مقالات

الآذان…

نص الشبهة: 

السلام عليكم ورحمة الله . . هل من أدلة على صحة ذكر « أشهد أن علياً ولي الله » في الأذان ؟

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
أما بالنسبة لمسألة الشهادة الثالثة في الأذان ، فإنها ليست من أجزائه الأساسية وإنما هي مما يستحب ذكره فيه ، فلو أسقطها المؤذن لم يبطل أذانه . .
ومن الواضح : أن الشيعة أناس عقلاء ، يحبون النجاة من عقاب الله والحصول على ثوابه ودخول جنته . . فلا يمكن أن نتصورهم يخالفون ما يثبته الدليل والبرهان ـ وهم الذين يعلنون ـ على مدى العصور والدهور أنهم أبناء الدليل وأنهم ملتزمون بكل ما يثبته لهم . .
بالإضافة إلى أن فيهم العلماء والفقهاء الكبار ، والمجتهدون في كل زمان . . حتى أن أعظم مراجعهم يلقي دروسه في المساجد العامة في الحوزات العلمية ويستطيع كل أحد أن يحضرها ، وأن يناقشه في أدلته مشافهة . وأن يعترض ويرد ، وسيجد أنه يجيبه بكل رحابة صدر ، وبجدية بالارتكاز إلى الضوابط والمعايير العلمية والموضوعية . .
على أن هناك روايات عند الشيعة قد أمرت بالشهادة لعلي عليه السلام بالولاية بعد الشهادة للنبي صلى الله عليه وآله بالرسالة ، كما أن هناك أحاديث أشار إليها الشيخ الصدوق ، والشيخ الطوسي ، والعلامة ، وصرحوا بأن هذه الشهادة ليست من كمال فصوله ، فإذا قيلت في الأذان ، فإن الثواب عليها ليس هو نفس الثواب على ما هو من فصوله . . تماماً كما هو الحال بالنسبة لبعض المستحبات في الصلاة الواجبة ، فإنها ليست جزءاً منها ، والثواب عليها ليس كالثواب على أجزاء الصلاة . .
على أن من الواضح : أن الأمويين الذين لعنوا علياً على منابر الإسلام ألف شهر ، وقد فعلوا الأفاعيل بأتباعه ومحبيه ، قتلاً ، وسجناً وتشريداً ، وعسفاً وما إلى ذلك ، ثم العباسيون من بعدهم الذين زادوا على أسلافهم في ذلك ، حتى لقد قال الشاعر في تلك الحقبة :
ومتى تولى آل أحمد مسلم *** قتلوه أو وصموه بالإلحاد
وقال آخر :
يا ليت جور بني مروان دام لنا *** وليت عدل بني العباس في النار
وقال شاعر آخر عن أفاعيل بني العباس بذرية علي بن أبي طالب عليه السلام :
تـالله مـا فعلت أمية فيهم *** معشار ما فعلت بنو العبـاس
فهل يمكن أن نتصور كيف يتمكن أهل البيت عليهم السلام ، وشيعتهم من الإعلان بالشهادة لعلي بالولاية في الأذان ؟! وماذا سيكون مصير من فعل ذلك منهم ؟!
إن النبي صلى الله عليه وآله لم يعترض على الصحابة حينما زادوا في أذانهم بعد قتل الأسود العنسي : « أشهد أن محمداً رسول الله ، وأن عبلهة كذاب » .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 1 . .

  • 1. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الثامنة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (466) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى