إسئلنا

أهل الباطل…

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  . الإحقاقية، وهم من الشيخية كما هو الظاهر، ولكن هل ما زالوا متمسكين بمعتقدات الشيخية الأولى؟ أم أنهم اختلفوا عن الشيخية ومالوا نحونا وتركوا الكثير من الخرافات كما يقال؟!: «وبحسب الاطلاع فهذه المجموعة بالذات قد تخلّت كثيراً ما عن تطرفات العقيدة الأمّ للفرقة، وتبنّت الفكر الشيعي المعتدل، المتمثّل في الحوزات العلميّة ومراجع التقليد، كما يظهر ذلك من سيرتهم ومؤلفاتهم، وهذا شيء يستحقّ التقدير إلى حدٍّ ما. والعلم عند الله» .. بأي طريقة يكون التعامل معهم؟ وكيف نعامل مرجعهم؟ وهل يجوز تعزيتهم عند وفاة أهلهم أو مرجعهم؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
فإنه لا مجال لغض النظر أو المجاملة فيما يرتبط بالأمور العقائدية، وقضايا الإيمان، لأن أي تساهل في هذا الأمر قد يفسح المجال لتجذر الخطأ فيها، وسريان الشبهة إلى الآخرين من الغافلين، ممن يتيسر لأولئك المخطئين الاتصال بهم، والتأثير عليهم ..
ولكن، إذا اتضح الحق، وميَّز الناس بينه وبين ما هو باطل ودخيل، ولم يعد ثمة من خشية على الناس في ذلك، فإن للمجاملة حينئذ دورها كأسلوب للحفاظ على مصلحة الإسلام والمسلمين، حيث تمس الحاجة إلى اختيارها واعتمادها في هذا الاتجاه..
وقد تصلب الإمام علي عليه السلام، في موقفه من غاصبي حقه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى إذا اتضحت الأمور للناس، وظهر ظلمهم وعدوانهم، صار يجاملهم ..
كما أنه اتخذ الموقف الحازم والصريح من أهل الجمل وصفين والنهروان، ليعرف الناس أن لا حق لهم فيما يدَّعونه .. ولكنه بعد أن ظهر باطلهم للناس عفا عمن حاربه، وداوى جرحاهم، واحتمل إساءاتهم ..
وعلى كل حال، فإن المعيار في التعامل مع الناس هو اقترابهم من الحق، وابتعادهم عنه .. والحق عندنا هو ما جاء في كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله، والأئمة الطاهرين المعصومين عليهم السلام، وإجماع الطائفة هو الكاشف عن ذلك والمميز له، وكبار علمائها هم الذين يجددون ـ من خلال الاعتماد على ما ذكرناه ـ مبادئها، وخصوصياتها العقائدية ..
ولا يقبل الشذوذ عن هذا الحق، ولا يلتفت إلى الشاذ النادر، كما لا يكفي الالتزام بالقضايا العامة، بل لا بد من الحذر من أية مخالفة، فإن مخالفة واحدة، خاصة في أمور العقيدة، قد تؤدي إلى الخروج من دائرة المذهب الحق بالكلية .. فليلاحظ ذلك بدقة، وبحرص تام ..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 1 ..

  • 1. مختصر مفيد .. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة التاسعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (524).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى