الفكر و النهج الخميني

الإخلاص في القراءة

من الاداب اللازمة في قراءة القران، والتي لها دور أساسي في التأثير في القلب والتي لا يكون من دونها لأي عمل أهمية وشأن، بل يعتبر ضائعاً وباطلاً وباعثاً على السخط الإلهي. 

هو الإخلاص، فإنه ركن أصيل للانطلاق إلى المقامات الأُخروية، ورأس مال في التجارة الأخروية.

وقد ورد في هذا الباب أيضاً أخبار كثيرة من أهل بيت العصمة عليهم السلام: منها ما حدثنا الشيخ الكليني رضوان الله تعالى عليه:

بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: “قُرّاءُ القُرْانِ ثَلاَثَةُ: رَجُلٌ قَرَأَ القرانَ فَاتَّخَذَهُ بِضَاعَةً وَاسْتَدَرَّ بِهِ المُلُوكَ وَاسْتَطَالَ بِهِ عَلَى النَّاسِ. وَرَجُلٌ قَرَأَ القُرْانَ فَحَفِظَ حُرُوفَهُ وَضَيَّعَ حُدُودَهُ وَأَقَامَهُ إِقَامةَ القَدَحِ، فَلاَ كَثَّرَ اللَّهُ هؤُلاَءِ مِنْ حَمَلَةِ القُرْانِ. ورَجُلٌ قَرَأ القُرْانَ فَوَضَعَ دَوَاءَ القُرْانِ عَلَى دَاءِ قَلْبِهِ فَأَسْهَرَ بِهِ لَيْلَهُ وَأَظْمَأَ بِهِ نَهَارَهُ وَقَامَ بِهِ فِي مَسَاجِدِهِ وَتَجَافَى بِهِ عَنْ فِرَاشِهِ، فَبِأُوْلئِكَ يَدْفعُ اللَّهُ العَزِيزُ الجَبَّارُ البَلاَءَ، وَبِأُولئِكَ يُدِيلُ اللَّهُ مِنَ الأَعْدَاءِ، وَبِأُولئِكَ يُنْزِلُ اللَّهُ الغَيْثَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوَاللَّهِ لَهؤُلاَءِ فِي قُرّاءِ القُرْانِ أَعَزُّ مِنَ الكِبْرِيتِ الأَحْمَرِ”1..

وعن “عقاب الأعمال” بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، عن ابائه عليهم السلام قال: “مَنْ قَرَأَ القُرْانَ يَأْكُلُ بِهِ النَّاسَ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لاَ لَحْمَ فِيهِ”2..

وبإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث قالَ:

“مَنْ تَعَلَّمَ القُرْانَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَاثَرَ عَلَيْهِ حُبّ‏َ الدُّنْيَا وِزِينَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ وَكَانَ فِي الدَّرَجَةِ مَعَ اليَهودِ وَالنَّصَارَى الَّذِين يَنْبِذُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ.

وَمَنْ قَرَأَ القُرْانَ يُرِيدُ بِهِ سُمْعَةً وَالتِمَاسَ الدُّنْيَا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ وَزَجّ‏َ القُرْانُ فِي قَفَاهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ وَيَهْوَى فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى.

وَمَنْ قَرَأَ القُرْانَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى فَيَقُولُ: “يَا رَبّ‏ِ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً، قَالَ: كَذلِكَ أَتَتْكَ ايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى” فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ. 

وَمَنْ قَرَأَ القُرْانَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَتَفَقُّهاً فِي الدِّينِ كَانَ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ جَمِيعِ مَا أُعْطِي المَلاَئِكَةُ وَالأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُونَ.

وَمَنْ تَعَلَّمَ القُرْانَ يُرِيدُ بِهِ رِياءً وَسُمْعَةً لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ وَيُبَاهِيَ بِهِ العُلَمَاءَ وَيَطْلُبَ بِهِ الدُّنْيَا بَدَّدَ اللَّهُ عِظَامَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَمْ يَكُنْ فِي النَّارِ أَشَدُّ عَذَاباً مِنْهُ، وَلَيْسَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ العَذَابِ إلاَّ سَيُعَذَّبُ بِهِ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَخَطِهِ. وَمَنْ تَعَلَّمَ القُرْانَ وَتَوَاضَعَ فِي العِلْمِ وَعَلَّمَ عِبَادَ اللَّهِ وَهُوَ يُرِيدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ فِي الجَنَّةِ أَعْظَمُ ثَوَاباً مِنْهُ وَلاَ أَعْظَمُ مَنْزِلةً مِنْهُ وَلَمْ يَكُنْ فِي الجَنَّةِ مَنْزِلٌ وَلاَ دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ وَلاَ نَفِيسَةٌ إلاَّ وَكَانَ لَهُ فِيهَا أَوْفَرُ النَّصِيبِ وَأَشْرَفُ المَنَازِلِ”
3..


1- أصول الكافي، المجلد 2، ص‏604، كتاب فضل القران باب النوادر، ح‏1 ص‏627.
2- وسائل الشيعة، المجلد4، ص‏837.
3- وسائل الشيعة، المجلد 4، الباب 9 من أبواب تكبيرة الإحرام ح‏7 و11 ص‏727.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى