منوعات

تحية الإسلام

محمد حمزة الخفاجي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد:

نرى في هذا العالم إن لكل فئة من الناس طريقة خاصة بالتحية وردها، أما تحية الإسلام قد خصها الله باللفظة المعروفة المتداولة بين المسلمين وهي (السلام عليكم – وردها – وعليكم السلام) ويعني بها السلامة من جميع الآفات والعلل، والتي بينها رسول الله (صلى الله عليه واله) في بعض الأخبار. قال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً}[1].

وروي عن سلمان، جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال: (السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك ورحمة الله، ثم أتى آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال: وعليك ورحمة الله وبركاته، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له: وعليك، فقال له الرجل: يا نبي الله – بأبي أنت وأمي – أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟ ! فقال: إنك لم تدع لنا شيئا، قال الله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}[2]،  فرددناها عليك)[3].

وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : (إِذَا حُيِّيتَ بِتَحِيَّةٍ فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا، وإِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبِي عَلَيْهَا، والْفَضْلُ مَعَ ذَلِكَ لِلْبَادِئِ)[4].

وفي فضل السلام روي عن الإمام علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (… إذا دخل أحدكم بيته فليسلم، فإنه ينزله البركة، وتؤنسه الملائكة)[5].

فمن آثار السلام انه يجلب البركة وتكون الملائكة انيسة له وقد جعل سبحانه ختام كل صلاة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والسلام تحية أهل الجنان، قال تعالى : {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}[6]، فهذه تَحِيَّةُ الله التي جعلها لعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة إذا تَلاقَوْا، قال تعالى:{تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ يَلْقَوْنَه سَلامٌ}[7].   

وقوله: (فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا) هو خطاب واضح وصريح لجميع المكلفين بأن يردوا السلام بالأحسن أو على الأقل بالمثل, لأن رد السلام واجب قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (السلام تطوع والرد فريضة)[8].

 وهو من الفرائض العينية اذا خُصَّ بشخص، وأما إذا كانوا جماعة فسلم عليهم شخص فيكفي أن ينوب عنهم شخص واحد، والله سبحانه وتعالى يحب إفشاء السلام ويحب البادئ فيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (البادي بالسلام أولى بالله وبرسوله)[9].

ومن آداب السلام أن يسلم الصغير على الكبير والمار على الجالس والقليل على الكثير والراكب على الماشي ومن التواضع أن يبدأ الإنسان بالسلام قبل الكلام، قال رسول الله صلى عليه واله: (من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)[10].

روي إن الإمام الحسين (عليه السلام) قال له رجل ابتداءً: كيف أنت عافاك الله ؟ فقال (عليه السلام) له: (السَّلامُ قَبْلَ الْكَلامِ عافاكَ اللهُ ؟ ثمّ قال (عليه السلام) لا تَأْذَنُوا لأِحَد حَتّى يُسَلِّمَ)[11].

والخلاصة:

ان السلام يقرب الناس بعضهم الى بعض ويجعل بينهم مودة وألفة ويبعد العداوة والبغضاء فيما بينهم، كذلك يجلب البركة فأثاره عجيبة لذا أكد الشرع المقدس على رد السلام وافشائه بين الناس.

وفي الختام نسأل الله أن يعم السلام في بلدنا وفي جميع البلدان المحبة للسلام.

الهوامش:

[1] – النور : 61 .

[2] – النساء:86 .

[3] – جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج5، ص 259، وميزان الحكمة، ج2، ص1350 .

[4] – نهج البلاغة، الحكمة: 62، تحقيق صبحي الصالح.

[5] – علل الشرائع- الشيخ الصدوق، ج2، ص583،ح23 .

[6] – ابراهيم : 23 .

[7] – الأحزاب : 44 .

[8] – الكافي، ج2، ص644، ح1 .

[9] – المصدر نفسه، ص645، ح8 .

[10] – المصدر نفسه، ح2 .

[11] – مستدرك سفينة البحار ، الشيخ علي النمازي الشاهرودي، ج5، ص118 .

المصدر: http://inahj.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى