الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٩
يعرفه أنه قد تاب ويسأله الدعاء.
وفي أخبار السيد أنه ناظر معه مؤمن الطاق في ابن الحنفية فغلبه عليه فقال :
تركت ابن خولة لا عن قلى |
|
وإني لكالكلف الوامق |
وإني له حافظ في المغيب |
|
أدين بما دان في الصادق |
هو الحبر حبر بني هاشم |
|
ونور من الملك الرازق |
به ينعش الله جمع العباد |
|
ويجري البلاغة في الناطق |
أتاني برهانه معلنا |
|
فدنت ولم أك كالمائق |
كمن صد بعد بيان الهدى |
|
إلى حبتر وأبي حامق |
فقال الطاقي أحسنت الآن أتيت رشدك وبلغت أشدك وتبوأت من الخير موضعا ومن الجنة مقعدا (١).
بيان : يقال كلفت بهذا الأمر أي أولعت به والوامق المحب والموق حمق في غباوة يقال أحمق وامق والحبتر وأبو حامق كناية عن [ الأول والثاني ] أو كلاهما عن الأول وقد مر أن حبتر كثيرا ما يعبر به عن [ الأول ].
١٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب وأنشد فيه :
امدح أبا عبد الإله |
|
فتى البرية في احتماله |
سبط النبي محمد |
|
حبل تفرع من حباله |
تغشى العيون الناظرات |
|
إذا سمون إلى جلاله |
عذب الموارد بحره |
|
يروي الخلائق من سجاله |
بحر أطل على البحور |
|
يمدهن ندى بلاله |
سقت العباد يمينه |
|
وسقى البلاد ندى شماله |
يحكي السحاب يمينه |
|
والودق يخرج من خلاله |
الأرض ميراث له |
|
والناس طرا في عياله |
يا حجة الله الجليل |
|
وعينه وزعيم آله |
__________________
(١) المصدر السابق ج ٣ ص ٣٧٠ وأخرجها عنه في الغدير ج ٢ ص ٢٥٠.
وابن الوصي المصطفى |
|
وشبيه أحمد في كماله |
أنت ابن بنت محمد |
|
حذوا خلفت على مثاله |
فضياء نورك نوره |
|
وظلال روحك من ظلاله |
فيك الخلاص من الردى |
|
وبك الهداية من ضلاله |
أثني ولست ببالغ |
|
عشر الفريدة من خصاله (١). |
١٥ ـ كش : رجال الكشي طاهر بن عيسى عن جعفر بن أحمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب قال : أنشد الكميت أبا عبد الله شعره :
أخلص الله في هواي فما |
|
أغرق نزعا وما تطيش سهامي |
فقال أبو عبد الله عليهالسلام لا تقل هكذا ولكن قل :
... قد |
|
أغرق نزعا وما تطيش سهامي(٢). |
__________________
(١) المصدر السابق ج ٣ ص ٣٧١ وأخرجها السيد الأمين في الأعيان ج ١٢ ص ٢٦٠ والشيخ الامينى في الغدير ج ٢ ص ٢٥١.
(٢) رجال الكشي ص ١٣٥ والبيت من قصيدته الميمية من الهاشميات وهي أولى قصائده الهاشميات المطبوعة تبلغ ١٠٣ أبيات حسب مطبوعة ليدن باعتناء جوزيف هو رويتز الالمانى سنة ١٩٠٤ من ص ١ الى ص ٢٦ مشروحة بشرح أبى رياش أحمد بن إبراهيم القيسى ، وكذا في مطبوعة مصر بشرح محمد شاكر الخياط النابلسى الازهرى وهي من ص ٤ الى ص ١٥ ، وقد روى ان الكميت أنشد قصيدته هذه جملة من أئمة أهل البيت عليهماالسلام وساداتهم ، فقد روى البغدادي في خزانة الأدب ج ١ ص ٦٩ أنه أنشدها الإمام السجاد عليهالسلام فلما أتى على آخرها دعا له الامام السجاد بالمغفرة ووصله باربعمائة الف درهم ودفع إليه بعض اثوابه التي يلي جسده ودعا له بالسعادة والشهادة والمثوبة حتى قال الكميت ما زلت أعرف بركة دعائه. وروى أبو الفرج في الأغاني ج ١٥ ص ١٢٣ انه أنشدها الإمام الباقر عليهالسلام وقال الإمام عليهالسلام اللهم اغفر للكميت كررها مرتين وفي الكشي ص ١٣٦ انه دعا له بالتأييد بروح القدس ما دام يقول فيهم ، ونحوه في مروج الذهب ج ٢ ص ١٩٥ وإعلام الورى ص ٢٦٥.
وروى الكشي في رجاله ص ١٣٥ أنه أنشدها الإمام الصادق عليهالسلام وروى المسعودي في مروج الذهب ج ٢ ص ١٩٥ انه أنشدها أيضا عبد الله بن الحسن ابن على وقد أجازه بضيعة أعطى فيها أربعة آلاف دينار وكتب له بها وأشهد على ذلك فأبى أخيرا قبولها ورد الكتاب. وقد تقدم أيضا في أحوال الإمام الباقر عليهالسلام ما يتعلق بالمقام فراجع ج ٤٦ ص ٣٣٨.
١٦ ـ كا : الكافي العدة عن سهل عن محمد بن الوليد مثله (١).
١٧ ـ كش : رجال الكشي نصر بن صباح عن إسحاق بن محمد البصري عن محمد بن جمهور العمي عن موسى بن بشار الوشاء عن داود بن النعمان قال : دخلت [ دخل ] الكميت فأنشده وذكر نحوه ثم قال في آخره إن الله عز وجل يحب معالي الأمور ويكره سفسافها فقال الكميت يا سيدي أسألك عن مسألة وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ثم قال سل فقال أسألك عن الرجلين فقال يا كميت بن زيد ما أهريق في الإسلام محجمة من دم ولا اكتسب مال من غير حله ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم القيامة حتى يقوم قائمنا ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما (٢).
بيان : قال الجوهري (٣) السفساف الرديء من كل شيء والأمر الحقير وفي الحديث أن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها.
١٨ ـ كش : رجال الكشي نصر بن صباح عن إسحاق بن محمد البصري عن جعفر بن محمد الفضيل عن محمد بن علي الهمداني عن درست بن أبي منصور قال : كنت عند أبي الحسن موسى عليهالسلام وعنده الكميت بن زيد فقال للكميت أنت الذي تقول
فالآن صرت إلى أمية |
|
والأمور إلى مصاير |
قال قد قلت ذلك فو الله ما رجعت عن إيماني وإني لكم لموال ولعدوكم لقال ولكني قلته على التقية قال أما لأن قلت ذلك إن التقية
__________________
(١) الكافي ج ٨ ص ٢١٥.
(٢) رجال الكشي ص ١٣٥.
(٣) الصحاح ج ٤ ص ١٣٧٥ طبع دار الكتاب العربى.
تجوز في شرب الخمر (١).
١٩ ـ كش : رجال الكشي محمد بن مسعود عن علي بن الحسن عن العباس بن عامر القصباني وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان عن عقبة بن بشير الأسدي عن كميت بن زيد الأسدي قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فقال والله يا كميت لو أن عندنا مالا لأعطيناك منه ولكن لك ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لحسان ـ لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا (٢).
٢٠ ـ كش : رجال الكشي حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى عن حنان عن عبيد بن زرارة عن أبيه قال : دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر عليهالسلام وأنا عنده فأنشده من لقلب متيم مستهام
فلما فرغ منها قال للكميت ـ لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا (٣).
٢١ ـ كش : رجال الكشي علي بن محمد بن قتيبة عن أبي محمد الفضل بن شاذان عن أبي المسيح عبد الله بن مروان الجواني قال : كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين وكان راوية لشعر الكميت يعني الهاشميات وكان سمع ذلك منه وكان عالما
__________________
(١) رجال الكشي ص ١٣٦. والبيت من قصيدة قالها في بنى أمية وأولها :
قف بالديار وقوف زائر ....
وفي رواية الكشي نظر من امتناع حضور الكميت على أبى الحسن موسى عليهالسلام لان الكميت مات سنة ١٢٦ وذلك قبل ان يولد موسى بن جعفر عليهالسلام بسنتين أو أكثر ثم ان أبا الفرج الأصبهاني روى في الأغاني ج ١٥ ص ١٢١ بسنده عن عبد الله بن الجارود ابن أبي سبرة قال : دخل الكميت بن زيد الأسدى على أبى جعفر محمد بن على عليهماالسلام فقال له يا كميت أنت القائل : فالآن صرت الى أمية والأمور الى مصائر؟
قال نعم قد قلت ، ولا والله ما اردت به الا الدنيا ، ولقد عرفت فضلكم ، قال أما ان قلت ذلك. ان التقية لتحل.
(٢) رجال الكشي ص ١٣٦.
(٣) نفس المصدر ص ١٣٦.
بها فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وإنشاده ثم عاد فيه فقيل له ألم تكن زهدت فيها وتركتها فقال نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني إلى العود فيه فقيل له وما رأيت قال رأيت كأن القيامة قد قامت وكأنما أنا في المحشر فدفعت إلي مجلة قال أبو محمد فقلت لأبي المسيح وما المجلة قال الصحيفة قال نشرتها فإذا فيها « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب عليهالسلام قال فنظرت في السطر الأول فإذا أسماء قوم لم أعرفهم ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك ونظرت في السطر الثالث والرابع فإذا فيه والكميت بن زيد الأسدي قال فذلك دعاني إلى العود فيه (١).
٢٢ ـ كش : رجال الكشي نصر بن الصباح عن إسحاق بن محمد البصري عن علي بن إسماعيل عن فضيل الرسان قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام بعد ما قتل زيد بن علي فأدخلت بيتا جوف بيت فقال لي يا فضيل قتل عمي زيد قلت جعلت فداك قال رحمه الله أما إنه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما وكان صدوقا أما إنه لو ظفر لوفى أما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها قلت يا سيدي ألا أنشدك شعرا قال أمهل ثم أمر بستور فسدلت وبأبواب ففتحت ثم قال أنشد فأنشدته
لأم عمرو باللوى مربع |
|
طامسة أعلامه بلقع |
لما وقفت العيس في رسمه |
|
والعين من عرفانه تدمع |
ذكرت من قد كنت أهوى به |
|
فبت والقلب شجا موجع |
عجبت من قوم أتوا أحمدا |
|
بخطة ليس لها مدفع |
قالوا له لو شئت أخبرتنا |
|
إلى من الغاية والمفزع |
إذا توليت وفارقتنا |
|
ومنهم في الملك من يطمع |
فقال لو أخبرتكم مفزعا |
|
ما ذا عسيتم فيه أن تصنعوا |
صنيع أهل العجل إذ فارقوا |
|
هارون فالترك له أودع |
__________________
(١) المصدر السابق ص ١٣٦.
فالناس يوم البعث راياتهم |
|
خمس فمنها هالك أربع |
قائدها العجل وفرعونها |
|
وسامري الأمة المفظع |
ومجدع من دينه مارق |
|
أجدع عبد لكع أوكع |
وراية قائدها وجهه |
|
كأنه الشمس إذا تطلع |
قال سمعت نحيبا من وراء الستر وقال من قال هذا الشعر قلت السيد بن محمد الحميري فقال رحمه الله فقلت إني رأيته يشرب النبيذ فقال رحمه الله قلت إني رأيته يشرب النبيذ الرستاق قال تعني الخمر قلت نعم قال رحمه الله وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي عليهالسلام (١).
توضيح أم عمرو يعبر به عن مطلق الحبيبة واللوى كإلى ما التوى من الرمل أو مسترقه والمربع منزل القوم في الربيع والطموس الدروس والانمحاء والبلقع الأرض القفر الذي لا شيء بها والعيس مفعول لقوله وقفت وهو بالكسر الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة والشجو الهم والحزن قوله فالترك له أودع أي إن كنت تصنعون مثل صنيعهم فالترك لهذا السؤال أودع لكم من الدعة بمعنى الراحة والخفض.
وقوله وسامري الأمة إشارة إلى عثمان أو إلى عمر إما بأن يكون عطف تفسير لقوله فرعونها أو بأن يكون فرعونها إشارة إلى عثمان وعلى الأول يكون المجدع عبارة عن عثمان والأجدع إلى معاوية لكن الأظهر أن تمام البيت وصف لمعاوية.
وقال الفيروزآبادي (٢) الجدع قطع الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة فهو أجدع والأجدع الشيطان وحمار مجدع كمعظم مقطوع الأذنين وجادع مجادعة وجداعا شاتم وخاصم كتجادع وقال (٣) اللكع كصرد اللئيم والعبد
__________________
(١) المصدر السابق ص ١٨٤.
(٢) القاموس ج ٣ ص ١١ باقتباس.
(٣) القاموس ج ٣ ص ٨٢.
والأحمق وقال (١) وكع ككرم لؤم وصلب واشتد وفلان وكيع لكيع ووكوع لكوع لئيم.
٢٣ ـ كش : رجال الكشي نصر بن الصباح عن ابن عيسى عن ابن أبي نجران عن ابن بكير عن محمد بن النعمان قال : دخلت على السيد بن محمد وهو لما به قد اسود وجهه وزرق عيناه وعطش كبده وهو يومئذ يقول بمحمد بن الحنفية وهو من حشمه وكان ممن يشرب المسكر فجئت وكان قد قدم أبو عبد الله عليهالسلام الكوفة لأنه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقلت جعلت فداك إني فارقت السيد ابن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه وازرقت عيناه وعطش كبده وسلب الكلام فإنه كان يشرب المسكر فقال أبو عبد الله عليهالسلام أسرجوا حماري فأسرج له وركب ومضى ومضيت معه حتى دخلنا على السيد وإن جماعة محدقون به فقعد أبو عبد الله عليهالسلام عند رأسه وقال يا سيد ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد الله عليهالسلام ولا يمكنه الكلام وقد اسود فجعل يبكي وعينه إلى أبي عبد الله عليهالسلام ولا يمكنه الكلام وإنا لنتبين منه أنه يريد الكلام ولا يمكنه فرأينا أبا عبد الله عليهالسلام حرك شفتيه فنطق السيد فقال جعلني الله فداك أبأوليائك يفعل هذا فقال أبو عبد الله عليهالسلام يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ويدخلك جنته التي وعد أولياءه فقال في ذلك تجعفرت بسم الله والله أكبر فلم يبرح أبو عبد الله عليهالسلام حتى قعد السيد على استه.
وروي أن أبا عبد الله عليهالسلام لقي السيد ابن محمد الحميري قال سمتك أمك سيدا ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء ثم أنشد السيد في ذلك
ولقد عجبت لقائل لي مرة |
|
علامة فهم من الفقهاء |
سماك قومك سيدا صدقوا به |
|
أنت الموفق سيد الشعراء |
__________________
(١) القاموس ج ٣ ص ٩٧ باقتباس.
ما أنت حين تخص آل محمد |
|
بالمدح منك وشاعر بسواء |
مدح الملوك ذوي الغنى لعطائهم |
|
والمدح منك لهم بغير عطاء |
فأبشر فإنك فائز في حبهم |
|
لو قد وردت عليهم بجزاء |
ما يعدل الدنيا جميعا كلها |
|
من حوض أحمد شربة من ماء(١). |
أقول : وجدت في بعض تأليفات أصحابنا أنه روى بإسناده عن سهل بن ذبيان قال : دخلت على الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام في بعض الأيام قبل أن يدخل عليه أحد من الناس فقال لي مرحبا بك يا ابن ذبيان الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا فقلت لما ذا يا ابن رسول الله فقال لمنام رأيته البارحة وقد أزعجني وأرقني فقلت خيرا يكون إن شاء الله تعالى فقال يا ابن ذبيان رأيت كأني قد نصب لي سلم فيه مائة مرقاة فصعدت إلى أعلاه فقلت يا مولاي أهنيك بطول العمر وربما تعيش مائة سنة لكل مرقاة سنة فقال لي عليهالسلام ما شاء الله كان ثم قال يا ابن ذبيان فلما صعدت إلى أعلى السلم رأيت كأني دخلت في قبة خضراء يرى ظاهرها من باطنها ورأيت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله جالسا فيها وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان يشرق النور من وجوههما ورأيت امرأة بهية الخلقة ورأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا عنده ورأيت رجلا واقفا بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة : «لأم عمرو باللوى مربع».
فلما رآني النبي صلىاللهعليهوآله قال لي مرحبا بك يا ولدي يا علي بن موسى الرضا سلم على أبيك علي فسلمت عليه ثم قال لي سلم على أمك فاطمة الزهراء فسلمت عليها فقال لي وسلم على أبويك الحسن والحسين فسلمت عليهما ثم
__________________
(١) رجال الكشي ص ١٣٥ وروى الحديث عنه أبو علي في منتهى المقال ص ٥٨ والمامقاني في رجاله ج ١ ص ١٤٣ وأشار إليه الخونساري في الروضات ص ٣١ وأخرج الأبيات الأمين في أعيان الشيعة ج ١٢ ص ٢١٣.
قال لي وسلم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا ـ السيد إسماعيل الحميري فسلمت عليه وجلست فالتفت النبي إلى السيد إسماعيل فقال له عد إلى ما كنا فيه من إنشاد القصيدة فأنشد يقول
لأم عمرو باللوى مربع |
|
طامسة أعلامه بلقع |
فبكى النبي صلىاللهعليهوآله فلما بلغ إلى قوله : « ووجهه كالشمس إذ تطلع » بكى النبي صلىاللهعليهوآله وفاطمة عليهالسلام معه ومن معه ولما بلغ إلى قوله :
قالوا له لو شئت أعلمتنا |
|
إلى من الغاية والمفزع |
رفع النبي صلىاللهعليهوآله يديه وقال إلهي أنت الشاهد علي وعليهم أني أعلمتهم أن الغاية والمفزع علي بن أبي طالب وأشار بيده إليه وهو جالس بين يديه صلوات الله عليه قال علي بن موسى الرضا عليهالسلام فلما فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاء القصيدة التفت النبي صلىاللهعليهوآله إلي وقال لي يا علي بن موسى احفظ هذه القصيدة ومر شيعتنا بحفظها وأعلمهم أن من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنة على الله تعالى قال الرضا عليهالسلام ولم يزل يكررها علي حتى حفظتها منه والقصيدة هذه (١)
لأم عمرو باللوى مربع |
|
طامسة أعلامه بلقع |
تروح عنه الطير وحشية |
|
والأسد من خيفته تفزع |
برسم دار ما بها مونس |
|
إلا صلال في الثرى وقع |
__________________
(١) نقل القاضي نور الله في مجالسه ج ٢ ص ٥٠٨ عن رجال الكشي حديث سهل بن ذبيان وقصة المنام ولم نقف عليه في المطبوع منه ، كما أن أبا على في رجاله ص ٥٩ والمامقاني في رجاله ج ١ ص ١٤٣ نقلا عن العيون لشيخنا الصدوق قصة المنام ، وذكر شيخنا الامينى في الغدير ج ٢ ص ٢٢٣ خلو نسخ العيون المخطوطة والمطبوعة من ذلك. ونقل عن جماعة ذكروا المنام في مؤلفاتهم فراجع.
رقش يخاف الموت نفثاتها |
|
والسم في أنيابها منقع |
لما وقفن العيس في رسمها |
|
والعين من عرفانه تدمع |
ذكرت من قد كنت ألهو به |
|
فبت والقلب شجا موجع |
كأن بالنار لما شفني |
|
من حب أروى كبدي تلذع |
عجبت من قوم أتوا أحمدا |
|
بخطة ليس لها موضع |
قالوا له لو شئت أعلمتنا |
|
إلى من الغاية والمفزع |
إذا توفيت وفارقتنا |
|
وفيهم في الملك من يطمع |
فقال لو أعلمتكم مفزعا |
|
كنتم عسيتم فيه أن تصنعوا |
صنيع أهل العجل إذ فارقوا |
|
هارون فالترك له أودع |
وفي الذي قال بيان لمن |
|
كان إذا يعقل أو يسمع |
ثم أتته بعد ذا عزمة |
|
من ربه ليس لها مدفع |
أبلغ وإلا لم تكن مبلغا |
|
والله منهم عاصم يمنع |
فعندها قام النبي الذي |
|
كان بما يأمره يصدع |
يخطب مأمورا وفي كفه |
|
كف علي ظاهرا تلمع |
رافعها أكرم بكف الذي |
|
يرفع والكف الذي يرفع |
يقول والأملاك من حوله |
|
والله فيهم شاهد يسمع |
من كنت مولاه فهذا له |
|
مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا |
فاتهموه وحنت منهم |
|
على خلاف الصادق الأضلع |
وضل قوم غاظهم فعله |
|
كأنما آنافهم تجدع |
حتى إذا واروه في قبره |
|
وانصرفوا عن دفنه ضيعوا |
ما قال بالأمس وأوصى به |
|
واشتروا الضر بما ينفع |
وقطعوا أرحامه بعده |
|
فسوف يجزون بما قطعوا |
وأزمعوا غدرا بمولاهم |
|
تبا لما كان به أزمعوا |
لا هم عليه يردوا حوضه |
|
غدا ولا هو فيهم يشفع |
حوض له ما بين صنعا إلى |
|
أيلة (١) والعرض به أوسع |
ينصب فيه علم للهدى |
|
والحوض من ماء له مترع |
يفيض من رحمته كوثر |
|
أبيض كالفضة أو أنصع |
حصاه ياقوت ومرجانة |
|
ولؤلؤ لم تجنه إصبع |
بطحاؤه مسك وحافاته |
|
يهتز منها مونق مربع |
أخضر ما دون الورى ناضر |
|
وفاقع أصفر أو أنصع |
فيه أباريق وقدحانه |
|
يذب عنها الرجل الأصلع |
يذب عنها ابن أبي طالب |
|
ذبا كجربا إبل شرع |
والعطر والريحان أنواعه |
|
زاك وقد هبت به زعزع |
ريح من الجنة مأمورة |
|
ذاهبة ليس لها مرجع |
إذا دنوا منه لكي يشربوا |
|
قيل لهم تبا لكم فارجعوا |
دونكم فالتمسوا منهلا |
|
يرويكم أو مطعما يشبع |
هذا لمن والى بني أحمد |
|
ولم يكن غيرهم يتبع |
فالفوز للشارب من حوضه |
|
والويل والذل لمن يمنع |
والناس يوم الحشر راياتهم |
|
خمس فمنها هالك أربع |
فراية العجل وفرعونها |
|
وسامري الأمة المشنع |
وراية يقدمها أدلم |
|
عبد لئيم لكع أكوع |
وراية يقدمها حبتر |
|
للزور والبهتان قد أبدعوا |
وراية يقدمها نعثل |
|
لا برد الله له مضجع (٢) |
أربعة في سقر أودعوا |
|
ليس لها من قعرها مطلع |
وراية يقدمها حيدر |
|
ووجهه كالشمس إذ تطلع |
__________________
(١) أيلة : بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام قيل هي آخر الحجاز وأول الشام.
(٢) كذا.
غدا يلاقي المصطفى حيدر |
|
وراية الحمد له ترفع |
مولى له الجنة مأمورة |
|
والنار من إجلاله تفزع |
إمام صدق وله شيعة |
|
يرووا من الحوض ولم يمنعوا |
بذاك جاء الوحي من ربنا |
|
يا شيعة الحق فلا تجزعوا |
الحميري مادحكم لم يزل |
|
ولو يقطع إصبع إصبع |
وبعدها صلوا على المصطفى |
|
وصنوه حيدرة الأصلع(١). |
٢٤ ـ كتاب مقتضب الأثر : لابن عياش عن عبد الله بن محمد المسعودي عن الحسن بن محمد الوهبي عن علي بن قادم عن عيسى بن دأب قال : لما حمل أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام على سريره وأخرج إلى البقيع ليدفن قال أبو هريرة (٢)
__________________
(١) قد شرح هذه القصيدة جملة من الاعلام في القرون الأربعة المتأخرة ، وقفنا على ذكرهم في الذريعة ج ١٤ ص ٩ ـ ١١ لشيخنا الرازي دام ظله والغدير ج ٢ ص ٢٢٤ لشيخنا الامينى سلمه الله فمن شاء المزيد فليراجع.
(٢) هو أبو هريرة الأبار من شعراء أهل البيت المتقين ذكره ابن شهرآشوب في المعالم ص ١٤٠ طبع ايران وذكره المرحوم السماوى والسيد الأمين في الطليعة واعيان الشيعة ج ٧ ص ٢٦٠ وصفه السماوى بالعجلي أيضا وقال : كان راوية شاعرا ناسكا لقى الباقر والصادق عليهماالسلام وكان يسكن البصرة ، والذي يظهر من صاحب المعالم تعدد الأبار والعجلي ، وقد أورد ابن شهرآشوب في المناقب ج ٣ ص ٣٤١ في مدح الباقر عليهالسلام لابى هريرة قوله :
أبا جعفر انت الامام احبه |
|
وأرضى الذي يرضى به واتابع |
اتانا رجال يحملون عليكم |
|
أحاديث قد ضاقت بهن الاضالع |
وفي المناقب أيضا ج ٣ ص ٣٥٦ قرأت في بعض التواريخ لما اتى كتاب ابى مسلم الخراساني الى الصادق « عليهالسلام » بالليل قرأه ثم وضعه على المصباح فحرقه فقال الرسول ـ وظن ان حرقه له تغطية وسترا وصيانة للامر ـ هل من جواب قال : الجواب ما قد رايت ، فقال ابو هريرة الأبار صاحب الصادق « عليهالسلام » :.
أقول وقد راحوا به يحملونه |
|
على كاهل من حامليه وعاتق |
أتدرون ما ذا تحملون إلى الثرى |
|
ثبيرا ثوى من رأس علياء شاهق |
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه |
|
ترابا وأولى كان فوق المفارق |
أيا صادق ابن الصادقين ألية (١) |
|
بآبائك الأطهار حلفة صادق |
لحقا بكم ذو العرش أقسم في الورى |
|
فقال تعالى الله رب المشارق |
نجوم هي اثنتا عشرة كن سبقا |
|
إلى الله في علم من الله سابق(٢). |
__________________
ولما دعا الداعون مولاى لم يكن |
|
ليثنى اليهم عزمه بصواب |
ولما دعوه بالكتاب اجابهم |
|
بحرق الكتاب دون رد جواب |
وما كان مولائى كمشرى ضلالة |
|
ولا ملبسا منها الردى بصواب |
ولكنه لله في الأرض حجة |
|
دليل الى خير وحسن مآب |
اه وإذا صح اتحاد الأبار مع العجلي كما ذكره العلامة السماوى « ره » فهو من شعراء اهل البيت المجاهرين. وقد ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص ١٣٦ فيهم وقال :
قال أبو بصير قال أبو عبد الله « عليهالسلام » من ينشدنا شعر ابى هريرة؟ قلت : جعلت فداك انه كان يشرب فقال : رحمهالله وما ذنب يغفره الله لو لا بغض على اه.
وورد في الخلاصة أبو هريرة البزاز قال العقيقى : ترحم عليه أبو عبد الله « عليهالسلام » وقيل له انه كان يشرب النبيذ فقال : أيعز على الله ان يغفر لمحب على شرب النبيذ والخمر اه فيحتمل أن يكون هو العجلي وإذا تم فيكون الجميع واحدا.
(١) الالية القسم وجمعها ألايا.
(٢) مقتضب الاثر ص ٥٤ وأخرجه ابن شهرآشوب في المناقب ج ٣ ص ٣٩٨ وعنهما السيد الأمين في الأعيان ج ٧ ص ٢٦١.
١١
(باب)
*(أحوال أصحابه وأهل زمانه صلوات الله عليه)*
*(وما جرى بينه وبينهم)*
١ ـ ج : الإحتجاج سعيد بن أبي الخصيب قال : دخلت أنا وابن أبي ليلى المدينة فبينا نحن في مسجد الرسول صلىاللهعليهوآله إذ دخل جعفر بن محمد عليهالسلام فقمنا إليه فسألني عن نفسي وأهلي ثم قال من هذا معك فقلت ابن أبي ليلى قاضي المسلمين فقال نعم ثم قال له تأخذ مال هذا فتعطيه هذا وتفرق بين المرء وزوجه لا تخاف في هذا أحدا قال نعم قال بأي شيء تقضي قال بما بلغني عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وعن أبي بكر وعمر قال فبلغك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال أقضاكم علي قال نعم قال فكيف تقضي بغير قضاء علي عليهالسلام وقد بلغك هذا قال فاصفر وجه ابن أبي ليلى ثم قال التمس زميلا لنفسك والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا (١).
٢ ـ ج : الإحتجاج الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال ورد التوقيع على يد محمد بن عثمان العمري وأما أبو الخطاب محمد بن أبي زينبة الأجدع ملعون وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإني منهم بريء وآبائي منهم برآء الخبر (٢).
٣ ـ ب : قرب الإسناد محمد بن عيسى عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال إذا سرك أن تنظر إلى خيار في الدنيا خيار في الآخرة فانظر إلى
__________________
(١) الاحتجاج ص ١٩٣.
(٢) نفس المصدر ص ٢٦٣ ـ ٢٦٤.
هذا الشيخ يعني عيسى بن أبي منصور (١).
٤ ـ ختص : الإختصاص ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن موسى بن طلحة عن بعض الكوفيين رفعه قال : كنت بمنى إذ أقبل عمران بن عبد الله القمي ومعه مضارب للرجال والنساء وفيها كنف وضربها في مضرب أبي عبد الله عليهالسلام إذ أقبل أبو عبد الله عليهالسلام ومعه نساؤه فقال مما هذا فقلت جعلت فداك هذه مضارب ضربها لك عمران بن عبد الله القمي قال فنزل بها ثم قال يا غلام ـ عمران بن عبد الله قال فأقبل فقال جعلت فداك هذه المضارب التي أمرتني أن أعملها لك فقال بكم ارتفعت فقال له جعلت فداك إن الكرابيس من صنعتي وعملتها لك فأنا أحب جعلت فداك أن تقبلها مني هدية وقد رددت المال الذي أعطيتنيه قال فقبض أبو عبد الله عليهالسلام على يده ثم قال أسأل الله تعالى أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يظلك يوم لا ظل إلا ظله (٢).
٥ ـ كش : رجال الكشي ابن قولويه عن سعد عن ابن عيسى مثله (٣) بيان الكنف بالضم جمع الكنيف.
٦ ـ ختص : الإختصاص ابن قولويه عن ابن العياشي عن أبيه عن علي بن محمد عن الحسين بن عبد الله عن عبد الله بن علي عن أحمد بن حمزة بن عمران القمي عن حماد الناب قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام بمنى ونحن جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله وبره وبشه (٤) فلما أن قام قلت لأبي عبد الله عليهالسلام من هذا الذي بررته هذا البر فقال هذا من أهل البيت النجباء ما أراد بهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله (٥).
__________________
(١) قرب الإسناد ص ١٢.
(٢) الاختصاص ص ٦٨ ـ ٦٩.
(٣) رجال الكشي ص ٢١٣.
(٤) بشه : أى ابتش به بأن سر وفرح به واقبل عليه بطلاقة وجه.
(٥) الاختصاص ص ٦٩ وأخرجه الكشي في رجاله ص ٢١٤.
٧ ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن حمزة عن مرزبان بن عمران عن أبان بن عثمان قال : دخل عمران بن عبد الله فقربه أبو عبد الله عليهالسلام فقال كيف أنت وكيف ولدك وكيف أهلك وكيف بنو عمك وكيف أهل بيتك ثم حدثه مليا فلما خرج قيل لأبي عبد الله عليهالسلام من هذا قال نجيب قوم نجباء ما نصب لهم جبار إلا قصمه الله (١).
٨ ـ ب : قرب الإسناد ابن سعد عن الأزدي قال : خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق من أزقة المدينة وهو جنب ونحن لا علم لنا حتى دخلنا على أبي عبد الله فسلمنا عليه فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال له يا أبا بصير أما تعلم أنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأنبياء فرجع أبو بصير ودخلنا (٢).
٩ ـ ير : بصائر الدرجات أبو طالب عن الأزدي مثله (٣).
١٠ ـ ب : قرب الإسناد السندي بن محمد عن صفوان الجمال قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثم قلت له أشهد أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله كان حجة الله على خلقه ثم كان أمير المؤمنين صلى الله عليه وكان حجة الله على خلقه فقال رحمك الله ثم كان الحسن بن علي صلى الله عليه وكان حجة الله على خلقه قال رحمك الله ثم كان الحسين بن علي عليهالسلام وكان حجة الله على خلقه فقال رحمك الله ثم كان علي بن الحسين عليهالسلام وكان حجة الله على خلقه وكان محمد بن علي وكان حجة الله على خلقه وأنت حجة الله على خلقه فقال رحمك الله (٤).
١١ ـ ب : قرب الإسناد محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن عيسى شلقان عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : إن أبا الخطاب ممن أعير الإيمان ثم سلبه الله
__________________
(١) نفس المصدر ص ٦٩.
(٢) قرب الإسناد ص ٣٠.
(٣) بصائر الدرجات ج ٥ باب ١٠ ص ٦٥.
(٤) قرب الإسناد ص ٤٢.
الخبر (١).
١٢ ـ ما : الأمالي للشيخ الطوسي المفيد عن المظفر بن أحمد البلخي عن محمد بن همام الإسكافي عن أحمد بن مابنداد بن منصور عن الحسن بن علي الخزاز عن علي بن عقبة عن سالم بن أبي حفصة قال : لما هلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام قلت لأصحابي انتظروني حتى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام فأعزيه به فدخلت عليه فعزيته ثم قلت : « إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » ذهب والله من كان يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فلا يسأل عن من بينه وبين رسول الله ـ لا والله لا يرى مثله أبدا قال فسكت أبو عبد الله عليهالسلام ساعة ثم قال قال الله تعالى إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فأربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتى أجعلها له مثل جبل أحد فخرجت إلى أصحابي فقلت ما رأيت أعجب من هذا كنا نستعظم قول أبي جعفر عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله بلا واسطة فقال لي أبو عبد الله عليهالسلام قال الله تعالى بلا واسطة (٢).
١٣ ـ ما : الأمالي للشيخ الطوسي أبو عمرو عبد الواحد بن محمد عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى قال سمعت أبا عنان يقول ما رأيت في جعفي أفضل من مسعود بن سعد وهو أبو سعد الجعفي (٣).
١٤ ـ ع : علل الشرائع ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن محمد بن عيسى عن الهيثم عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الوليد بن صبيح قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام يدعي على المعلى بن خنيس دينا عليه قال فقال ذهب بحقي فقال ذهب بحقك الذي قتله ثم قال للوليد قم إلى الرجل فاقضه من حقه فإني أريد أن أبرد عليه جلده وإن كان باردا (٤).
__________________
(١) نفس المصدر ص ١٩٣ وفيه تمام الخبر.
(٢) أمالي الطوسي ص ٧٨.
(٣) نفس المصدر ص ١٧١.
(٤) علل الشرائع ص ٥٢٨.
١٥ ـ كا : الكافي علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله (١).
١٦ ـ مع : معاني الأخبار أبي عن محمد العطار عن سهل عن علي بن سليمان عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان عن ذريح المحاربي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إن الله أمرني في كتابه بأمر فأحب أن أعلمه قال وما ذاك قلت قول الله عز وجل : « ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ » (٢) قال « لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ » لقاء الإمام « وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ » تلك المناسك قال عبد الله بن سنان فأتيت أبا عبد الله عليهالسلام فقلت جعلني الله فداك قول الله عز وجل : « ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ » قال أخذ الشارب وقص الأظفار وما أشبه ذلك قال قلت جعلت فداك فإن ذريحا المحاربي حدثني عنك أنك قلت له : « ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ » لقاء الإمام : « وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ » تلك المناسك فقال صدق ذريح وصدقت إن للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح (٣).
١٧ ـ مع : معاني الأخبار ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قيل له إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت فقال لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت له هكذا (٤).
١٨ ـ ك : إكمال الدين الهمداني عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن إبراهيم بن محمد الهمداني رضي الله عنه قال : قلت للرضا عليهالسلام يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك عليهالسلام فقال نعم فقلت له فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام فقال إن زرارة كان يعرف أمر أبي عليهالسلام ونص أبيه عليه وإنما بعث ابنه ليعرف من أبي عليهالسلام هل يجوز
__________________
(١) الكافي ج ٥ ص ٩٤.
(٢) سورة الحج الآية : ٢٩.
(٣) معاني الأخبار ص ٣٤٠.
(٤) نفس المصدر ص ٣٨٨ بزيادة في آخره.
أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه وأنه لما أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قوله في أبي عليهالسلام فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليهالسلام (١).
١٩ ـ ك : إكمال الدين أبي عن محمد العطار عن الأشعري عن أحمد بن هلال عن محمد بن عبيد الله بن زرارة عن أبيه قال : لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله عليهالسلام فلما اشتد به الأمر أخذ المصحف وقال من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي.
قال الصدوق ره هذا الخبر لا يوجب أنه لم يعرف على أن راوي هذا الخبر أحمد بن هلال وهو مجروح عند مشايخنا رضي الله عنهم (٢).
حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضياللهعنه قال سمعت سعد بن عبد الله يقول ما رأينا ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب إلا أحمد بن هلال.
وكانوا يقولون إن ما تفرد بروايته أحمد بن هلال فلا يجوز استعماله (٣).
٢٠ ـ ك : إكمال الدين ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن منصور بن العباس عن مروك بن عبيد عن درست عن أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : ذكر بين يديه زرارة بن أعين فقال والله إني سأستوهبه من ربي يوم القيامة فيهبه لي ويحك إن زرارة بن أعين أبغض عدونا في الله وأحب ولينا في الله (٤).
٢١ ـ شي : تفسير العياشي عن ابن أبي عمير قال : وجه زرارة ابنه عبيدا إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن وعبد الله فمات قبل أن يرجع إليه ابنه قال محمد بن أبي عمير حدثني محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن الأول فذكرت له زرارة وتوجيه ابنه عبيدا إلى المدينة فقال أبو الحسن إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله : « وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة ج ١ ص ١٦٥.
(٢) كمال الدين وتمام النعمة ج ١ ص ١٦٥.
(٣) نفس المصدر ج ١ ص ١٦٦.
(٤) نفس المصدر ج ١ ص ١٦٦.
وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ » (١).
٢٢ ـ ختص : الإختصاص أبو غالب الزراري عن محمد بن سعيد الكوفي عن محمد بن فضل بن إبراهيم عن أبيه عن النعمان بن عمرو الجعفي عن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي قال : دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمن على أبي عبد الله صلى الله عليه فأدناه وقال من هذا معك قال ابن أخي إسماعيل فقال رحم الله إسماعيل وتجاوز عنه سيئ عمله كيف خلفتموه قال بخير ما أبقى الله لنا مودتكم فقال يا حصين لا تستصغروا مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات قال يا ابن رسول الله ما استصغرتها ولكن أحمد الله عليها (٢).
٢٣ ـ ك : إكمال الدين أبي وابن الوليد معا عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار معا عن الأشعري عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا بريد العجلي وزرارة بن أعين ومحمد بن مسلم والأحول أحب الناس أحياء وأمواتا (٣).
٢٤ ـ غط : الغيبة للشيخ الطوسي الغضائري عن البزوفري عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أحمد عن أسد بن أبي العلاء عن هشام بن أحمر قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل على صدره فابتدأني فقال نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل بن عمر نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل بن عمر الجعفي حتى أحصيت بضعا وثلاثين مرة يقولها ويكررها وقال إنما هو والد بعد والد (٤).
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ١٠٠ والحديث في تفسير العياشي ج ١ ص ٢٧٠ وأخرجه الطبرسي في المجمع ج ٣ ص ١٠٠.
(٢) الاختصاص ص ٨٥.
(٣) كمال الدين ج ١ ص ١٦٦.
(٤) غيبة الشيخ الطوسي ص ٢٢٣.