مقالات

إضاءات…

بسم الله الرحمن الرحيم

حين تختلُّ علاقةُ الإنسان بربِّه، تتحوَّل حياتُه كلها ـ بنفس القدر ـ إلى رُكام من الخلل.. حتَّى على مستوى مشاعره وعواطفه.
من المهم ألَّا نؤطِّر علاقتنا مع الله في حدود طقوس عبادية معيَّنة؛ فإنَّ الصلاة ـ مثلاً ـ قد تكون فاقدة للروح ولا توجب قبول الإنسان عند ربِّه..
علينا أن نصلح علاقتنا مع الله في جميع الأمور والمجالات..
مثلاً: حين يكون الإنسان موالياً لأعداء الله، فإنَّ صلاته تكون بلا روح..
حين يكون معادياً لأولياء الله، تكون صلاته بلا روح..
حين يكون تاركاً لواجبات أخرى مهمة، تكون صلاته بلا روح..
حين يكون مؤذياً لجاره أو لأقربائه أو للمؤمنين، تكون صلاته بلا روح..
قُرب الإنسان من الله ليس بقدر اسوداد جبهته من السجود، بل بقدر بياض قلبه ونورانيته..
لقد كان الخوارج أصحاب جباه سود، ومع ذلك لم تزُل عنهم وصمةُ (كلاب النار) ؛ وكانوا قتلة مجرمين..
فكم من متعبِّد ـ في الظاهر ـ صاحب جبهة سوداء، وقلبه قاسٍ قد اسودَّ من أدران الذنوب وأوساخ الغفلة..
لا تؤذوا الآخرين، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً..
دعوا الغيبة والنميمة والاتِّهام، وقولوا خيراً، ونزِّهوا ألسنتكم عن كل ما لا يليق التلفُّظ به.
أحسنوا الظنَّ بالآخرين، وفكِّروا في تقديم الخدمة التي تجعل حياتكم ذات قيمة..
إذا تركنا كل ما لا يحبُّه الله، وحاولنا ـ بجدٍّ ـ أن نقوم بكل ما يحبُّه الله، فحينئذ ستكون صلاتنا ذات قيمة وذات معنى.. وسنلتذُّ بمناجاة المحبوب.
من المهم أن نحرص على مساعدة من حولنا ليعالجوا الخلل في علاقتهم بالله تعالى؛ فإنَّ المجتمع لن ينعم بالسعادة والاستقرار إلَّا حين تكون محبَّة الله طابعاً عامًّا يصبغ حياة الناس، فتسود بذلك القيم والأخلاق والانضباط في المجتمع.
الإصلاح يبدأ بإصلاح النفس، وفي المرحلة التالية يصبح الإنسان مؤثِّراً في إصلاح من حوله..
والإصلاح يحتاج إلى برمجة،
والبرناج لا ينفع إلا بمتابعة ومثابرة وجدِّيَّة..
فاسألوا الله التوفيق، وراقبوا أنفسكم..
والحمدُ لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى