مقالات

في مدرسة أصحاب الكهف

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: زكريا بركات
١٨ إبريل ٢٠١٧


(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً) الكهف: 16.

(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) الكهف: 10.

لا بُد من اعتزال ما يُعبد من دون الله، واعتزال من يعبد غير الله.. وهذه هي البراءة.. وهي بداية الطريق.. ونلاحظ أنه بُدئ بها في قوله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى…) .. فالكفر بالطاغوت هو قبل الإيمان بالله..

وحين يفارق الإنسان الطواغيت ومن يعبدونهم وينقادون لهم بالطاعة؛ يكون مطلوباً منه الالتجاء إلى كهف الله، ليتحصن فيه من شر الأشرار..

ونحن نقرأ في وصف محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : “الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين” [دعاء مروي عن الإمام السجاد عليه السلام] .

وروي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه وصف أهل البيت (عليهم السلام) بـ “الكهف الحصين للمؤمنين”.

وفي الدعاء المروي في تعقيبات صلاة الصبح وُصف ولاء أهل البيت (عليهم السلام) بأنه: “جُنَّة من كل مخوف”.

ومن هنا نفهم أننا بعد إنجاز مرحلة البراءة والمفارقة للطواغيت وأتباعهم، نكون بولاية أهل البيت عليهم السلام قد أوينا إلى الكهف..

وبالإيواء إلى الكهف الذي يختاره الله لنا، نكون مشمولين بوعد الله تعالى: (يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً) .

ومع ذلك فعلينا ألا ننسى المحافظة على حالة التوجه إلى الله بالطلب والدعاء، لكي نعيش الارتباط بوعد الله بالرحمة والنفع والرُّشد، فنستمد المدد الرباني من خلال الدعاء: (رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) .

وهكذا نفهم أن الرُّشد لا يكون بالدعاء وحده، بل لا بد من البراءة والولاية أولاً، وبعد تحقيق ذلك علينا أن نلهج بالذكر والدعاء لكي نكون أهلاً للرحمة والرُّشد.

فالإنسان المرحوم هو الذي يكون جاداً في مواقفه، وبذلك يكون لدعائه معنى ونتيجة ورجاء..

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

بسم الله الرحمن الرحيم

في مدرسة أصحاب الكهف

بقلم: زكريا بركات
١٨ إبريل ٢٠١٧


(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً) الكهف: 16.

(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) الكهف: 10.

لا بُد من اعتزال ما يُعبد من دون الله، واعتزال من يعبد غير الله.. وهذه هي البراءة.. وهي بداية الطريق.. ونلاحظ أنه بُدئ بها في قوله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى…) .. فالكفر بالطاغوت هو قبل الإيمان بالله..

وحين يفارق الإنسان الطواغيت ومن يعبدونهم وينقادون لهم بالطاعة؛ يكون مطلوباً منه الالتجاء إلى كهف الله، ليتحصن فيه من شر الأشرار..

ونحن نقرأ في وصف محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : “الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين” [دعاء مروي عن الإمام السجاد عليه السلام] .

وروي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه وصف أهل البيت (عليهم السلام) بـ “الكهف الحصين للمؤمنين”.

وفي الدعاء المروي في تعقيبات صلاة الصبح وُصف ولاء أهل البيت (عليهم السلام) بأنه: “جُنَّة من كل مخوف”.

ومن هنا نفهم أننا بعد إنجاز مرحلة البراءة والمفارقة للطواغيت وأتباعهم، نكون بولاية أهل البيت عليهم السلام قد أوينا إلى الكهف..

وبالإيواء إلى الكهف الذي يختاره الله لنا، نكون مشمولين بوعد الله تعالى: (يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً) .

ومع ذلك فعلينا ألا ننسى المحافظة على حالة التوجه إلى الله بالطلب والدعاء، لكي نعيش الارتباط بوعد الله بالرحمة والنفع والرُّشد، فنستمد المدد الرباني من خلال الدعاء: (رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) .

وهكذا نفهم أن الرُّشد لا يكون بالدعاء وحده، بل لا بد من البراءة والولاية أولاً، وبعد تحقيق ذلك علينا أن نلهج بالذكر والدعاء لكي نكون أهلاً للرحمة والرُّشد.

فالإنسان المرحوم هو الذي يكون جاداً في مواقفه، وبذلك يكون لدعائه معنى ونتيجة ورجاء..

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى