روايات أهل البيت(ع)

هل صحيح ان الانسان يصاب بالعين؟

يجد الباحث لدى الرجوع إلى النصوص الدينية الشريفة من القرآن و الحديث أنه لا شك في أن الإنسان معرَّض للإصابة بالعين من قِبل الحاسدين و لذلك ورد الامر بالاستعاذة بالله من شرور الحاسدين.

و الذي نستخلصه من هذه النصوص هو أن الاصابة بالعين حق فلا مجال لإنكاره ، لكن لا بُدَّ من العمل بوصايا المعصومين عليهم السلام لدفع أثاره السيئة بل الخطيرة .
رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه و آله في شدة تأثير العين على الإنسان و على الحيوانات أنهُ قال:‏” إِنَّ الْعَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ وَ الْجَمَلَ الْقِدْرَ” 1.
و رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه و آله أنهُ قال:‏” لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ حُمَةٍ 2 وَ الْعَيْنُ حَقٌّ” 3.
و رُوِيَ عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في اصابة الإنسان بآثار العين و أنها قد تكون من قِبَل الإنسان نفسه ، أَنَّهُ قَالَ: “الْعَيْنُ حَقٌّ، وَ لَيْسَ تَأْمَنُهَا مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ وَ لَا مِنْكَ عَلَى غَيْرِكَ، فَإِذَا خِفْتَ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ فَقُلْ‏: ما شاءَ اللَّهُ‏ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ‏ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ثَلَاثاً” 3.
و رُوِيَ عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: “إِذَا تَهَيَّأَ أَحَدُكُمْ تَهْيِئَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقْرَأْ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ 4 فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ شَيْ‏ءٌ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى” 5.
و رُوِيَ عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: “مَنْ أَعْجَبَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْ‏ءٌ فَلْيُبَارِكْ عَلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ” 5.

و عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الرِّضَا 6 عليه السلام بِخُرَاسَانَ عَلَى نَفَقَاتِهِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَتَّخِذَ لَهُ غَالِيَةً 7، فَلَمَّا اتَّخَذْتُهَا فَأُعْجِبَ بِهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ لِي يَا مُعَمَّرُ إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ، فَاكْتُبْ فِي رُقْعَةٍ الْحَمْدَ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ اجْعَلْهَا فِي غِلَافِ الْقَارُورَةِ 8” 5.

  • 1. مكارم الأخلاق : 386، لرضي الدين حسن بن فضل الطبرسي ، من علماء القرن السادس الهجري ، طبعة : إنتشارات شريف ، قم / إيران ، 1412 هجرية .
  • 2. الحُمَّةُ: الحُمَّى، اِرْتِفَاعُ حَرَارَةِ الجِسْمِ.
  • 3. a. b. مكارم الأخلاق: 386.
  • 4. المعوذتان هما السورتان الأخيريتان من القرآن الكريم حسب ترتيب المصحف الشريف ، فسورة الفلق هي برقم ( 113 ) و سورة  الناس هي برقم ( 114 ) ، و أما سبب تسميتهما بالمعوذتين فلإبتداءهما بـ ” قل أعوذ “، و لأن رسول الله صلى الله عليه و آله كان يعوذ الحسنين بهاتين السورتين لتحصينهما ضد الحاسدين و الشرور بصورة عامة.
  • 5. a. b. c. مكارم الأخلاق : 386.
  • 6. أي الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام) ثامن أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
  • 7. الغالية: ضرب من الطيب مركب من مسك و عنبر و كافور و دهن البان و عود ، ( مجمع البحرين : 1 / 319 و 5 / 106 ) .
  • 8. غِلَافُ‏ القَارُورَةِ: و هو الجِلْدُ الذِي يُلْبَسُ رَأْسَهَا كأَنَّهُ كالوعَاءِ لها. أنظر: تاج العروس من جواهر القاموس: ‏9 / 308 مادة (عفص‏) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى