روايات أهل البيت(ع)

لَا كَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُؤْمِنِينَ ضَرْبَكَ…

رُوِيَ عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: “أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بَعَثَ إِلَى رَجُلٍ بِخَمْسَةِ أَوْسَاقٍ 1 مِنْ تَمْرِ الْبُغَيْبِغَةِ 2 وَ كَانَ الرَّجُلُ مِمَّنْ يَرْجُو نَوَافِلَهُ وَ يُؤَمِّلُ نَائِلَهُ وَ رِفْدَهُ‏ 3 وَ كَانَ لَا يَسْأَلُ عَلِيّاً عليه السلام وَ لَا غَيْرَهُ‏ شَيْئاً.
فَقَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: وَ اللَّهِ مَا سَأَلَكَ فُلَانٌ، وَ لَقَدْ كَانَ يُجْزِئُهُ مِنَ الْخَمْسَةِ الْأَوْسَاقِ وَسْقٌ وَاحِدٌ!
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: “لَا كَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُؤْمِنِينَ ضَرْبَكَ 4، أُعْطِي أَنَا وَ تَبْخَلُ أَنْتَ! لِلَّهِ أَنْتَ‏ 5، إِذَا أَنَا لَمْ أُعْطِ الَّذِي يَرْجُونِي إِلَّا مِنْ بَعْدِ الْمَسْأَلَةِ ثُمَّ أُعْطِيهِ بَعْدَ الْمَسْأَلَةِ فَلَمْ أُعْطِهِ ثَمَنَ مَا أَخَذْتُ مِنْهُ، وَ ذَلِكَ لِأَنِّي عَرَّضْتُهُ أَنْ يَبْذُلَ لِي وَجْهَهُ الَّذِي يُعَفِّرُهُ فِي التُّرَابِ لِرَبِّي وَ رَبِّهِ عِنْدَ تَعَبُّدِهِ لَهُ وَ طَلَبِ حَوَائِجِهِ إِلَيْهِ، فَمَنْ فَعَلَ هَذَا بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَ قَدْ عَرَفَ أَنَّهُ مَوْضِعٌ لِصِلَتِهِ وَ مَعْرُوفِهِ، فَلَمْ يُصَدِّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي دُعَائِهِ لَهُ حَيْثُ يَتَمَنَّى لَهُ الْجَنَّةَ بِلِسَانِهِ وَ يَبْخَلُ عَلَيْهِ بِالْحُطَامِ مِنْ مَالِهِ، وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ قَدْ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ، فَإِذَا دَعَا لَهُمْ بِالْمَغْفِرَةِ فَقَدْ طَلَبَ لَهُمُ الْجَنَّةَ، فَمَا أَنْصَفَ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِالْقَوْلِ وَ لَمْ يُحَقِّقْهُ بِالْفِعْلِ” 6.

  • 1. أوساق: مفرده وسق، و هو ستون صاعا، و أما الصاع فهو ما يساوي ثلاثة كيلو غرامات، فيكون المجموع 900 كيلو غراماً.
  • 2. البغيبغة: بباءين موحدتين و غينين معجمتين و في الوسط ياء مثناة و في الآخر هاء، تصغير البغبغ ضيعة او عين بالمدينة غريزة كثيرة النخل لال الرسول صلّى اللّه عليه و آله ( مجمع البحرين).
  • 3. النوافل: العطايا و قوله:« يرجو نوافله» أي نوافل أمير المؤمنين عليه السلام.
  • 4. ضربك: أي مثلك.
  • 5. قوله: « للّه أنت» أي كن للّه و أنصفني في القول.
  • 6. الكافي: 4 / 22، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى