أن لا تحدث هذه الحرب بينه وبين معاوية، لكنَّ معاوية أصر على سفك الدماء وزرع بذور الفتنة بين المسلمين من أجل أن يتمتع هو بالسلطة والجاه بغض النظر عمَّا يترتب على ذلك من نتائج من هدر طاقات المسلمين وسفك دمائهم وهدر الأموال التي لولا الحرب لصرفت على فقراء المسلمين وعاشوا بأمان وسلام.
مصادر البحث..
1- تاريخ دمشق, ج63, ص1285.
2- الإصابة, ج4, ص130, ج2, ص129.
3- كتاب صفين, ص222.
4- نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة, ج1, ص469.
5- كتاب الرجال, ص56.
(رجال حول الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام), سعد رشيد زميزم, قدم له باقر شريف القرشي, ص22- 23 بتصرف).
المصدر: http://inahj.org