رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ 1 أَنَّ لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِهِ ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ، فَأَخْبَرَ ذَلِكَ الرَّجُلَ بِهِ فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى بَيْتِهِ وَ أَخْبَرَ زَوْجَتَهُ بِذَلِكَ، فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ أَنْ يَجْعَلَ دَعْوَةً لَهَا فَرَضِيَ.
فَقَالَتْ: سَلِ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي أَجْمَلَ نِسَاءِ ذَاكَ الزَّمَانِ؟
فَدَعَا الرَّجُلُ فَصَارَتْ كَذَلِكَ.
ثُمَّ إِنَّهَا لَمَّا رَأَتْ رَغْبَةَ الْمُلُوكِ وَ الشُّبَّانِ [الْمُتَنَعِّمِينَ] فِيهَا مُتَوَفِّرَةً زَهِدَتْ فِي زَوْجِهَا [الشَّيْخِ الْفَقِيرِ] وَ جَعَلَتْ تُغَالِظُهُ وَ تُخَاشِنُهُ وَ هُوَ يُدَارِيهَا وَ لَا يَكَادُ يُطِيقُ نُشُوزَهَا.
فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَهَا كَلْبَةً فَصَارَتْ كَذَلِكَ.
ثُمَّ اجْتَمَعَ أَوْلَادُهُمَا يَقُولُونَ يَا أَبَتِ إِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُونَ بِنَا أَنَّ أُمَّنَا كَلْبَةٌ نَابِحَةٌ وَ جَعَلُوا يَبْكُونَ وَ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَهَا كَمَا كَانَتْ؟
فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَصَيَّرَهَا مِثْلَ الَّذِي كَانَتْ فِي الْحَالَةِ الْأُولَى، فَذَهَبَتِ الدَّعَوَاتُ الثَّلَاثُ ضَيَاعاً” 2.
- 1. المقصود بالزمن الأول هو الزمن السابق أو القديم ، أي في ما مضى .
- 2. الدعوات (سلوة الحزين): 38، لسعيد بن هبة الله قطب الدين الراوندي، المتوفى سنة: 573 هجرية، الطبعة الأولى سنة: 1407 هجرية، طبعة مدرسة الامام المهدي، قم/إيران.