منوعات

مفهوم الترادف وقيمته الدلالية

ظاهرةُ التَّرادُف قضيةٌ محوريةٌ في الدراساتِ اللسانيةِ، قديمها وحديثها، وهي قضيةٌ متداخلةٌ في العلومِ والاختصاصاتِ الأخرى ويترتبُ عليها أثارٌ وضعيةٌ، مع وجودِ الاختلافِ حول التَّرادُف نفسهِ، وحول مدى فاعليته أو أوجه الاستفادة منه
ومع كثرة ما كُتِبَ حول قضية التَّرادُف اللغوي وأثرها في إصلاح لغتنا الحاضرة، وإثراء رصيدها، مازال الباب مفتوحاً أمام دراسات نقديّة جادّة متطوّرة على النحو المطلوب، تبرز هذه الأهمية، وتجلي هذا الأثر، وتعالج الإشكاليات التي أُثيرت حولها؛ والأسباب التي منعت أو مازالت تمنع من الاحتفاء بها والتوجّه إلى استغلالها والاستفادة منها.
  استناداً إلى ما سبق نشأت الرغبة لديّ في البحث عن هذه الظَّاهرة اللغويَّة في {القرآن الكريم} و{نهج البلاغة}، آملاً التوصل إلى مقاربات علميّة، أسّست لهذه الظَّاهرة التي مازالت تشغل الباحثين في قضايا اللسان العربي.
وقد شقّ البحثُ طريقهُ عبر ثلاثة فصول، سُبقتْ بمقدمةٍ وأُلحقتْ بخاتمةٍ.
الفصل الأوَّل: تناولَ تحديدَ مفهوم التَّرادُف وأقسامه في ثلاث نقاط رئيسة، اختصّتْ الأولى بتعريفِ التَّرادُف لغةً واصطلاحاً، 
والثَّاني التعريف المضيّق {المحدّد} لمفهومِ التَّرادُف.
 وتطرّقنا في النقطة الثالثة إلى أقسام التَّرادُف وخلصنا إلى تقسيم التَّرادُف – بعد ذكر أقسام عدة للتَّرادف على أسس مختلفة- إلى قسمين رئيسين. 
وذُيّلَ الفصل بخلاصةٍ تختزل الآراء حول التَّرادُف وأقسامه.
الفصل الثَّاني: نُوقِشتْ فيه نشأةَ التَّرادُف والمواقفَ منهُ في نقطتين؛ اختصّتْ الأولى بنشوءِ التَّرادُف ومصادرهُ، أما النقطة الثَّانية فقد وضحنا فيها مواقف اللغويين من التَّرادُف، وصنفناهم إلى قسمين {المنكرين والمؤيِّدين} وجعلنا لكلّ قسمٍ تصنيفاً خاصّاً بحسب أسباب إنكار اللغويين أو إثباتهم، والرأي الجامع لهم.
الفصل الثَّالث: اختصّ بالتطبيق على مجموعة من المفرداتِ التي يظنّ فيها التَّرادُف في السياقِ القرآنيّ وسياقِ نهج البلاغة.
 أما المَنهَج المتّبع في البحث فهو:
المَنهَج الوصفيّ حيث تنوعت المناهج في الدراسات التطبيقية والتنظيرية، ولعل المَنهَج الوصفي يَتَلاءمُ مع طبيعة البحث، إذ يعالج فيه تفسير ظاهرة التَّرادُف وبيان أسبابها وحدوثها.

المصدر: http://inahj.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى