أسئلة وأجوبةالتعليممقالات

ما هي كبائر الذنوب ؟

لقد قسم القرآن الكريم المنهيات إلى أقسام ثلاثة حيث قال: ﴿ … وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ … ﴾ 1.

أما الكفر فهو الجحود و الإنكار، و أما الفسوق فهو اقتراف الكبائر، و أما العصيان فهو الصغائر.

لكن لم يتم بيان تعداد الكبائر بصورة كاملة و مجتمعة في القرآن الكريم و لا في الأحاديث الشريف ، بل ذكرت متفرقة في القرآن الكريم و في أحاديث المعصومين عليهم السلام إستناداً بما جاء في القرآن بشأنها.

الكبائر في كتاب علي

عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ أنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ 2 عليه السلام عَنِ الْكَبَائِرِ؟
فَقَالَ: “هُنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ سَبْعٌ:

  1. الْكُفْرُ بِاللَّهِ.
  2. وَ قَتْلُ النَّفْسِ.
  3. وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ.
  4. وَ أَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ.
  5. وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً.
  6. وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ.
  7. وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ” 3.

قَالَ، فَقُلْتُ: فَهَذَا أَكْبَرُ الْمَعَاصِي؟
قَالَ: “نَعَمْ”.
قُلْتُ: فَأَكْلُ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً أَكْبَرُ أَمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ؟!
قَالَ: “تَرْكُ الصَّلَاةِ”.
قُلْتُ: فَمَا عَدَدْتَ تَرْكَ الصَّلَاةِ فِي الْكَبَائِرِ؟!
فَقَالَ: “أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَوَّلُ مَا قُلْتُ لَكَ”؟
قَالَ، قُلْتُ: الْكُفْرُ.
قَالَ: “فَإِنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ ـ يَعْنِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ـ” 4.

الكبائر في حديث الامام الصادق

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ صلوات الله عليه، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 2 عليه السلام، فَلَمَّا سَلَّمَ وَ جَلَسَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ … ﴾ 5، ثُمَّ أَمْسَكَ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: “مَا أَسْكَتَكَ”؟
قَالَ: أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ الْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
فَقَالَ: “نَعَمْ يَا عَمْرُو:

  1. أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ: ﴿ … إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ … ﴾ 6.
  2. وَ بَعْدَهُ الْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ 7.
  3. ثُمَّ الْأَمْنُ لِمَكْرِ اللَّهِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ 8.
  4. وَ مِنْهَا عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْعَاقَّ جَبَّاراً شَقِيّاً 9.
  5. وَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : ﴿ … فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا … ﴾ 10 ــ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ــ.
  6. وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ 11.
  7. وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ 12.
  8. وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ 13.
  9. وَ أَكْلُ الرِّبَا، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ … ﴾ 14.
  10. وَ السِّحْرُ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ … ﴾ 15.
  11. وَ الزِّنَا، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ 16.
  12. وَ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ 17 الْفَاجِرَةُ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ … ﴾ 18.
  13. وَ الْغُلُولُ 19، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ … ﴾ 20.
  14. وَ مَنْعُ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ … ﴾ 21.
  15. وَ شَهَادَةُ الزُّورِ .
  16. وَ كِتْمَانُ الشَّهَادَةِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ … ﴾ 22.
  17. وَ شُرْبُ الْخَمْرِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهَى عَنْهَا كَمَا نَهَى عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ.
  18. وَ تَرْكُ الصَّلَاةِ مُتَعَمِّداً أَوْ شَيْئاً مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ، لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله قَالَ: مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله.
  19. وَ نَقْضُ الْعَهْدِ.
  20. وَ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ﴿ … أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ 23 “.

قَالَ فَخَرَجَ عَمْرٌو وَ لَهُ صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ وَ هُوَ يَقُولُ هَلَكَ مَنْ قَالَ بِرَأْيِهِ وَ نَازَعَكُمْ فِي الْفَضْلِ وَ الْعِلْمِ 24.

سائر الكبائر

و مما عد من الكبائر:

  1. الكذب على الله أو على رسوله صلى الله عليه وآله أو على الأوصياء عليهم السلام بل مطلق الكذب.
  2. أكل الميتة.
  3. شرب الدم أو أكله.
  4. اكل لحم الخنزير.
  5. اكل ما أهل به لغير الله.
  6. القمار.
  7. أكل السحت 25.
  8. البخس في المكيال و الميزان.
  9. معونة الظالمين و الركون إليهم و الولاية لهم.
  10. حبس الحقوق من غير عسر.
  11. الكبر.
  12. الإسراف.
  13. التبذير.
  14. الاستخفاف بالحج.
  15. المحاربة لأولياء الله تعالى.
  16. الاصرار على الذنوب الصغار.
  17. الاشتغال بالملاهي، كضرب الاوتار و نحوها مما يتعاطاه اهل الفسوق.
  18. الغناء 26.
  19. البهتان على المؤمن، و هو ذكره بما يعيبه و ليس هو فيه.
  20. سب المؤمن و اهانته و اذلاله.
  21. النميمة بين المؤمنين بما يوجب الفرقة بينهم.
  22. القيادة، و هي: السعي بين اثنين لجمعهما على الوطء المحرم.
  23. الغش للمسلمين.
  24. استحقار الذنب، فان أشد الذنوب ما استهان به صاحبه.
  25. الرياء.
  26. الغيبة 27.
  • 1. القران الكريم: سورة الحجرات (49)، الآية: 7، الصفحة: 516.
  • 2. a. b. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
  • 3. التعَرُّب بعد الهجرة مصطلح إسلامي أطلقه الشارع المقدس على ظاهرة نكوص بعض المسلمين و إبتعادهم عن المجتمع الإسلامي و إيثارهم سُكنى البادية مع الأعراب و الكفار على السُكنى مع المسلمين في ظل الدولة الإسلامية بعد هجرتهم إلى دار الإسلام و ممارستهم حياة الالتزام الديني، مما يدل على تركهم الالتزام بتعاليم الإسلام، و تخلِّيهم عن الدفاع عن الإسلام، و تقاعسهم عن نصرة مبادئه القيمة.
  • 4. الكافي: 2 / 278 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
  • 5. القران الكريم: سورة النجم (53)، الآية: 32، الصفحة: 527.
  • 6. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 72، الصفحة: 120.
  • 7. القران الكريم: سورة يوسف (12)، الآية: 87، الصفحة: 246.
  • 8. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 99، الصفحة: 163.
  • 9. أنظر سورة مريم (19)، الآية: 32.
  • 10. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 93، الصفحة: 93.
  • 11. القران الكريم: سورة النور (24)، الآية: 23، الصفحة: 352.
  • 12. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 10، الصفحة: 78.
  • 13. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 16، الصفحة: 178.
  • 14. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 275، الصفحة: 47.
  • 15. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 102، الصفحة: 16.
  • 16. القران الكريم: سورة الفرقان (25)، الآية: 68 و 69، الصفحة: 366.
  • 17. اليمين الغموس هي الكاذبة التي تغمس صاحبها في النار.
  • 18. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 77، الصفحة: 59.
  • 19. الغلول ذو الحقد و الغش.
  • 20. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 161، الصفحة: 71.
  • 21. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 35، الصفحة: 192.
  • 22. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 283، الصفحة: 49.
  • 23. القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 25، الصفحة: 252.
  • 24. الكافي: 2 / 285 .
  • 25. مثل له: بثمن الخمر، و المسكر، و أجر الزانية، و ثمن الكلب الذي لا يصطاد و الرشوة على الحكم و لو بالحق، و أجر الكاهن، و ما أصيب من أعمال الولاة الظلمة، و ثمن الجارية المغنية، و ثمن الشطرنج، و ثمن الميتة.
  • 26. الغناء في تعريف الفقهاء هو الكلام اللهوي ـ من حيث المحتوى و من حيث كيفية الأداء ـ شعراً كان او نثراً ، كالذي يؤتى به بالالحان المتعارفة عند اهل اللهو و اللعب ، و أما قراءة الشعر و النثر النزيه بغير الكيفية المذكورة فلا مانع منه .
  • 27. لا يختلف معنى الغيبة في المصطلح الشرعي كثيراً عن المعنى اللغوي، فمعنى الغيبة شرعاً هو ذِكرُ المؤمن حال غيابه بما فيه و مما يكرهه من الأوصاف الموجودة في خِلقَته أو خُلُقِه، أو ذِكرُ ما يتعلق به من القوم و العشيرة و اللون و اللباس و المهنة و غيرها من الأمور لدى غيره من الناس، مما يُعَّدُ تنقيصاً له و لشأنه و مكانته، و تتحقق الغِيبَة بذِكْرِهِ بالكلام، و الكتابة، و الإشارة، و غيرها، كنشر صوته، أو صورته، أو وثائقه الخاصة به.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى