نور العترة

مهمة حذيفة اليمان في وقعة الاحزاب …

وقعة الاحزاب أو الخندق  1 هي من الأحداث المهمة و المصيرية في التاريخ الإسلامي.
قال حذيفة  2 : صلى بنا الرسول ثم التفت إلينا فقال: “من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم؟، ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة ” فما قام رجل من شدة الخوف و شدة الجوع و شدة البرد.
فلما لم يقم أحد، دعاني، فلم يكن لي بد من القيام.
فقال: “يا حذيفة اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، و لا تُحدثن شيئا حتى تأتينا “.
فذهبت فدخلت فيهم، و الريح و جنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرا و لا نارا و لا بناء.
فقال أبو سفيان: “لينظر امرؤ من جليسه”، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي، فقلت: من أنت؟
فقال: فلان بن فلان.
ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع و الخف و أخلفتنا بنو قريظة و بلغنا عنهم الذي نكره و لقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر و لا تقوم لنا نار و لا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل، ثم قام إلى جمله و هو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا و هو قائم. و لولا عهد رسول الله إلي أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني لقتلته بسهم 3.

  • 1. سُميت هذه الوقعة بالأحزاب لتحزب القبائل و اليهود و المشركين فيها على محاربة رسول الله صلى الله عليه و آله، و سُميت بالخندق لأن المسلمين تحسبوا مداهمة العدو فحفروا خندقاً في الواجهة الضعيفة فمنعوا الاحزاب من اقتحام مواقعهم فلذلك عُرفت بوقعة الخندق.
  • 2. حذيفة بن اليمان من المسلمين الأوائل، هاجر إلی المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه و آله ، آخی النبي بينه و بين عمار بن ياسر.
    شهد حذيفة احد و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه و آله و شهد فتح العراق و الشام، و شهد اليرموك عام 13 هـ ، و بلاد الجزيرة عام 17 هـ .
    و حذيفة هو أحد الأركان الأربعة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
    توفي حذيفة بن اليمان سنة ست و ثلاثين هجرية.بعد مقتل عثمان بفترة وجيزة.
  • 3. الثقات، لابن حبان: 1/ 273.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى