التعليمالقرآن الكريمالقرآن الكريممقالات

الرؤية القرآنية في التعامل مع الآخر….

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين

إن القرآن سنن وبصائر وهدى ورؤى ورحمة للكون والإنسان، فما من شيء يرتبط بالكون أو الإنسان إلا وجاء القرآن بسنة أو بصيرة تؤسس الكيفية المثلى للتعاطي السليم والتعامل الحسن معه، ومن أهم الأشياء التي أشبعها القرآن بحثاً وتفصيلاً، هي التعامل مع الآخر الذي يكفر بآيات الله جملة وتفصيلاً، لكي تنجلي الرؤية واضحة ولا يكون لأحد مقال .

الصبغة العامة (الأصل والقاعدة):

في البدء يبين القرآن الصبغة العامة ولنظرية التعامل مع الآخر بتأسيس الأصل وتثبيت القاعدة الأساس ببيان أن الرحمة هي الصبغة العامة والهدف الأولي والأخير من التعامل مع الآخر فالرحمة هي الأصل والقاعدة والصبغة العامة لنظرية التعامل والقرآن يؤكد على هذه الصبغة من خلال:

1- جعل الرحمة هي الهدف الأسمى من خلق الإنسان وجوده في الدنيا والآخرة يقول سبحانه ﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ … ﴾ 1 .

2- بيان أن التعامل الإلهي مع خلقه تعامل رأفة ورحمة للناس، فالغنى رحمة للناس والفقر كذلك، والحياة رحمة للناس والموت كذلك، وهكذا في كل شيء:

– ﴿ … إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ 2.

– ﴿ … سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ … ﴾ 3 .

– ﴿ … رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا … ﴾ 4 .

فالرحمة الإلهية عامة شاملة لكل الناس لا تخص أناس دون سواهم: ﴿ … وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ … ﴾ 5 .

3- إنزال الكتب السماوية لبيان السنن والنظم التي تصلح البشرية بدل التيه والتخبط والفوضى، فالتشريعات السماوية شرعت رحمة للناس: ﴿ … بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ 6 .

4- بعث الأنبياء (عليهم السلام) وإرسال الرسل ساسة وقادة للناس جميعاً: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ 7 ليقيموا القسط ويحكموا بالعدل ويقتلعوا الجور ويخرجوا العباد من عيادة العباد إلى عبادة الواحد القهار.

وخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث لكافة الناس ليبشرهم بالحياة الحقيقية والسعادة الخالصة في الجنة ورضوان الله رحمة منه، ولينذرهم بالنار لمن انحرف عن الصراط المستقيم رحمة منه أيضاً، كل ذلك رحمة للناس ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ 8 .

5- عموم العطاء الإلهي وشموله لكل الناس بل حتى إلى أعتى العصاة: ﴿ كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ 9 .

إن الله هو معطي الحياة وكل ما تطلبه الحياة من قوة وقدرة صغيرة وكبيرة فهو واهب الفكر للجميع وهو الذي يمد الجميع بالقدرة في هذه الحياة .

6- بيان أن العقوبة وحتى اجتثاث المتجبرين إنما هو رحمة للناس:

– ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ 10 .

– ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ 11 .

آلية التعامل:

إن شرعية الآلية تستمد من الصبغة العامة للتعامل، ومنها أيضاً تستوحي صبغتها وأركانها: ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ 12 .

إن الآلية القرآنية للتعامل مع الآخر مصطبغة بالرحمة الإلهية فهي تجمع وتميز بين العقل والعاطفة، وبين الترغيب والترهيب، بين الإقبال والإعراض بين التوافق والاختلاف، ولذلك بين القرآن الأساليب الرحيمية والرحمانية للتعامل مع الآخر وجعلها أساس للعقيدة لا تنفصل عنها ومن تلك الأساليب:

1- الحوار والجدال الأحسن:

وهو لغة التخاطب والتعامل لأن القرآن يعتمد على قوة الفكر لا فكر القوة، يعتمد على الفكر الذي يحمل دليله وبرهانه معه لأنه يوافق العقل وينسجم مع الفطرة ويلبي كل حاجيات وتطلعات الإنسان الخيرة:

– ﴿ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي … ﴾ 13 .

– ﴿ … قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ … ﴾ 14 ولذا نجد القرآن عبارة عن حوار وجدال بين الأنبياء وأقوامهم الذين خالفوا الحق وغرقوا في الباطل.

إن القرآن أعتمد الجدال الحسن، لغة أساسية للدعوة والتعامل مع كل الأطراف:

– ﴿ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ … ﴾ 15 .

– ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ … ﴾ 16 .

2- التركيز على نقاط الالتقاء وجعلها محور العلاقة:

– ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ … ﴾ 17 .

– ﴿ … وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ 16 .

إن الأمور المشتركة بين البشرية لا يمكن حصرها ولا عدها، وهي أمور قادة على ردم الهوة وجمع شمل البشرية لو ألتفت إليها وجعلت محور العلاقة بين الناس، على العكس من ذلك أمور الاختلاف التي تباعد بين البشرية وتفسد ود القلوب.

3- مراعاة المشاعر الإنسانية بعدم استفزاز الآخر:

﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ 18 .

فالمدارة والاستعطاف للآخر يكون مدعاة له للبحث عن الحقيقة والتنازل وهجر الضلال: ﴿ … وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ 19 ، حيث لم يكاشف الآخر بالضلال حتى لا يعاند ويصر على غيه .

4- إطفاء نائرة الفتن، وتجفيف مستنقعات التوتر وذلك عبر الإعراض عن الجاهلين والمشركين والغض عن تصرفاتهم، باقتلاع الخوف وإظهار الأمن والسلام لهم:

– ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ 20 .

– ﴿ … وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ 21 .

– ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ 22 .

– ﴿ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ 23 .

5- الروح الايجابية والتعامل الإيجابي والمبادة الايجابية، والنظرة الإيجابية كل ذلك كفيل بنقل الآخر من جهة الضلال والعداوة إلى جهة الحق والولاية الحميمة ذلك لأن الإحسان يؤسر القلوب الطبيعية:

– ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ … ﴾ 24 .

– ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ 25 .

– ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ 26 .

– ﴿ أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ 27 .

6- اعتماد مبدأ الحرية والاختيار، فلا إكراه ولا قسراً ولا إرهاب:

– ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ … ﴾ 28 .

– ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ … ﴾ 29 .

7- الدعوة إلى السلم الشامل:

– ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ 30 .

– ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ 31 .

ولكن الدعوة إلى السلم لا تنطلق من الجبن والخوف: ﴿ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ 32 .

8- تعدد النظرة إلى الآخر، التي توجب تعدد أساليب وأنواع التعامل، فالآخر فئات وأفراد مختلفة فمنهم الأقرب إلى روح الشريعة والقيم الإنسانية ومنهم الأبعد والأشد عداوة للإسلام والإنسانية وما بين ذا وذاك أفراد وجماعات كثيرة، فالآخر ليسوا سواء في المواقف، وليسوا سواء في الأفكار وليسوا سواء في الصفات، فكل له خصاله ومواقفه وأفكاره:

– ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ 33 .

– ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ 34 .

– ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ 35 .

إن كل جماعة من الآخر هي التي تفرض أسلوب التعامل ونوعية الموقف الذي يجب أن يتخذ في قبالها: ﴿ … فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴾ 36 . . . ﴿ … فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ﴾ 37 .

9- الحرب الشاملة على الآخر الذي ينقض العهود والمواثيق، ويمارس العدوان أو التآمر على الأمة الإسلامية، أو يعلن الحرب والقتال عليها، إن هذه الفئة من الآخر لم تحكم العقل ولم تستجيب لنداء الفطرة، ولم تلتزم بالأخلاق الإنسانية، ولم تستفد من الدعوة إلى السلم بل أبت إلا سوء السريرة والنزوع إلى الشر وإعلان القتال ومواصلة العدوان:

– ﴿ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ 38 .

– ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ 39 .

– ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ 40 .

– ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ … ﴾ 41 .

– ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ * فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ 42 .

– ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ 43 .

10- العدالة الشاملة مع الآخر بجميع أطيافه بدء من الأقرب لروح الشريعة والأمة الإسلامية ومروراً ببقية الفئات وختاماً بالناس عداوة وبغضاً للذين آمنوا، ذلك لأن العدالة هي القيمة الأسمى لقيم السماء، وما من قيمة إلا والعدالة صبغتها بل هدفها المنشود، ولذلك حتى الحرب الشاملة تقام من أجل اقتلاع الظلم والجور وبسط القسط والعدل:

– ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ 44 .

– ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ 45 .

– ﴿ … فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ 46 .

11- المرونة وتغيير الأساليب الممكنة إذا دعت المصلحة الشرعية ذلك ومساحة التحول والتغيير واسعة رحبة تبدأ من أقصى اليمن إلى أقصى اليسار وكذلك العكس:

– ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ 47 .

– ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ … ﴾ 41 .

– ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ 48 .

12- البر بالآخر الذي لم يقاتل المؤمنين، إن فعل الخيرات وممارسة البر لا يقتصر فعله على نفعه المؤمنين بل لابد أن نبر كل إنسان يسالم يحافظ على روح الإنسانية بالتزام السلام:

– ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ 49 50.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى