مقالات

ثواب الأعمال في كلام أمير المؤمنين (عليه السَّلَام)

الباحث: سلام مكي خضير الطائي.

الحمدُ لله ربّ العالمين، والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الخلق والمرسلين، أبي القاسم مُحَمَّد بن عبد الله وآله الغرّ الميامين، الطَّيِّبين الطَّاهرين، واللّعن الدَّائم على أعدائِهم إلى قيامِ يوم الدِّين…
أمَّا بعد…
فإن الله تعالى كريم وواسع المغفرة، ولا يحد كرمه وجوده ومغفرته حدّ، وسبحانه لا يبخس حق العبد إن قام بعملٍ ما، وإنَّه (عزَّ وجلّ) يُثيبه على ذلك.
وموضوع ثواب الأعمال أخذ حيّزًا من حكم أمير المُؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، وهناك العديد من الأعمال التي ذُكرت ضمن حكمه (عليه السَّلَام)، يُثاب عليها العبد إن قام بها، فمن الأعمال التي يحصل العبد على ثواب الله تعالى بسببها، هو العمل على توفير مستلزمات العيش لأفراد عائلة هذا العبد، من المأكل والملبس والسَّكن والتَّعليم والتَّربية الصَّحيحة على تعاليم الدِّين الإسلامي، فهذا ثوابه عند الله تعالى عظيم في يوم الورود، فيثيبه الله تعالى ولا يضيع أجره، ويجزيه من الأجر على قدرِ ما عمِل من عملٍ فيما يرضي الله تعالى، فتأكيدًا لكلامنا هذا ما روي عن إمام المُتَّقين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، إذ إنَّه قال: (ثواب العمل على قدرِ المشَّقَّة فيه)[1].
وإنَّ الثَّواب الذي يناله العبد من الله تعالى مقابل العمل الذي قام به، أفضل من عمله، كما روي عن الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، إذ إنَّه قال: (ثواب عملك أفضل من عملك)[2]، وذلك لأنَّ الله (تعالى ذكره) يضاعف الثَّواب والأجر لعبده مقابل عمله الصَّالح، فيزيد في ثوابه زيادة لا حدّ لها بحسب إخلاص العبد وصفاء نيَّته في عمله، والله واسع الفضل لا ينحصر فضله، ولا يحد عطاؤه وكرمه، وهو تعالى أعلم بالذي يستحق هذه المضاعفة في الأجر والثَّواب وبالذي لا يستحق ذلك[3].
ونكتفي بهذا القدر من الحديث عن موضوع (ثواب الأعمال)، نسأل الله تعالى حُسن الخاتمة، وأن الحمدُ لله ربّ العالمين والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الخلق والمرسلين، النَّبي مُحَمَّد وآله الغرّ الميامين، والطَّيِّبين الطَّاهرين، واللّعن الدَّائم على أعدائِهم من الأوَّلين والآخرين، ما بقيت وبقي اللَّيل والنَّهار، إلى قيامِ يوم الدِّين…
الهوامش:
[1] غُرر الحكم ودُرر الكَلِم، عبد الواحد التّميمي الآمدي: 183.
[2] عُيون الحكم والمواعظ، عَلِيّ بن مُحَمَّد الليثي الواسطي: 218.
[3] ينظر: أيسر التَّفاسير، أسعد حومد: 1/268.

المصدر: http://inahj.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى