إسئلنا

الفكر…

الكلام الإلهي يتضمن أمرين مهمين، أصول الفكر والمعرفة، وأسس الحياة الاجتماعية، والأول مهمته إدارة وتنظيم حركة العقل والتفكير، وأما الثاني فيهتم بإدارة وتنظيم حركة المجتمع.

فالقرآن الكريم أسس لأمّهات القيم والأفكار بأساليب متعددة، نظرية كالآيات المختصرة، وعملية كالتجارب والمقاطع القصصية الموجّهة، وذلك لتكون سائر الأفكار التفصيلية متولّدة عنها.

كما أنه أسس بالأساليب النظرية والعملية لأسس الحياة الاجتماعية، في شقّها الاجتماعي الخاص = (أخلاقيات المجتمع الواحد)، والعام = (الإدارة السياسية)، لكن لا على مستوى التفاصيل بالذات في الشق الثاني، وأما في الشق الأول فقد اهتم القرآن بأدق التفاصيل، كما هو ملاحظ في وصايا لقمان الحكيم لابنه، وذلك لرسم صورة خاصة للمجتمع المؤمن.

والاحتكاك المتزايد مع الواقع الفكري والاجتماعي الخارجي بما يحمل من صور وقوانين، قد يفقد الإنسان القدرة على صياغة نموذج يتّفق وما رسمه القرآن من أسس فكرية واجتماعية. لذلك ينبغي الاقتراب من القرآن الكريم، والتعمق في آياته لاستخراج ما فيه من أصولٍ لفكرنا وأسسٍ لاجتماعنا1.

  • 1. منشور في صحيفة الدار الكويتية – الشيخ فيصل العوامي.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى