مقالات

ما هو الدليل على وجوب التقليد؟

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: الشيخ زكريا بركات

إنَّ البيان التالي هو الذي يفي بالإجابة عن السؤال المطروح.

أوَّلاً: نحن نعلم يقيناً أنَّ هناك تكاليف موجَّهة إلينا من قبل الله تعالى، من خلال النصوص الشرعية الواصلة إلينا (القرآن والأحاديث) .

ثانياً: إنَّ استنباط الأحكام الشرعية من النصوص الشرعية يتوقَّف على العلم بمجموعة كبيرة من المسائل العلمية العميقة، مثلاً: التمييز بين الثقاة وغير الثقاة من الرُّواة، ومعرفة ضوابط العلاقة بين النصوص الشرعية كالعلاقة بين الحديث والقرآن وكيفية التوفيق بين النصوص المختلفة.. وغير ذلك المئات من المسائل المهمَّة والعويصة.

ثالثاً: إنَّ العلم بتلك المجموعة الكبيرة من المسائل العلمية العميقة يتطلَّب تفرُّغاً لطلب العلم، وبلوغاً لمرتبة عالية من العلم يُعبَّر عنها بـ “الاجتهاد”.

رابعاً: لا يمكن لمعظم الناس ـ لأسباب مختلفة ـ التفرُّغ لطلب العلم، كما لا يمكن للقليلين الذين تفرَّغوا أن يبلغوا مرتبة الاجتهاد، فالنتيجة: أنَّ المجتهدين قليل وغيرهم ليسوا مجتهدين.

خامساً: أمَّا الذين بلغوا مرتبة الاجتهاد فالتقليد ليس واجباً عليهم. وأمَّا الذين لم يبلغوا مرتبة الاجتهاد فكيف يمكنهم معرفة تكليفهم الشرعي في المسائل التي ليست في نطاق الضروريات الدينية؟

هل يجوز لهم أن يتجهالوا الأمر ولا يعتنوا؟ من الواضح أنَّ هذا خلاف مقتضى العبودية والتقوى..

فلا يبقى لهم من طريق إلاَّ أن يرجعوا إلى من بلغ مرتبة الاجتهاد ليعرفوا ما عليهم من واجبات وتكاليف وكيفية أدائها، ويتحقَّقوا بذلك من أنَّ ذمتهم قد فرغت.

وبهذا يتبيَّن لنا أنَّ التقليد واجب لأنه الطريق إلى إفراغ الذمَّة من عهدة التكاليف التي نعلم بتوجُّهها إلينا من المولى عز وجل.

والحمد لله رب العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى