قال الراوي (۱) : جاء شيخ ، فدنا من نساء الحسين عليه السلام وعياله ـ وهم في ذلك الموضع ـ وقال (۲) : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم !!!
فقال له علي بن الحسين عليهما السلام : « يا شيخ ، هل قرأت القرآن ؟ ».
قال : نعم.
قال : « فهل عرفت هذه الآية : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (۳) ؟ »
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال له علي عليه السلام : « نحن (٤) القربى يا شيخ ، فهل قرأت في بني إسرائيل : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) ؟ (٥) ».
فقال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال : « فنحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت هذه الآية : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ ) ؟ (٦) ».
قال : نعم.
فقال عليه السلام : « فنحن القربى (۷) يا شيخ ، وهل (۸) قرأت هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ؟ (۹) ».
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال عليه السلام : « نحن أهل البيت الذين خصّنا الله بآية الطهارة يا شيخ ».
قال الراوي (۱۰) : بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به ، وقال تالله (۱۱) إنّكم هم ؟!
فقال علي بن الحسين عليهما السلام : « تالله (۱۲) إنّا لنحن هم من غير شكّ ، وحقّ جدّنا رسول الله صلّى الله عليه وآله إنّا لنحن هم ».
قال : فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنّي أبرء إليك من عدوّ آل محمّد صلّى الله عليه وآله من الجنّ والإنس.
ثمّ قال : هل لي من توبة ؟
فقال له : « نعم ، إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا ».
فقال : أنا تائب.
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل.
الهوامش
۱. الراوي ، من ع.
۲. ب : وعياله أقيموا على درج باب المسجد ، فقال …
۳. الشورى ٤٢ / ٢٣.
٤. ب. ع : فنحن.
٥. الأسراء ١٧ / ٢٦.
٦. الأنفال ٨ / ٤١.
۷. ر : نحن أهل القربى.
۸. ر : ولكن هل. والمثبت من ب.
۹. الأحزاب ٣٣ / ٣٣.
۱۰. الراوي ، من ع.
۱۱. ب. ع : بالله.
۱۲. ر : وبالله.
مقتبس من كتاب : [ الملهوف على قتلى الطّفوف ] / الصفحة : ۲۱۱ ـ ۲۱۳