بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، امته الحامدون ، يكبرون الله على كل نجد ، ويحمدونه في كل منزل ، يتأزرون على أنصافهم ، ويتوضؤون على أطرافهم ، مناديهم يناديهم في جو السمآء ، صفهم في القتال وصفهم في السلاة سوآء ، لهم بالليل دوي كدوي النحل ، مولده بمكة ، ومهاجرة بطابة ، وملكه بالشام (١).

أقول : وذكر بشائر كثيرة في كتابه لانطيل الكلام بإيرادها ، وفي ما ذكرناه كفاية.

٦٠ ـ مقتضب الاث في النص على الاثنى عشر لاحمد بن محمد بن عياش ، عن محمد بن لاحق بن سابق الانباري ، عن جده سابق بن قرين ، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبيه ، عن الشرقي بن قطامى ، عن تيميم بن وهلة المري ، عن الجارود بن المنذر العبدي (٢) وكان نصرانيا فأسلم عام الحديبية وحسن إسلامه ، وكان قارئا للكتب ، عالما بتأويلها على وجه الدهر وسالف العصر ، بصيرا بالفلسفة والطب ، ذا رأي أصيل ، ووجه جميل ، أنشأ يحدثنا في إمارة عمر بن الخطاب قال : وفدت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في رجال من عبدالقيس ذوي أحلام وأسنان ، فصاحة وبيان ، وحجة وبرهان ، فلما بصروا به صلى‌الله‌عليه‌وآله راعهم منظره ومحضره ، وأفحموا عن بيانهم وعن بعهم العروآء (٣) في أبدانهم ، فقال زعيم القوم لي : دونك من أقمت بنا أممه (٤) ، فما نستطيع كلمة (٥) ، فاستقدمت دونم إليه ووقفت بين يديه ، وقلت : السلام عليك يا نبي الله ، بأبي أنت وامي ، ثم أنشأت أقول ( شعر ) :

_________________

(١) المنتفى في مولود المصطفى : الباب الثانى. قوله : ملكه بالشام لا يخلو عن غرابة ، وكعب الاحبار متهم في ذلك.

(٢) هكذا في الكاب ومصدره ، وفي سيرة ابن هشام : قال ابن اسحاق : وقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الجارود بن عمرو بن حنش أخو عبدالقيس ، قال ابن هشام : الجارود : ابن بشر بن المعلى في وند عبدالقيس ، وكان نصرانيا اه قلت : وقال اليعقوبى في تاريخه : وقدمت عبدالقيس ورئيسهم الاشبح العصرى ، ثم وفد الجارود بن المعلى.

(٣) عزلهم العرواء خ ل. وفي المصدر وكنز الكراجكى : اعتراهم العرواء. والعرواء بالضم : مس الحمى.

(٤) في المصدر : دونك من أقمت بنا أقمه فما نستطيع أن نكلمه.

(٥) أن نكلمه خ ل.

٢٤١

يا نبي الهدي أتتك رجال

قطعت قرددا والا فآلا (١)

جابت البيد والمهامة حتى

غالها من طوي السري ما غالا

قطعت دونك الصاصح (٢) تهوى

لا تعد الكلال فيك كلالا

كل دهناء (٣) تقصر الطرف عنها

أرقلتها (٤) قلاصنا (٥) إرقالا

وطوتها العتاق تجمح (٦) فيها

بكماة مثل النجوم تلالا

ثم لما رأتك أحسن مرأى

أفحمت عنك هيبة وجلالا

تتقي شر بأس يوم عصيب

هائل أو جل القلوب وهالا

ونداء لمحشر الناس طرا

وحسابا لمن تأدى (٧) ضلالا

نحو نور من الاله وبرهان

وبز (٨) ونعمة لن تنالا (٩)

وأمان منه لدى الحشر والنشر

إذ الخلق لا يطيق السؤالا

فلك الحوض والشفاعة والكوثر

والفضل إذ ينص السؤالا

فلك الحوض خصك يابن آمنة (١٠)

الخير إذا ماتلت سجال سجالا (١١)

أنبأ الاولون باسمك فينا

وباسماء بعده تتتالا (١٢)

_________________

(١) قال الجزرى : في حديث قس بن ساعدة : قطعت مهمها وآلافآلا ، الال : السراب ، و المهمة : القفر. وقال : قردد : الموضع المرتع من الارض ، ويقال للارض المستوبة أيضا قردد ، ومنه حديث قس والجارود : قطعت قرددا.

(٢) الصحاصح جمع الصحصح : ما استوى من الارض وكان أجرد.

(٣) الدهناء : الفلات.

(٤) ارقل المفازة : قطعها.

(٥) القلاص جمع القلوص ، من الابل : الطويلة القوائم. الشابة منها أو الباقية على السير.

(٦) جمح الفرس : تغلب على راكبه وذهب به لا ينثنى.

(٧) يأوى خ ل وفي المصدر والكنز : تمادى ، وهو الصحيح

(٨) هكذا في النسخ ، والظاهر أنه مصحف : وبركما في المصدر وفي الكنز.

(٩) أن تنالا خ ل.

(١٠) في المصدر والكنز : خصك الله يابن آمنة الخير.

(١١) السجال جع السجل : الدلوالعظيمة فيها ماء قل أوكثر.

(١٢) في المصدر والكنز : تتلالا.

٢٤٢

فأقبل (١) علي رسول الله بصفحة وجهه المبارك شمت منه ضياء لامعا ساطعا كوميض (٢) البرق ، فقال : يا حارود لقد تأخربك وبقومك الوعد (٣) وقد كنت وعدته قبل عامي ذلك أن أفدإليه بقومي فلم آته ، وآتيته في عام الحديبية فقلت : يا رسول الله بأبي أنت ما كان إبطائي عنك إلا أن جله قومي أبطاؤا عن إجابتي حتى ساقها الله إليك لما أراد لها به إليك من الخير ، فأما من تأخر (٤) فحظه فات منك ، فتلك أعظم حوبة (٥) ، وأكبر عقوبة ، ولو كانوا ممن سمع بك أو رآك لما ذهبوا عنك ، فإن برهان الحق في مشهدك محتدك (٦) ، وقد كنت على دين النصرانية قبل أتيتي إليك الاولى ، فها أناتاركه بين يديك ، إذ ذلك مما يعظم الاجر ، ويمحو المآثم والحوب ، ويرضى الرب عن المربوب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أناضامن لك يا جارود ، قلت : أعلم يا رسول الله أنك مذكنت ضمين قمين (٧) ، قال : فدن الآن بالوحدانية ، ودع عنك النصرانية ، قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك عبده ورسوله ، ولقد أسلمت على علم بك ونباء فيك ، علمته من قبل ، فتبسم صلى‌الله‌عليه‌وآله كأنه علم ما أردته من الانبآء فيه ، فأقبل علي وعلى قومي ، فقال : أفيكم من يعرف قس بن ساعدة اللايادي؟ قلت : يا رسول الله كلنا نعرفه ، غير أني من بينهم عارف بخبره ، واقف على أثره ، كان قس بن ساعدة يا رسول الله سبطا من أسباط العرب ، عمر خمسمأة عام ، تقفر منها في البرارى خمسة أعمار ، يضج بالتسبيح على منهاج المسيح ، لا يقره قرار ، ولا يكنه جدار ، ولا يستمع (٨) منه جار ، لا يفتر من

_________________

(١) في المصدر والكنز : قال : فأقبل.

(٢) وميض البرق : لمعانه.

(٣) في المصدر : الموعد.

(٤) في المصدر : لما أرادها به من الخير لديك ، فأمامن تأخر عنه.

(٥) الحوبة : الاثم.

(٦) المحتد : الاصل.

(٧) القمين : الخليق الجدير. وفى المصدر : إنك بذلك ضمين قمين.

(٨) واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح : لا يستمتع. قلت : هو كذلك في المصدر.

٢٤٣

الرهبانية ، ويدين الله بالوحدانية ، يلبس المسوح (١) ويتحسى في سياحته بيض النعام ، ويعتر بالنور والظلام ، يبصر فيتفكر ، ويفكر فيختبر ، يضرب بحكمته الامثال ، أدراك رأس الحواريين شمعون ، وأدرك لوقاويوحنا ، وفقه منهم (٢) ، تحوب (٣) الدهر ، وجانب الكفر ، وهو القائل بسوق عكاظ وذى المجاز (٤) : شرق وغيرب ، ويابس ورطب ، واجاج وعذب ، وحب ونبات ، وجمع اشتات ، وذهاب وممات ، وآباء وامهات ، وسرور مولود ، ورزء مفقود نبأ لارباب الغفلة ، ليصلحن العامل عمله قبل أن يفقد أجله ، كلابل هو الله الواحد ، ليس بمولود ولا والد ، أمات وأحيا ، وخلق الذكر والانثثى ، وهو رب الآخرة والاولى ، ثم أنشد شعر (٥) كلمه له :

ذكر القلب من جواه اذكار (٦)

وليال خلا لهن نهار

وشموس تحتها قمر

الليل وكل متابع موار

وجبال شوامخ راسيات

وبحار مياههن غزار

وصغير وأشمط (٧) ورضيع

كلهم في الصعيد يوما بوار

كل هذا هو الدليل على الله

ففيه لنا هدى واعتبار

ثم صاح : يا معشر إياد فأين ثمود؟ وأين عاد؟ وأين الآباء والاجداد؟ وأين العليل

_________________

(١) المسوح جمع المسح : الكساء من شعر ، ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشها وقهر اللجسد. وتحسى المرق شر به شيئا بعد شئ.

(٢) في المصدر : ويحونا وأمثالها ففقه كلامهم ونقل منهم.

(٣) تحوب ، اجتنب الاثم.

(٤) قال اليعقوبي في تاريخه ١ : ٢٢٧ : سوق عكاظ بأعلى نجد ، يقوم في ذى القعدة ، وينزلها قريش وسائر العرب ، الا ان أكثرها مضر ، وبها كانت مفاخرة العرب وجمالاتهم ومهادناتهم ، ثم سوق ذى المجاز ، وكانت ترتحل من سوق عكاظ ، وسوق ذى المجاز إلى مكة من لحجهم.

(٥) هكذا في نسخة المصنف ، والظاهر أن لفظة ( شعر ) زائدة ، أو هو مصحف : أنشد كلمة له شعرا كما في المصدر.

(٦) ادكار ليال خ ل وفي المصدر ، إدكار ، وليال.

(٧) شمط : خالط بياض رأسه سواد فهو أشمط.

٢٤٤

و ـ العواد؟ وأين الطالبون والرواد؟ كل له (١) معاد ، أقسم قس برب العباد ، وساطح المهاد ، وخالق سبع الشداد ، سماوآت بلا عماد ، ليحشرن على الانفرد ، وعلى قرب وبعاد ، إذا نفخ في الصور ، ونق في الناقور ، وأشرقت الارض بالنور ، فقد وعظ الواعظ ، وانتبه القايظ (٢) ، وأبصر اللاحظ ، ولفظ اللافظ ، فويل لمن صدف عن الحق الاشهر ، وكذب بيوم المحشر ، والسراج الازهر ، في يوم الفصل ، وميزان العدل ، ثم أنشأ يقول : ( شعر (٣) ) :

يا ناعي الموت والاموات في جدث

عيهم من بقايا بزهم خرق

منهم عرات وموتى في ثيابهم

منها الجديد ومنها الاورق الخلق

دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم

كما ينبه من رقداته الصعق

حتى يجيئوا بحال غير حالهم

خلق مضوا ثم ماذا بعد ذاك لقوا

ثم أقبلت على اصحابه فقلت : على علم به آمنتم قبل مبعثه ، كما آمنت به أنا ، فنصت إلى رجل منهم وأشارت إليه وقالوا : هذا صاحبه وطالبه على وجه لادهر ، وسالف العصر ، وليس فينا خير منه ، ولا أفضل ، فبصرت به أغر أبلج ، قد وقذته الحكمة ، أعرف ذلك في أسارير (٤) وجهه ، وإن لم أحط علما بكنهه ، قلت : ومن هو؟ قالوا : هذا سلمان الفارسي ، ذوالبرهان العظيم ، والشأن القديم ، فقال سلمان : عرفته يا أخا عبدالقيس من قبل إتيانه ، فأقبلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتلالا ويشرق وجهه نورا وسرورا ، فقلت : يا رسول الله إن قسا كان ينتظر زمانك ، ويتوكف إبانك (٥) ، ويهتف ساسمك وأبيك (٦)

_________________

(١) كل لهن خ ل.

(٢) هكذا في الكتاب ومصدره ولعله مصحف : يقظه ، واستظهر المصنف في الهامش أنه الياقظ.

(٣) هكذا في النسخة ، والمصدر خال عن قوله : شعر. وهو خبر لمبتداء محذوف أى هذا شعر.

(٤) الاسارير : الخطوط في الجبهة. محاسن الوجه.

(٥) توكف الخبر : انتظر ظهوره. إبان الشئ بكسر الهمزة وتشديد الباء : أوله. حينه.

(٦) في المصدر : وباسم أبيك.

٢٤٥

وامك ، وبأسماء لست اصيبها معك ، ولا أراها فيمن اتبعك ، قال سلمان : فأخبرنا فأنشأت احدثهم ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسمع والقوم سامعون واعون ، قلت : يا رسول الله لقد شهدت قسا خرج من ناد من أندية إياد ، إلى صحيح ذي قتاد ، وسمرة وعاد (١) وهو مشتمل بنجاد ، فوقف في أضيحان (٢) ليل كالشمس ، رافعا إلي السمآء وجهه وإصبعه فدنوت منه فسمعته يقول : أللهم رب هذه السبعة الارقعة (٢) ، والارضين الممرعة (٤) ، وبمحمد والثلاثة المحامدة معه ، والعليين الاربعة ، وسيطيه التبعة (٥) والارفعة الفرعة ، والسري الامعة (٦) ، وسمي الكليم الضرعة (٧) اولئك النقباء الشفعة ، والطريق المهيعة ، درسة الانجيل ، وحفظة التنزيل ، على عدد النقباء من بني إسرائيل ، محاة الاضاليل ، ونفاة الاباطيل ، الصادقوا القيل ، عليهم تقوم الساعة ، وبهم تنال الشفاعة ، ولهم من الله فرض الطاعة ، ثم قالك اللهم ليتني مدركهم ولو بعد لاي من عمري ومحياي ، ثم أنشأ يقول ( شعره ) : (٨)

متى أنا قبل الموت للحق مدرك

وإن كان لي من بعد هاتيك مهلك

وإن غالني الدهر الخؤون بغوله

فقد غال من قبلي ومن وبعد يوشك

فلا غرو إني سالك مسلك الاولى

وشيكا ومن ذا للردى ليس يسلك

ثم آب يكفك (٩) دمعه ، ويرن رنين البكرة (١٠) ، وقد برئت ببراة وهو يقول :

_________________

(١) الصحصح تقدم معناه. والقتاد : شجر صلب له شوك كالابر. والسمر : شجر من العضاه ، و ليس في العضاء أجود خشبا منه : والعضاه : كل شجر يعظم وله شوك. والعتاد : ما اعدلامرما. كل ماهيئ من سلاح ودواب وآلة حرب. القدح الضخم.

(٢) ليلة إضحيانة واضحية : مضيئة.

(٣) الارقعة جمع الرقيع : السماء عموما ، أو السماء الاولى في عرف الا قدمين.

(٤) أمرع المكان : أخصب.

(٥) النبعة خ ل وفي المصدر : وسبطيه النبعة الارفعة القرعة.

(٦) الالمعة خ ل.

(٧) في المصدر والكنز بعد ذلك : والحسن ذى الرفعة.

(٨) المصدر خال عن كلمة شعر.

(٩) كفكف الدمع : مسحه مرة بعد مرة.

(١٠) البكرة والبكرة : آلة مستديرة في وطها محزيمر عليها حبل لرفع لاتقال.

٢٤٦

أقسم قس قسما ، ليس به مكتتما (١)

لو عاش ألفي سنة (٢) ، لم يلق منها سأما

حتى يلاقي أحمدا ، والنقباء الحكماء

هم أوصياء أحمد ، أكرم من تحت السماء

يعمي العباد عنهم وهم جلاء للعمي

ليس (٣) بناس ذكرهم حتى احل الرجما (٤)

ثم قلت : يا رسول الله أنبئني أبنأك الله بخير عن هذه الاسمآء التي لم نشهدها و أشهدنا قس ذكرها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جارود ليلة أسري بي إلى السمآء أوحى الله عزوجل إلي أن سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا ، فقلت : على ما بعثتم؟ قالوا : على نبوتك ، وولاية علي بن أبي طالب والائمة منكما ، ثم أوحى إلي أن التفت عن يمين العرش ، فالتفت فإذا علي ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والمهدي ، في ضحضاح من نور يصلون ، فقال الرب تعالى : هؤلاء الحجج لاوليائي ، وهذا المنتقم من أعدائي ، قال الجارود : فقال (٥) سلمان : يا جارود هؤلاء المذكورون في التوراة والانجيل والزبور كذلك ، فانصرفت بقومي وقلت في توجهي إلى قومي ( شعر (٦) ) :

أتيتك يا بن آمنة الرسولا

لكي بك أهتدي النهج السبيلا

فقلت وكان قولك قول حق

وصدق ما بدالك أن تقولا

وبصرت العمى من عبد قيس

وكل كان من عمه ضليلا

وأنبأناك عن قس الايادي

مقالا فيك ظلت به جديلا

وأسماء عمت عنا فآلت

إلى علم وكن بها (٧) جهولا (٨)

_________________

(١) في المصدر : مكتما.

(٢) في المصدر : والكنز ألفى عمر.

(٣) في المصدر والكنز : لست.

(٤) الرجم : القبر.

(٥) في المصدر والكنز : فقال لى.

(٦) لفظة ( شعر ) ليست موجودا في المصدر.

(٧) في المصدر : وكنت به جهولا.

(٨) مقتضب الاثر : ٣٧ ٤٣ ، وأخرجه أيضا الكراجكى في كنز الفوائد : ٢٥٦ ٢٥٨.

٢٤٧

بيان : قال الجوهري : العروآء مثال الغلوآء : قرة الحمى ، ومسهافي أول ما تأخذ بالرعدة ، وفلان قمين بكذا أي جدير خليق ، وفلان يتحوب من كذا ، أي يتأثم. و التحوب أيضا التوجع والتحزن.

قوله : قدوقذته الحكمة أي أثرت فيه وبانت فيه آثارها ، قال الجوهري : وقذه يقذه وقذا : ضربه حتى استرخى وأشرف على الموت ، ويقال : وقذه النعاس : إذا غلبه ، وفي النهاية : فيه فيقذه الورع أي بيسكنه ويمنعه من انتهاك مالا يحلو لا يحمد ، يقال : وقذه الحلم : إذا سكته.

أقول : سيأتي الخبر مختصرا مع شرح بعض أجزائه في باب المعراج.

( باب ٣ )

* ( تاريخ ولادته صلى‌الله‌عليه‌وآله وما يتعلق بها ، وما ظهر ) *

* ( عندها من المعجزات والكرامات والمنامات ) *

اعلم أنه اتفقت الامامية إلا من شذ منهم على أن ولادته صلى‌الله‌عليه‌وآله في سابع عشر شهر ربيع الاول ، وذهب أكثر المخالفين إلى أنها كانت في الثاني عشر منه ، واختاره الكليني رحمه‌الله على ما سيأتي إما اختيارا ، أو تقية ، وذهب شاذ من المخالفين إلى أنه ولد في شهر رمضان (١) ، لانهم اتفقوا على أن بدء الحمل به (ص) كان في عشية عرفة ،

_________________

(١) ذكر المقريزى في امتاع الاسماع : ٣ : جماع أقوالهم في ولادته صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ولد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة في دار عرفت بدار ابن يوسف من شعب بنى هاشم يوم الاثنين لاثنتى عشرة خلت من ربيع الاول ، وقيل : لليلتين خلتامنه ، وقيل : ولدثالثه ، وقيل : في عاشره ، وقيل : في ثامنه ، وقيل : ولد يوم الاثنين لاثنتى عشرة مضت من رمضان حين طلع الفجر ، وقد شذ بذلك الزبير بن بكار ، الا انه موافق لقوله : إن امه صلى‌الله‌عليه‌وآله حملت به أيام التشريق ، فيكون حملها مدة تسعة أشهر على العادة الغالبة ، وذلك عام الفيل ، قيل : بعد قدوم الفيل مكة بخمسين يوما ، وقيل ، بشهر ، وقيل : بأربعين يوما ، وقيل : قدم الفيل للنصف من المحرم قبل مولده صلى‌الله‌عليه‌وآله بشهرين الا أياما ، وقيل : ولد بعد الفيل ثمانية و

٢٤٨

أو أوسط أيام التشريق ، واشتهر بينهم أن مدة الحمل كانت تسعة أشهر ، فيلزم أن تكون الولادة في شهر رمضان ، وسيأتي الكلام فيه ، وذهب شرذمة منهم إلى أن الولادة كانت في ثامن ربيع الاول ، فأما يوم الولادة فالمشهور بين علمائنا ومدلول أخبارنا أنه كان يوم الجمعة ، والمشهور بين المخالفين يوم الاثنين ، ثم الاشهر بيننا وبينهم أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ولد بعد طلوع الفجر ، وقيل : عند الزوال ، وذكر جماعة من المؤرخير وأرباب السير أنه كان في ساعة الولادة غفر (١) من منازل القمر طالعا ، وكان اليوم موافقا للعشرين أو للثامن و العشرين أو الغرة من شهر نيسان الرومي ، والسابع عشر من دي ماه بحساب الفرس ، و كانت في عهد كسرى أنوشيروان بعد مضي اثنين وأربعين من ملكه ، وبعد مضي اثنين وثمانين وثمانمأة من وفات إسكندر الرومي ، وكان في عام الفيل بعد مضي خمس وخمسين ، أو أربعين من الواقعة ، وقيل : في يوم الواقعة ، وقيل : بعد ثلاثين سنة منها ، وقيل : بعد أربعين منها ، والاصح أنها كانت في تلك العام.

وذكر أبومعشر البلخي (٢) من المنجمين أنه كان طالع ولادته صلى‌الله‌عليه‌وآله الدرجة العشرون من الجدي ، وكان الزحل والمشتري في العقرب ، والمريخ في بيته في الحمل ، و

_________________

مسين يوما ، وقيل : بعده بعشر سنين ، وقيل : بعده بثلاثين عاما ، وقيل : ولد قبل الفيل يخمس عشرة سنة ، وقيل : قبله بأربعين عاما ، وقيل : ولديوم الفيل ، وقيل : ولد سنة ثلاث وعشرين للفيل.

وقيل : ولد في صفر ، وقيل : يوم عاشوراء ، وقيل : في ربيع الاخر ، الراحج أنه ولد عام الفيل في الثانية والاربعين من ملك كسرى أنوشروان ، وهى سنة احدى وثمانين وثمانمائة لغلبة الاسكندربن فيلبس المجدونى على دارا ، وهى سنة الف وثلاثمائة وستة عشر لابتداء ملك بخت نصر ، ووافق يوم مولده العشرون من نيسان ، وولده بالغفر من المنازل وهو مولد الانبياء ، ويقال : كان طالعه برج الاسد والقمر فيه.

(١) لغفر من منازل القمر قال البيروتى : وتقول العرب : إنه خير المنازل ، وقيل : إن مواليد الانبياء قد اتفقت فيه ولا اظن ذلك حقا.

(٢) قال اليعقوبى ٢ : ٤ وولد عى ما قال أصحاب الحساب بقران العقرب ، قال ماشاء الله المنجم : كان طالع السنة التى كان فيها القران الذى دل على مولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الميزان اثنين وعشرين درجة حد الزهرة وبيتها ، والمشترى في العقرب ثلاث درجات وثلاثا درجات وثلاثا وعشرين

٢٤٩

الشمس في الحمل في الشرف ، والزهرة في الحوت في الشرف ، والعطارد أيضا في الحوت ، والقمر في أول الميزان ، والرأس في الجوزاء ، والذنب في القوس ، وكانت في الدار المعروف بدار محمد بن يوسف ، وكان للنبي (ص) فوهبه لعقيل بن أبي طالب ، فباعه أولاده محمد بن يوسف أخا الحاج فأدخله في داره ، فلما كان زمن هارون أخذته خيزران امه فأخرجته و جعلته مسجدا ، وهو الآن معروف يزار ويصلى فيه ، وسنذكر الاخبار والاقوال في تفاصيل تلك الاحوال.

١ ـ د : في كتاب أسماء حجج الله : ولد (ص) سابع عشرة ليلة من شهر ربيع الاول في عام الفيل ، في كتاب الدر الصحيح : أنه ولد صلى‌الله‌عليه‌وآله عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الاول بعد خمس وخنسين يوما من هلاك أصحاب الفيل ، وقال العامة : يوم الاثنين الثامن أو العاشر من ربيع الاول لسبع بقين من ملك أنوشيروان ، و يقال : في ملك هرمز بن أنوشيروان ، وذكر الطبري أن مولده صلى‌الله‌عليه‌وآله لاثنتي وأربعين سنة من ملك أنوشيروان وهو الصحيح ، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان لاثنتي وأربعين سنة من ملك أنوشيروان وهو الصحيح ، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ولدت في زمن الملك العادل أنوشيروان ) ووافق شهر الروم العشرين من سباط (١).

في كتاب مواليد الائمة عليهم‌السلام : ولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الاول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال ، وروي عند طلوع الفجر قبل المبعث بأربعين

_________________

دقيقه ، وزحل في العقرب ست درجات وثلاثا وعشرين دقيقة راجعا ، وهما في الثانى من الطوالع ، والشمس في نظير الطالع في الحمل أول دقيقة ، والزهرة في الحمل على درجة وست وخمسين دقيقة ، وعطارد في الحمل على ثمانى عشرة درجة وست عشرة دقيقة ، والقمر وسط السماء في السرطان درجة وعشرين دقيقة ، وقال الخوارزمى : ثمانى عشرة درجة وست عشرة وست عشرة دقيقة ، والقمر وسط السماء في السرطان درجة وعشرين دقيقة ، وقال الخوارزمى : كانت الشمس يوم ولد في الثور درجة والقمر في الاسد على ثمانى عشرة درجة وعشر دقائق ، وزحل في العقرب تسع درجات وأربعين دقيقة راجعا ، والمشترى في العقرب درجتين وعشر دقائق راجعا ، والمريخ في السرطان درجتين وخمسين دقيقة ، والزهرة في الثور اثنتى عشرة درجة وعشر دقائق.

(١) يقال : سباط وشباط : شهر من الاشهر الشمسية ، بين كانون الثانى وأذار ، أيامه ٢٩ في السنة الكبيسة و ٢٨ في سواها.

٢٥٠

سنة ، وحملت به امه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى ، وكانت في منزل عبدالله بن عبدالمطلب ، وولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى ، وقيل : ولد يوم الاثنين آخر النهار ثاني عشر شهر ربيع الاول سنة ثمان وتسعمأة للاسكندر في شعب أبي طالب في ملك أنوشيروان (١)

٢ ـ قل : ذكر محمد بن بابويه رضوان الله عليه في الحزء الرابع من كتاب النبوة حديث (٢) أن الحمل بسيدنا رسول الله (ص) كان ليلة الجمعة لاثنتى عشرة ليلة بقيت (٣) من جميدي الآخرة (٤).

٣ ـ قل : إن الذين أدركناهم من العلمآء كان عملهم على أن ولادته المقدسة (ص) كان يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الاول في عام الفيل عند طلوع فجره (٥).

٤ ـ وذكر شيخنا المفيد في كتاب حدائق الرياض : السابع عشر منه مولد سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل (٦) ، وقال رحمه‌الله في كتاب التواريخ الشريعة : نحوه (٧).

٥ ـ كا : ولد النبي (ص) لاثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزال ، وروي أيضا ، عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة ، وحملت به امه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى ، وكانت في منزل عبدالله بن عبدالمطلب ،

_________________

(١) العدد : مخطوط.

(٢) أضاف الحديث إلى ما بعده.

(٣) قال المصنف في الهامش : الظاهر ( مضت ) مكان ( بقيت ليوافق ما هو المشهور من كون الحمل في أيام التشريق انتهى كلامه قدس الله أسراره ، قلت : القول بأن حمله كان في ايام التشريق يوافق القول بودلاته في رمضان كما عرفت في كلام المقريزى.

(٤) الاقبال : ٦٢٣.

(٥) الاقبال : ٦٠٣.

(٦) حدائق الرياض : مخطوط.

(٧) مسار الشيعة : ٢٤.

٢٥١

وولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسيارك وأنت داخل (١) ، وقد أخرجت الخيزران (٢) ذلك البيت فصيرته مسجدا يصلي الناس فيه (٣).

بيان : اعلم أن هاهنا أشكالا مشهورا أورده الشهيد الثاني رحمه‌الله وجماعة ، وهو أنه يلزم على ما ذكره الكليني رحمه‌الله من كون الحمل به صلى‌الله‌عليه‌وآله في أيام التشريق و ولادته في ربيع الاول أن يكون مدة حمله إما ثلاثة أشهر ، أو سنة وثلاثة أشهر ، مع أن الاصحاب اتفقوا على أنه لا يكون الحمل أقل من ستة أشهر ، ولا أكثر من سنة ، ولم يذكر أحد من العلمآء أن ذلك من خصائصه ، والجواب أن ذلك مبني على النسئ الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية ، وقد نهى الله تعالى عنه ، وقال : ( إنما النسئ زيادة في الكفر ). قال الشيخ الطبرسي رحمه‌الله في تفسير هذه الآية نقلا عن مجاهد : كان المشركون يحجون في كل شهر عامين فحجوا في ذي الحجة عامين ، ثم حجوا في المحرم عامين ، وكذلك في الشهور حتى وافقت الحجة التي قبل حجة الوداع في ذي القعدة ، ثم حج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في العام القابل حجة الوداع فوافقت ذا الحجة ، فقال في خطبته : ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوآت والارض ، السنة اثنى عشر شهرا ، منها

أربعة حرم : ثلاثة متواليات : ذو العقدة ، وذوالحجة ، ومحرم ، ورجب ، مضر بين جميدي و شعبان (٤) ، أراد بذلك أن أشهر لا الحرم رجعت إلى مواضعها ، وعاد الحج إلى ذي الحجة ، وبطل النسئ انتهى (٥).

_________________

(١) في المصدر : وأنت داخل الدار.

(٢) قال المصنف في الهامش : الخيزران ام الهادي والرشيد ، قال المؤرخون كانت هذه الدار للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووهبها عقيل بن أبى طالب ، ثم باعها أولاد عقيل بعد أبيهم محمد بن يوسف وهو أخو الحجاج فاشتهرت بدار محمد بن يوسف ، فأدخلها محمد في قصور الذى كانوا يسمونه البيضاء ، ثم بعد انقضاء دولة بنى امية حجت خيزران فأفرزتها من القصر وجعلتها مسجدا.

(٣) الاصول ١ : ٤٣٩.

(٤) في المصدر : ووجب الذى بين جمادى وشعبان

(٥) مجمع البيان ٥ : ٢٩.

٢٥٢

إذا عرفت هذا فقيل : إنه على هذا يلزم أن يكون الحج عام مولده صلى‌الله‌عليه‌وآله في جميدي الاولى ، لانه صلى‌الله‌عليه‌وآله توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة ، ودوره النسئ أربعة و عشرون سنة ضعف عدد الشهور ، فإذا أخذنا من السنة الثانية والستين ورجعنا تصير السنة الخامس عشر ابتداء الدورة ، لانه إذا نقص من اثنين وستين ورجعنا تصير السنة الخامس عشر ابتداء الدورة ، لانه إذا نقص من اثنين وستين ثمانية وأربعون تبقى أربعة عشر ، الاثنتان الاخيرتان منها لذي العقدة ، واثنتان قبلهما لشوال ، وهكذا فتكون الاوليان منها لجميدي الاولى ، فكان الحج عام مولد النلي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عام الفيل في جميدي الاولى ، فإذا فرض أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله حملت به امه في الثاني عشر منه ، ووضعت في الثاني عشر من ربيع الاول تكون مدة الحمل عشرة أشهر بلا مزيد ولا نقيصة.

أقول : ويرد عليه أنه قد أخطأ رحمه‌الله في حساب الدورة ، وجعلها أربعة و عشرين سنة ، إذا الدورة على ما ذكر إنما تتم في خمسة وعشرين سنة ، إذ في كل سنتين يسقط شهر من شهور السنة باعتبار النسئ ، ففي كل خمسة وعشرين سنة تحصل أربعة وعشرون حجة تمام الدورة ، وأيضا على ما ذكره يكون مدة الحمل أحد عشر شهرا ، إذ لما كان عام مولده أول حج في جمادي الاولى يكون في عام الحمل الحج في ربيع الثاني ، فالصواب أن يقال : كان في عام حمله (ص) الحج في جمادي الاولى ، وفي عام مولده في جمادي الثانية ، فعلى ما ذكرنا يتم من عام مولده إلى خمسين سنة من عمره (ص) دورتان في الحادية والخمسين ، تبتدئ الدورة الثالثة من جمادي الثانية ، وتكون لكل شهر حجتان إلى أن ينتهي إلى الحادية والستين والثانية والستين ، فيكون الحج فيهما في ذي القعدة ، ويكون في حجة الوداع الحج في ذي الحجة ، فتكون مدة الحمل عشرة أشهر.

فإن قلت : على ما قررت من أن في كل دورة متأخر سنة ففي نصف الدورة تتاخر ستة أشهر ، ومن ريع الاول الذي هو شهر المولد إلى جميدي الثانية التي هي شهر الحج نحو من ثلاثة أشهر ، فكيف يستقيم الحساب على ما ذكرت؟ قلت : تاريخ السنة محسوبة بن شهر الولادة ، فمن ربيع الاول من سنة الولادة إلى مثله من سنة ثلاث وستين تتم ثنتان وستون ، ويكون السابع عشر منه ابتداء سنة الثالث والستين ، وفي الشهر لعاشر من تلك السنة أعني ذي الحجة وقع الحج الحادي والستون ، وتوفي قبل إتمام

٢٥٣

تلك السنة على ما ذهبت إليه الشيعة بتسعة عشر يوما ، فصار عمره (ص) ثلاثلا وستين إلا تلك الايام المعدودة ، وأما ما رواه في كتاب النبوة فيمكن أن يكون الحمل في أول سنة وقع الحج في حميدي الثانية ، ومن سنة الحمل إلى سنة حجة الوداع أربع وستون سنة ، وفي الخمسين تمام الدورتين ، وتبتدئ الثالثة من جميدي الثانية ، ويكون في حجة الوداع ، والتي قبلها الحج في ذي الحجة ، ولا يخالف شيئا إلا مامر عن مجاهد أن حجة الوداع كانت مسبوقة بالحج في ذي القعدة ، وقوله غير معتمد في مقابلة الخبر إن ثبت أنه رواه خبرا ، وتكون مدة الحمل على هذا تسعة أشهر إلا يوما ، فيوافق ما هو المشهور في مدة حمله (ص) عند المخالفين.

٦ ـ ص : روي أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ولد في السابع عشر من شهر ربيع الاول عام الفيل يوم الاثنين ، وقيل : يوم الجمعة ، وقال (ص) : ( ولدت في زمن الملك العادل ) يعني أنوشيروان بن قباد قاتل مزدك والزنادقة (١).

٧ ـ ك ، لى : الدقاق ، عن ابن ذكريا القطان ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي جهم ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت أبا طالب حدث (٢) عن عبدالمطلب قال : بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ، فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز ، وجمتي تضرب منكبي ، فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي ، فقالت : ما شأن سيد العرب متغير اللون؟ هل رابه من حدثنان الدهر ريب؟ فقلت لها : بلى إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر ، كأن شجرة قد نبتت على ظهري قد نال رأسها السمآء ، وضربت بأغصانها الشرق والغرب ، ورأيت نورا يزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ، ورأيت العرب والعجم ساجدة لها ، وهي كل يوم تزاد عظما ونورا ، ورأيت رهطا من قريش يريدون قطعها ، فإذادنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها ، وأنظفهم ثيابا ، فيأخذهم ويكسر ظهورهم ، ويقلع أعينهم ، فرفعت يدي لاتناول غصنا من أغصانها ، فصاح في الشاب وقال : مهلا

_________________

(١) قصص الانبياء : مخطوط.

(٢) في المصدر : يحدث.

٢٥٤

ليس لك منها نصيب ، فقلت : لمن النصيب الشجرة مني؟ فقال : النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وسيعود إليها ، فانتبهت مذعورا فزعا متغير اللون ، فرأيت لون الكاهنة قد تغير ، ثم قالت : لئن صدقت ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق ولاغرب ، وينبأ (١) في الناس ، فتسري (٢) عني غمي ، فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت ، وكان أبوطالب يحدث بهذا الحديث والنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قد خرج ، ويقول : كانت الشجرة والله أبا القاسم الامين (٣).

توضيح : قال الجزري : المطرف بكسر الميم وفتحها وضمها : الثوب الذي في طرفيه علمان ، وقال : الجمة من شعر الرأس : ما سقط على المنكبين ، وقال الجوهري : هي بالضم مجتمع شعر الرأس.

أقول : لعل ذكر هذا إما لبيان شرافته بأن يكون إرسال الجمة من خواص الشرفاء ، أو اضطرابه وارتعاده ، والريب : نازلة الدهر. ورابه أمر : رأى منه ما يكره ، قوله : وسيعود إليها ، يحتمل أن يكون المراد بالذين تعلقوا بها الذين يريدون قلعها ، ويكون قوله : وستعود بالتاء ، أي ستعود تلك الجماعة بعد منازعتهم ومحاربتهم إلى هذه الشجرة ، ويؤمنون بها ، فيكون لهم النصيب منها ، أو بالياء فيكون المستتر راجعا إلى الرسول (ص) ، والبارز في منها إلى الجماعة ، أي سيعود النبي (ص) إليهم بعد إخراجهم له فيؤمنون به ، فيكون إشاره إلى فتح مكة ، أو يكون المستتر راجعا إلى الشاب ، والبارز إلى الشجرة ، أى سيرجع هذا الشاب إلى الشجرة في اليقظة ، كما تعلق بها في النوم ، و على هذا يحتمل أن يكون المراد بالذين تعلقوا بها أبا طالب وأضرابه ممن لم يذكروا قبل ، ويحتمل أن يكون المستتر راجعا إلي النصيب ، والبارز إلي الشجرة ، إي يكون له (ص) ثواب إسلامهم ، ويحتمل أن يكون ستعود بصيغة الخطاب ، أى ستعود يا عبدالمطلب إليه (ص) عندولادته ، لكن لا تبلغ ولا تدرك وقت نبوته ، قوله : لعلك تكون أنت ، أي ذلك الشاب ، ويحتمل أن يكون الشاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

_________________

(١) في كمال الدين : يتنبأ ، وفيه : فسرى. وفيه : يا اباطالب.

(٢) سرى عنه أو عن قلبه : كشف عنه الهم.

(٣) كمال الدين : ١٠٣ ، الامالى : ١٥٨.

٢٥٥

٨ ـ ك ، لى : البطان ، عن ابن زكريا القطان ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن سعيد بن مسلم مولى لبني مخزوم ، عن سعيد بن أبي صالح ، عن أبيه. عن ابن عباس قال : سمعت أبي العباس يحدث قال : ولد لابي عبدالمطلب عبدالله ، فرأينافي وجهه نورا يزهر كنور الشمس ، فقال أبي : إن لهذا الغلام شأنا عظيما ، قال : فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض ، فطار فبلغ المشرق والمغرب ، ثم رجع راجعا حتى سقط على بيت الكعبة فسجدت له قريش كلها ، فبينما الناس يتأملونه إذ صارنورا بين السمآء والارض ، وامتدى حتى بلغ المشرق والمغرب ، فلما انتهبت سألت كاهنة بني مخزوم فقالت : يا عباس لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له ، قال أبي : فهمني أمر عبدالله إلى أن تزوج بآمنة ، وكانت من أجمل نساء قريش وأتمها خلقا ، فلما مات عبدالله وولدت آمنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتيته فرأيت النور بين عينيه يزهر ، فحملته وتفرست في وجهه فوجدت منه ريح المسك ، وصرت كأني قطعة مسك من شدة ريحي ، فحدثتني آمنة وقالت لي : إنه لما أخذني الطلق ، واشتد بي الامر سمعت جلبة وكلاملا لا يشبه كلام الآدميين ، ورأيت علما من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السمآء والارض ، ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السمآء ، ورأيت قصور الشامات كأنها شعلة نار نورا ، ورأيت حولي من القطاة أمرا عظيما قد نشرت (١) أجنحتها حولي ، ورأيت شعيرة الاسدية قد مرت وهى تقول : آمنة ما لقيت الكهان والاصنام من ولدك؟ ورأيت رجلا شابا من أتم الناس طولا ، و أشدهم بياضا ، وأحسنهم ثيابا ما ظننته إلا عبدالمطلب قددنا مني فأخذ المولود فتفل في فيه ، ومعه طست من ذهب مضروب بالزمرد ، ومشط من ذهب ، فشق بطنه شقا ، ثم أخرج قلبه فشقه ، فأخرج منه نكته سودآء فرمى بها (١) ، ثم ، أخرج صرة من حريرة خضرآء ففتحها فإذا فيها كالذريرة البيضآء فحشاه ، ثم رده إلى ما كان ، ومسح على بطنه واستنطقه فنطق

_________________

(١) وقد نشرت خ ل وهو الموجود في الامالى.

(٢) الحديث كما ترى مروى من طرق العامة ، متضمن ما يخالف مذهب الامامية ، وهو شق القلب وإخراج نكتة سوداء ، وقد ورد ذلك في أخبارهم.

٢٥٦

فلم أفهم ما قال إلا أنه قال : في أمان الله وحفظه وكلائته ، قد حشوت قلبك إيمانا وعلما و حلما ويقينا وعقلا وشجاعة (١) ، أنت خير البشر ، طوبى لمن اتبعك ، وويل لمن تخلف عنك ، ثم أخرج صرة اخرى من حريرة بيضاء ففتحها فإذا فيها خاتم فضرب على كتفيه (٢) ، ثم قال : أمرني ربي أن أنفخ فيك من روح القدس فنفخ فيه ، وألبسه قميصا ، وقال : هذا أمانك من آفات الدنيا ، فهذا ما رأيت يا عباس بعيني ، قال العباس : وأنا يومئذ أقرء (٣) فكشفت عن ثوبه فإذا خاتم النبوة بين كتفيه ، فلم أزل أكتم شأنه وأنسيت (٤) الحديث فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتى ذكرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥).

بيان : الجلبة : اتلاط الاصوات. والسندس بالضم : ما رق من الديباج و رفع (٦).

٩ ـ لى : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله الصادق صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كان إبليس لعنه الله يخترق السمآوات السبع ، فلما ولد عيسى عليه‌السلام حجب عن ثلاث سمآوات ، وكان يخترق أربع سمآوات ، فلما ولد رسول الله (ص) حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن امية : وكان من أزجر أهل الجاهلية : انظروا هذه النجوم التي يهتدي بها ، ويعرف بها أزمان الشتآء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة أيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السمآوة ،

_________________

(١) في كمال الدين : وحكما ، مكان وعقلا.

(٢) بين كتفيه خ ل وفي المصدر : فضرب به على كتفيه.

(٣) وعمى العباس في أواخر عمره.

(٤) في كمال الدين : نسيت. قلت : حديث النسيان لا يخلو عن غرابة.

(٥) كمال الدين : ١٠٤ و ١٠٥ ، الامالى : ١٥٨ و ١٥٩.

(٦) رفع الثوب : خلاف غلظ.

٢٥٧

وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا (١) ، قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم ، وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العورآء ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة ، وبطل سحر السحرة ، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في العرب ، وسموا آل الله عزوجل.

قال أبوعبدالله الصادق عليه‌السلام : إنما سموا آل الله لانهم في بيت الله الحرام ، وقالت آمنة : إن بني والله سقط فاتقى الارض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السمآء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ ، وسمعت في الضوء قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا ، وأتي به عبدالمطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت امه ، فأخذه فوضعه في حجره ثم قال : الحمد لله الذي أعطاني ، هذا الغلام الطيب الاردان ، قد ساد في المهد على الغلمان.

ثم عوذه بأركان الكعبة ، وقال فيه أشعارا ، قال : وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه ، فقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم : ويلكم لقد أنكرت السمآء والارض منذ الليلة ، لقد حدث في الارض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم عليه‌السلام ، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث ، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا : ما وجدنا شيئا ، فقال إبليس لعنه الله : أنا لهذا الامر ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوظا بالملائكة ، فذهب ليدخل فصاحواب به ، فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرى (٢) ، فقال له جبرئيل : وراك لعنك الله ، فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل ، ما هذا الحديث الذي حدث منذ الليلة في الارض؟

_________________

(١) خيل عراب : كرائم سالمه من الهجنة.

(٢) في المصدر : حراء ، وهو بالكسر والمد وهو اصح من القصر.

٢٥٨

فقال له : ولد محمد (ص) ، فقال له : هل لي فيه نصيب؟ قال : لا ، قال : ففي امته؟ قال : نعم ، قال : رضيت (١).

توضيح : الزجر بالفتح : العيافة وهو نوع من التكهن ، تقول : زجرت أنه يكون كذا. والارتجاس : الاضطراب والتزلزل الذي يسمع منه الصوت الشديد. وغاض الماء بالغين ولاضاد المعجمتين ، أي قل ونضب ، قال الاجزري : ومنه حديث سطيح وغاضت بحيرة ساوة ، أي غارماءها وذهب. والسماوة بالفتح : موضع بين الكوفة والشام ، وقال الخليل في العين : هي فلاة بالبادية تتصل بالشم. والمؤبذان بضم الميم وفتح الباء : فقيه الفرس وحاكم المجوس كالمؤبذ ذكره الفيروزآبادى. وقال الجررى : في حديث سطيح فأرسل كسرى إلى المؤبذان ، المؤبذان للمجوس كقاضي القضاة للمسلين ، والمؤبذ كالقاضي. وانسرب الثعلب في حجره أى دخل.

قوله عليه‌السلام : وانخرقت عليه دجلة العور آءيظهر مما سيأتي أن كسرى كان سكر (٢) بعض الدجلة وبنى عليها بناء ، فلعله لذلك وصفوا الدجلة بعد ذلك بالعورآء (٣) لانه عور وطم (٤) بعضها فانخرقت عليه ، واندهم بنيانه ، ورأيت في بعض المواضع بالغين المعجمة من إضافة الموصوف إلى الصفة ، أي العميقة. والاردان جمع الردن بالضم ، وهو أصل الكم ، ولعله إنما خصها بالطيب لان الرائحة الخبيثة غالبا تكون فيها لمجاورتها للاباط ، قال الشاعر :

وعمرة من سروات النسآء

تنفح بالمسك أردانها

قوله : ثم عوذه بأركان الكعبة ، أى مسحه بها ، أودعاله عندها ، أو كتب أسمائها وعلقه عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال الفيروزآبادى : الصر : طائر كالعصفور أصفر ، وقال الجزرى : هو عصفور

_________________

(١) الامالى : ١٧١ و ١٧٢.

(٢) سكر النهر : جعل له سدا.

(٣) في معجم البلدان ٤ : ١٦٧ : دجلة العوراء : دجلة البصرة.

(٤) عارت عين الماء : دفنت فانسدت عيونها ، والطم بمعناه.

٢٥٩

أوطائر في قده ، أصر اللون ، وفي بعض النسخ والعصفور ، وقال الفيروز آبادى : حرى كعلى : جبل بمكة ، معروف فيه الغار ، وقال الجوهرى وغيره : إنه بالكسر والمد.

١٠ ـ ما : الجعابي (١) ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف الجعفي ، عن محمد بن حسان ، عن حفص بن راشد الهلالي ، عن محمد بن عباد ، عن سريع (٢) البارقي قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما اللاسم يقول : لما ولد النبي عليه‌السلام ولد ليلا فأتى رجل من أهل الكتاب إلى الملا من قريش وهم مجتمعون : هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة ، و عتبة ، وشيبة ، فقال : أولد فيكم الليلة مولد؟ قالوا : لا وما ذاك ، قال : لقد ولد فيكم الليلة أو بفلسطين مولود اسمه أحمد ، به شامة ، يكون هلاك أهل الكتاب على يديه ، فسألوا فأخبروا فطلوه ، فقالوا : لقد ولد فينا غلام ، فقال : قبل أن انبئكم أو بعد ،؟ قالوا : قبل ، قال : فانطلقوا معي أنظر إليه ، فأتوا امه وهو معهم فأخبرتهم كيف سقط ، و مارأتت من النور ، قال اليهودى : فاخرجيه ، فنظر إليه ، ونظر إلى الشامة فخر مغشيا عليه ، فأدخلته امه ، فلما أفاق قالوا له : ويلك مالك؟ قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة ، هذا والله مبيرهم ، ففرحت قريش بذلك ، فلما راى فرحهم قالك والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل الشرق وأهل الغرب (٣).

بيان : فلسطين بكسر الفاء وفتح اللام : الكورة المعروفة ما بين الاردن وديار مصر ، وام بلادها بيت المقدس ، ولعل ترديده لانه راى علامة ولادة نبي فشك أنه خاتم الانبياء فيكون مولده بمكة أو غيره ، فيكون في بيت المقدس ، أو لم يكن يتبين له أن مولد خاتم الانبياء مكة ، أو فلسطين ، والسطو : القهر والبطش ، يقال : سطابه وعليه.

١١ ـ ج : عن موسى بن جعفر عليها‌السلام في خبر اليهودى الذى سأل أميرالمؤمنين عليه‌السلام عن معجزات الرسول عليه‌السلام قال : فإن هذا عيسى بن مريم يزعمون أنه تكلم في المهد

_________________

(١) فيه وهم فان الشيخ الطوسى لا يروى عن الجعابى بغير واسطة ، بل يروى عنه بواسطة المفيد فالصحيح كما في المصدر : محمد بن محمد عن الحجعابى.

(٢) في المصدر : محمد بن عباد بن سريع البارقى ، وهو الصحيح ، والرجل مذكور في رجال الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام.

(٣) الامالى : ٩٠.

٢٦٠