نور العترة

الآيات الدالة على الرجعة المطلقة …

الآية الأولى: قوله تعالى: (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(1)
عن تفسير القمّي عن محمد بن مسلم عنهما قالا: كلّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالات على الرجعة لأنّ أحداً من أهل الإسلام لا ينكر أنّ الناس كلّهم يرجعون إلى يوم القيامة من هلك ولم يهلك فقوله: لا يرجعون يعني في الرجعة فأمّا إلى يوم القيامة فيرجعون، و أمّا من محض الإيمان محضاً وغيرهم ممّن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضاً فيرجعون(2).
الآية الثانية: قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)(3) عن تفسير القمّي ومنتخب البصائر عن معاوية بن عمّار قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) قول الله: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) قال: هي والله للنصّاب قال: جعلت فداك قد رأيتهم ذهرهم الأطول في كفاية حتّى ماتوا قال: ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة(4).
الآية الثالثة: قوله تعالى: (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ الله أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ)(5) في الدمعة عن منتخب البصائر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) سُئل عن قول الله (ولئن قتلتم) الخ فقال: ياجابر أتدري ما سبيل الله؟ قلت: لا والله إلاّ إذا سمعت منك، فقال: القتل في سبيل الله علي وذريته، من قتل في ولايته قتل في سبيل الله وليس أحد يؤمن بهذه الآية إلاّ وله قتلة وميتة، إنّه من قتل فينشر حتّى يموت ومن مات ينشر حتّى يقتل(6). أقول: لعلّ المراد بالحشر(7) الرجعة.
الآية الرابعة: قوله تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(8) عن مشارق الأنوار: الغيب ثلاثة: يوم الرجعة ويوم القيامة ويوم القائم وهي أيّام آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)(9).
الآية الخامسة: قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(10) عن مجمع البيان: استدلّ قوم من أصحابنا بهذه الآية على جواز الرجعة وقول من قال إنّ الرجعة لا تجوز إلاّ في زمن النبيّ لتكون معجزاً له ودلالة على نبوّته باطل لأنّ عندنا، بل عند أكثر الاُمّة يجوز إظهار المعجزات على أيدي الأئمّة والأولياء، والأدلّة على ذلك مذكورة في كتب الاُصول. أقول: ويعلم من قوله: (لعلّكم تشكرون) أنّ الشكر إنّما يكون لكونها دار التكليف و إنّما يقع الشكر منهم لرجعتهم والتشفّي لمن ينتقم وهو ساقط عنهم يوم القيامة فيكون ذلك دليلاً على وقوعه في الرجعة فإنّها حق(11).
الآية السادسة: قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ)(12) في الدمعة عن تفسير كنز الدقائق عن زرارة: قلت للباقر (عليه السلام): فإنّ الله يقول: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) من قتل لم يذق الموت، قال: لابدّ من أن يرجع حتّى يذوق الموت(13).
وعن تفسير نور الثقلين عن أبي جعفر (عليه السلام): (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) أو منشورة نزل بها على محمّد ليس أحد من هذه الاُمّة إلاّ وينشر فأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة عين، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم(14).
الآية السابعة: قوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)(15) عن تفسير الكشّاف قيل: الضمير متعلق بعيسى بمعنى و إن منهم أحد إلاّ ليؤمننّ بعيسى قبل موت عيسى وهم أهل الكتاب الذين يكونون في زمان نزوله، روي أنّه ينزل من السماء في آخر الزمان فلا يبقى أحد من أهل الكتاب إلاّ ليؤمننّ به حتّى تكون الملّة واحدة فهي ملّة الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجّال وتقع الأمنة حتّى ترتع الأُسود مع الإبل والنسور مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات ويلبث في الأرض أربعين سنة ثمّ يتوفّى ويصلّي عليه المسلمون ويدفنونه(16).
وعن تفسير علي بن إبراهيم عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجّاج: يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت: أيها الأمير أيّة آية؟ فقال: قوله: (وَ إِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) والله انّي لآمر اليهودي والنصراني فيضرب(17) عنقه ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد، فقلت: أصلح الله الأمير ليس على ما تأوّلت قال: كيف هو؟ قلت: إنّ عيسى (عليه السلام) ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملّة، يهودي ولا غيره إلاّ آمن قبل موته ويصلّي خلف المهدي، ققال: ويحك أنّى لك هذا و من أين جئت؟ فقلت: حدّثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: جئت بها والله من عين صافية(18).
الآية الثامنة: قوله تعالى: (وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(19)
في الدمعة عن الطبرسي اختلفت في هذه من هم على أقوال أحدها أنّهم قوم من وراء الصين وبينهم وبين الصين وادٍ جارٍ من الرمل لم يغيِّروا ولم يبدلوا(20).
وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام)، إلى أن قال: وقيل: إنّ جبرئيل انطلق بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ليلة المعراج إليهم فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فآمنوا به وصدّقوه و أمرهم أن يقيموا مكانهم ويتركوا السبت و أمرهم بالصلاة والزكاة ولم تكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا، ثمّ قال (رحمه الله): وروى أصحابنا أنّهم يخرجون مع قائم آل محمّد(21).
وعن المفيد في الإرشاد عن مفضل بن عمر عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسلمان وأبودجانة الأنصاري والمقداد بن الأسود ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً(22). وعن تفسير البرهان عن مفضّل عنه (عليه السلام) قريب من هذا باختلاف يسير(23).
الآية التاسعة: قوله تعالى: (إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا)(24) الآية، عن الشيخ حسن بن سليمان في منتخب البصائر عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ: (إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الخ فقال: ذلك في الميثاق ثمّ قرأت (التائبون العابدون)(25) فقال أبوجعفر (عليه السلام): لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ: التائبين العابدين، إلى آخر الآية، ثمّ قال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة. ثمّ قال أبوجعفر (عليه السلام): ما من مؤمن إلاّ وله ميتة وقتلة، من مات بعث حتّى يقتل ومن قتل بعث حتّى يموت(26).
الآية العاشرة: قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ)(27) عن علي بن إبراهيم في هذه الآية قال: نزلت في الرجعة كذّبوا بها أي إنّها لا تكون، ثمّ قال: (وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ)(28)
الآية الحادية عشرة:: قوله تعالى: (وَ إِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ)(29) الآية في الدمعة عن تفسير علي بن إبراهيم (وامّا نرينك) يا محمّد بعض الذي نعدهم من الرجعة وقيام القائم أو نتوفينّك قبل ذلك فإلينا مرجعهم ثمّ الله شهيد على ما يفعلون(30).
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ)(31) الآية. عن علي بن إبراهيم، ثمّ قال: ولو انّ لكلّ نفس ظلمت آل محمّد حقّهم ما في الأرض جميعاً لافتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة(32).
الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ)(33) عن تفسير علي بن إبراهيم إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم فنردهم ونعذّبهم (ليقولن ما يحبسه) أي يقولون أما لا يقوم القائم ولا يخرج على حدّ الاستهزاء فقال الله تعالى: (أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ)(34) والاُمّة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر(35).
الآية الرابعة عشرة: قوله تعالى: (وذكّرهم بأيّام الله)(36) عن منتخب البصائر عن أبي عبدالله (عليه السلام): أيّام الله تعالى، يوم القيائم ويوم الكرّة ويوم القيامة وعن البرسي: أنّ يوم القائم يوم آل محمد ويوم الكرة يوم آل محمد ويوم القيامة يوم آل محمّد، لأنّهم الشهداء على الاُمم في دار الفناء والشفعاء لمسيئي شيعتهم في دار البقاء فمن لم يؤمن بيوم القيامة لم يؤمن بالله فأُولئك هم الكافرون(37).
الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ)(38) عن القمّي: من العذاب في الرجعة(39).
الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: (وَأَقْسَمُواْ بِالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ)(40) عن تفسير القمّي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما تقول الناس فيها؟
قال: يقولون نزلت في الكفّار، قال: إنّ الكفّار لا يحلفون بالله و إنّما نزلت في قوم من اُمّة محمّد، قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فيحلفون أنّهم لا يرجعون فردّ الله عليهم فقال ليبيّن للذين كفروا أنّهم كانوا كاذبين يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم(41). وفي روضة الكافي والبرهان قريب من هذا(42).
الآية السابعة عشرة: قوله تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ الله وَلكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)(43) عن القمي: أو يأتي أمر ربّك من العذاب والموت وخروج القائم(44).
الآية الثامنة عشرة: قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ)(45) عن منتخب البصائر عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا) فقال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلاّ سيرجع حتّى يموت ولا أحد من المؤمنين مات إلاّ سيرجع حتّى يقتل(46).
وفيه عن أبي بصير قال: قال لي أبوجعفر (عليه السلام): هل ينكر أهل العراق الرجعة؟
قلت: نعم، أما يقرأون (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا) الآية(47).
الآية التاسعة عشرة: قوله تعالى: (أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ)(48) عن تأويل الآيات قال: الموعود علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعده الله تعالى أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا أي وعده أن ينتقم من أعدائه في الرجعة ووعده الجنّة له ولأوليائه في الآخرة(49).
الآية العشرون: قوله تعالى: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ الله يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(50) عن تفسير البرهان عن الصادق (عليه السلام) في قول الله ويومئذٍ (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله) قال: في قبورهم بقيام القائم عجّل الله فرجه(51).
الآية الحادية و العشرون:: قوله تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)(52) عن روضة الكافي عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أشكو جفاء أهل واسط وحملهم عليّ وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني فوقّع (عليه السلام) بخطّه أنّ الله جلّ ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربّك فلو قد قام سيّد الخلق لقالوا: (يَاوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ). والمراد بسيّد الخلق القائم المهدي الحجّة ابن الحسن عجّل الله ظهوره آمين ثم آمين(53).
الآية الثانية و العشرون: قوله: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(54) وعن منتخب البصائر في خبر جابر كما مرّ في آية (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: ما في هذه الاُمّة أحد برّ ولا فاجر إلاّ سيُنشر، فأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة أعينهم، و أمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم، ألم تسمع انّ الله يقول: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ)(55) وعن القمي: العذاب الأدنى عذاب الرجعة بالسيف (لعلّهم يرجعون) يعني فإنّهم يرجعون في الرجعة حتّى يعذّبوا(56). وعن منتخب البصائر عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: العذاب الأدنى دابة الأرض(57).
الآية الثالثة و العشرون: قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا)(58) إلى آخر السورة، عن القمّي: الأرض الجرز الأرض الخراب وهو مثل ضربه الله في الرجعة والقائم، فلمّا أخبرهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح إن كنتم صادقين فقال الله قل لهم يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم يامحمد وانتظر انّهم منتظرون(59).
الآية الرابعة و العشرون: قوله تعالى حاكياً عن المشركين (رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ)(60) عن منتخب البصائر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت ويجري في القيامة، فبعداً للقوم الظالمين(61). عن البحار عن الرضا (عليه السلام) والله ما هذه الآية إلاّ في الكرّة(62).
الآية الخامسة و العشرون: قوله تعالى: (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ)(63) في منتخب البصائر عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يكسرون في الكرّة كما يكسر الذهب حتّى يرجع كلّ شيء إلى شبهه يعني إلى حقيقته(64).
الآية السادسة و العشرون: قوله تعالى: (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)(65) عن القمّي المطر ينزل من السماء فيخرج به أقوات العالم من الأرض و ما توعدون من أخبار الرجعة والقيامة والأخبار التي في السماء ثمّ أقسم عزّ وجلّ بنفسه فقال: (فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ)(66) يعني ما وعدتكم(67).
الآية السابعة و العشرون: قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)(68) الكافي عن أبي عبدالله (عليه السلام): هو العدل بعد الجور(69). في تأويل الآيات والإكمال باختلاف يسير عن أبي جعفر (عليه السلام): يعني بموتها كفر أهلها والكافر ميّت فيحييها الله بالقائم (عج) فيعدل فيها فتحيا الأرض ويحيا أهلها بعد موتهم(70).
الآية الثامنة والعشرون: قوله تعالى: (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)(71) عن تأويل الآيات عن أبي عبدالله (عليه السلام) قوله عزّوجلّ: (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) يعني مرّة في الكرّة و مرّة اُخرى يوم القيامة(72).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى