منوعات

ما قيل في الامام الحسين (ع) وثورته

الفيلسوف والحكيم الالماني – ماربين:

مظلومية الحسين كشفت جميع أسرار بني أمية ورفعت الستار عن نواياهم السيئة حتى أنه طال لسان اللوم والشماتة على يزيد من أهل داره وحرمه.
إنني اعتقد أن صيانة قانون محمد وترقي المسلمين وظهور رونق الإسلام هو من قتل الحسين وحدوث تلك الوقائع.
إن هذا القسم من الدماغ السياسي والحس الثوري (الذي هو عدم الاستسلام للضيم والظلم وهو عند حكماء السياسة أشرف وأعظم سعادة وأفضل صفة ممدوحة لكل إنسان) قد ظهر في هؤلاء القوم بواسطة إقامتهم مآتم الحسين ومادام هذا العمل ملكة لهم لا يقبلون الذل والضيم، ينبغي تدقيق النظر فيما يذكر في المجالس المنعقدة لإقامة عزاء الحسين من النكات الدقيقة الباعثة في الإنسان روح الحياة التي يسمعها بعضهم لبعض وفي الحقيقة يعلّمه إياها.

نحن الأوربيّين بمجرد أن نرى لقوم حركات ظاهرية في مراسمهم الملية أو المذهبية منافية لعاداتنا ننسبها إلى الجنون والتوحش.
ونحن غافلون عن أننا لو سبرنا غور هذه الأعمال لرأيناها عقلية سياسية كما نشاهد ذلك في هذه الفرقة وهؤلاء القوم بأحسن وجه والذي يجب علينا هو أن ننظر إلى حقائق عوائد كل قوم وإلاّ فإن أهل آسيا أيضاً لا يستحسنون كثيراً من عوائدنا ويعدون بعض حركاتنا منافية للآداب ويسمُونها بعدم التهذيب بل بالوحشية.
وعلاوة على تلك المنافع السياسية التي ذكرناها التي هي طبعا أثر التهيج الطبيعي فإنهم يعتقدون أن لهم في إقامة مأتم الحسين درجات عالية في الآخرة.
ينبغي اقتطاف ثمرات حبّ القومية والوطن من أهالي آسيا تحت ظل المذهب، كما كانت أوربا قبل بضعة قرون.

ولا يمكن اليوم طلب خدمة من أهالي آسيا كأهالي أوربا باسم الخدمة القومية والوطنية، ولكن يمكن أخذ خدمات منهم تعود ثمراتها على الأُمة والوطن باسم المذهب.
ولا يرى اليوم من المسلمين البالغين ثلاثمأة مليون من هو حائز على الاستقلال سوى خمسين مليوناً.
فإذا نبذ المسلمون الدين ظهريا وراموا التقدم السياسي باسم القومية فسينالون عوض النفع ضرراً؛ لأنَّ خمسة أسداس المسلمين تحت ضغط ملل أخرى ومضمحلة في أقوام آخرين. فإذا طلبوا التقدم باسم القومية فيكون الحرمان من الحياة السياسية نصيب هذه الخمسة أسداس فلا تشترك مع السدس الباقي ولكنهم إذا راموا التقدم باسم الجامعة الإسلامية فلابد أن تنبعث روح النهضة في جميع آحاد المسلمين.
وبواسطة الرابطة الروحانية ستنجو من الاضمحلال جميع الفرق الإسلامية التي هي تحت ضغط أقوام آخرين، وليس لواحدة من الروابط الروحانية التي بين المسلمين اليوم تأثير في نفوسهم كتأثير إقامة مآتم الحسين، فإذا دام انتشار وتعميم إقامة هذه المآتم بين المسلمين مدة قرنين لابدَّ أن تظهر فيهم حياة سياسية جديدة، وأن الاستقلال الباقي للمسلمين اليوم نصف أسبابه هو اتباع هذه النكتة.
وسنرى اليوم الذي يتقوّى فيه سلاطين المسلمين تحت ظل هذه الرابطة، وبهذه الوسيلة سيتَّحد المسلمون في جميع أنحاء العالم تحت لواء واحد؛ لأنَّه لا يرى في جميع طبقات الفرق الإسلامية من ينكر ذكر مصائب الحسين وينفر منها بسبب ديني، بل للجميع رغبة طبيعية بطور خاص في أداء هذه المراسم المذهبية، ولا يرى في المسلمين المختلفين في العقائد سوى هذه النكتة الاتحادية.
الحسين أشبه الروحانيين بحضرة المسيح ولكن مصائبه كانت أشد وأصعب.
كما أنَّ أتباع الحسين كانوا أكثر تقدماً من أتباع المسيح في القرون الأولى، فلو أنَّ المسيحيين سلكوا طريقة أتباع الحسين أو أن أتباع الحسين لم تمنعهم من ترقياتهم عقبات من نفس المسلمين لسادات إحدى الديانتين في قرون عديدة جميع المعمورة، كما أنه من حين زوال العقبات من طريق أتباع الحسين أصبحوا كالسيل المنحدر يحيطون بجميع الملل وسائر الطبقات.
رأيت في بندر (مارسل) في الفندق شخصاً واحداً عربياً شيعياً من أهل البحرين يقيم المأتم منفرداً جالساً على الكرسي بيده الكتاب يقرأ ويبكي، وكان قد أعد مائدة من الطعام ففرقها على الفقراء،
هذه الطائفة تصرف في هذا السبيل الأموال على قسمين:
فبعضهم يبذلون في كل سنة من أموالهم خاصة في هذا السبيل أو ثلاثة أضعافها، كل واحد من هذه الفرقة بلا استثناء سائر في طريق الدعوة إلى مذهبه وهذه النكتة مستورة عن جميع المسلمين حتى الشيعة أنفسهم فإنهم لا يتصورون هذه الفائدة من عملهم هذا، بل قصدهم الثواب الأخروي، ولكن بما أنَّ كلَّ عمل في هذا العالم لابدَّ أن يظهر له بطبيعته أثر فهذا العمل أيضاً يؤثر ثمرات للشيعة.
ومن المسلَّم أن المذهب الذي دعاته من خمسين إلى ستين مليوناً لا محالة يترقى على التدريج ترقياً لائقاً بهم حتى أن الرؤساء الروحانية والملوك والوزراء لهذه الفرقة ليسوا بخارجين عن صفة الدعوة.
إن العدد الكثير الذي يرى اليوم في بلاد الهند من الشيعة هو من تأثير إقامة هذه المآتم.
فرقة الشيعة حتى في زمان السلاطين الصفوية لم تسع في ترقي مذهبها بقوة السيف، بل ترقت هذا الترقي المحير للعقول بقوة الكلام الذي هو أشد تأثيراً من السيف.
ترقت اليوم هذه الفرقة في أداء مراسمها المذهبية بدرجة جعلت ثلثي المسلمين يتبعونها في حركاتها، جم غفير من الهنود والفرس وسائر المذاهب أيضاً شاركوهم في أعمالهم، وهذا أمر واضح.
هذه الفرقة تعمل الشبيه بأقسام مختلفة فتارة في مجالس مخصوصة ومقامات معينة، وحيث إنه في أمثال هذه المجالس المخصوصة والمقامات المعينة يكون اشتراك الفرق الأخرى معهم أقل أوجدوا تمثيلاً بوضع خاص فعملوا الشبيه في الأزقة والأسواق وداروا به بين جميع الفرق، وبهذا السبب تتأثر قلوب جميع الفرق منهم ومن غيرهم بذلك الأثر الذي يجب أن يحصل من التمثيل ولم يزل هذا العمل شيئاً فشيئاً يورث توجه العام والخاص إليه حتى أن بعض الفرق الإسلامية الأخرى وبعض الهنود قلدوا الشيعة فيه واشتركوا معهم في ذلك.
من جملة الأمور التي صارت سبباً في ترقي هذه الفرقة وشهرتها في كل مكان هو إراءة أنفسهم بالمرأى الحسن بمعنى: أن هذه الطائفة بواسطة مجالس المآتم وعمل الشبيه واللطم والدوران وحمل الأعلام في مأتم الحسين جلبت إليها قلوب باقي الفرق بالجاه والاعتبار والقوة والشوكة، لأنه من المعلوم أن كل جمعية وجماعة تجلب إليها الأنظار وتوجه إليها الخواطر إلى درجة ما.
مثلاً: لو كان في مدينة عشرة آلاف نفس متفرقين وكان في محل ألف نفس مجتمعين كانت شوكة الألف وعظمتهم في أنظار الخاص والعام أكثر من العشرة آلاف.
مضافاً إلى أنه إذا اجتمع ألف نفس انضم إليهم من غيرهم بقدرهم، بعضهم للتفرج وبعضهم للصداقة والرفاقة، وبعضهم لأغراض خاصة، وبهذا الانضمام تتضاعف قوة الألف وشوكتهم في الأنظار.

لهذا ترى أنه في كلِّ مكان ولو كانت جماعة من الشيعة قليلة يظهر عددها في الأنظار بقدر ما هي عليه مرتين وشوكتها وقوتها بقدر ما هي عليه عشر مرات وأكثر أسباب معروفية هؤلاء القوم وترقيهم هي هذه النكتة.
ومن جملة الأمور الطبيعية التي صارت مؤيدة لفرقة الشيعة في التأثير في قلوب سائر الفرق هو: إظهار مظلومية أكابر دينهم، وهذه المسألة من الأمور الطبيعية؛ لأنَّ كلَّ أحد بالطبع ينتصر للمظلوم ويحب غلبة الضعيف على القوي، والطبائع البشرية أميل إلى الضعيف ولو كان مبطلاً والمظلوم منها إلى القوي وإن كان محقاً، والظالم خصوصاً إذا كان بعيداً أو مرت عليه أعوام.

الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك
إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه، بينما احاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه، وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس إلى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة؛ لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء.

المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون
أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الإسلامية، وقُتِل في سبيل العدل بكربلاء.

الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس
لقد قدَّم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.

المستشرق الأميركي فيليب حتي
أصبح اليوم الذي قُتِل فيه الحسين بن علي وهو العاشر من محرم يوم حداد ونواح عند المسلمين، ففي مثل هذا اليوم من كل عام تمثل مأساة النضال الباسل والحدث المفجع الذي وقع للإمام الشهيد، وغدت كربلاء من الأماكن المقدسة في العالم، وأصبح يوم كربلاء وثأر الحسين صيحة الاستنفار في مناهضة الظلم.

العالم الانثروبولوجي الأميركي ـ كارلتون كون
إنَّ مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل أساساً لآلاف المسرحيات الفاجعة.

الكاتب المؤرخ الإنكليزي السيد برسي سايكس
إنَّ الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا.

الزعيم الهندي المهاتما غاندي
أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً من الهندوسية، وإنّي أعزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي. وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين. وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين، وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين. وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين ثائراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.. وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر.

المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر
قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً.

الكاتب المؤرخ الإنكليزي السيد برسي سايكس
إنَّ الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا.

المصدر: http://www.wybqalhosin.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى