
إِلهي لَمْ يَكُنْ لي حَوْلٌ فَأنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إلّا في وَقْتٍ أيْقَظْتَني لِمَحَبَّتِكَ، وَكَما أرَدْتَ أنْ أكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِإِدْخالي في كَرَمِكَ، وَلِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ أوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ
يُدرك الإنسان بالعلم الحضوريّ أنّه لو كان مجبرًا لما أمكنه أن يختار بين عملَين فيختار الأوّل ويترك الثاني
مثلما قال مولانا: “إنّ قولك أفعل ذلك أو ذاك هو دليل الاختيار أيّها الصنم”.
الأمر الآخر أنّنا نمدح أولئك الذين يقومون بالأفعال الحسنة ونذمّ مرتكب الأفعال القبيحة،
في حين أنّه لو كان الإنسان موجودًا مجبرًا لما استحقّ الإهانة أو التعظيم، وفي النتيجة لما استحقّ الثواب أو العقاب.
فهذان الدليلان يمكن أن يقنعا الإنسان قناعةً تامّةً بأنّه مختارٌ وحرٌّ في القيام بالأفعال.
فما المقصود من هذه الآيات إذًا، من قبيل قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} أو {فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} أو {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}، في حين أنّ الإنسان يدرك بالوجدان أنّه يمتلك القدرة على الفعل والترك؟
للإجابة عن هذا السؤال من اللازم ذكر نقاطٍ عدّة:
إنّنا نُدرك وجود عاملَين عند القيام بأيّ فعلٍ:
أ. كون هذا الفعل حسنًا أو قبيحًا.
ب. نعلم إن كنّا نمتلك القدرة على القيام به أو لا. كمثال: نحن جميعًا نعلم أنّ الطفل اليتيم والجائع يحتاج إلى المساعدة، كما يمكننا مساعدته أو صفعه على خدّه، ونعلم ضمنًا أنّ إعانته أمرٌ حسن وأنّ صفعه أمرٌ قبيحٌ.
فلا يشكّ أيّ إنسانٍ عاقل في دور هذين العاملَين (العلم والقدرة).
فكلّ واحدٍ منّا يعلم أنّ الأداة التي يدرك الإنسان بواسطتها وجود هذَين العاملَين هي العقل، الذي يُعدّ معيار الفهم، وأنّ الله قد منح الإنسان هذا العقل.
يتبع …
روائع المناجاة
الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
__
شعبان
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى قناة التيليجرام :
https://t.me/mahasen_alkalam313
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT
روابطنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
https://linktr.ee/mahasen_alkalam