مقالات

“إلٰهي قرعتُ بابَ رحمتِكَ بيد رجائي”

بسم الله الرحمن الرحيم

نقرأ في دُعاء الصَّباح:
.
نستلهم من هذه العبارة الشريفة عدَّةَ فوائدَ:
١. قرع الباب عنوانُ تحرُّك العبد.. لا بدَّ من التحرُّك. ومن ألحَّ في قرع الباب أوشك أن يُفتح له.
٢. الرحمة بابٌ نطرقه ونقرعه.. وبهذا التحرُّك نكون طالبين لرحمة الله تعالى.
٣. من المُهمِّ أن نتعلَّم كيفيَّة قرع الباب.. لأنَّ الباب ليس حسِّيًّا، ولا اليد هي اليد الحسِّيَّة.. إذاً كيف يكون قرع باب رحمة الله؟
٤. اليد التي نقرع بها هي الرَّجاء الذي يحمله المؤمن في قلبه.. وبقدر رسوخ الإيمان وصدقه، يكون الرَّجاءُ راسخاً وصادقاً.
٥. كلُّ سلوكٍ يُجسِّد الرجاءَ عمليًّا، سيكون هو القرع العملي.. وكلُّ موقف يتنافى وهذا الرجاء، سيكون عمليَّةَ نُكوص وكفٍّ عن عمليَّة القرع لباب الرحمة.
٦. طرف النقيض للرَّجاء هو اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.
٧. إنَّ الإنسان إذا قرع باب رحمة الله بيد رجائه وفُتح له الباب، وذاق حلاوة الاتصال برحمة الله ومحبَّته، تغمره البهجةُ ويحصل على العزَّة والكرامة، ويستغني عن بذل ماء الوجه على أبواب المخلوقات الفقيرة الضعيفة.
٨. وإذا حُرم الإنسان من باب رحمة الله، فلا بدَّ له من تأمين احتياجه بقرع أبواب أخرى يذوق على أعتابها مرارة الذُّل، ويتجرَّع من أصحابها كؤوسها الحرمان، ويعيش بذلك معاناة روحية وعذاباً نفسيًّا.

اللهم اجعلنا من أهل الرجاء الراسخ الصادق، ولا تجعلنا من أهل الآمال الكاذبة، ولا تخذلنا فنكون من أهل الإياس والقنوط.. يا من لا يخيب من دعاه، ولا يقطع رجاء من رجاه، بحقِّ المخصوصين بتمامية التطهير وعلوِّ الشرف والجاه، محمَّدٍ وآله خاصَّة أولياء الله.
وصلِّ اللّٰهمَّ على محمَّد وآله الطيِّبين الطاهرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى