زاد عاشوراء

عـيـنـاكَ عـاشـورائـيـة

إلـى الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام)

عَـيـنَــــــــــــاكَ تَـعـتَـصِـــــــــرانِ كُـلَّ كِـيـانِـي   ***   وَتُـحـوِّلانِ دَمِـي لِـشَـــــــــــــــــــــــيءٍ ثـــانِ

عـيـنَـاكَ تَـخـتَـصـــــــــــــــــرانِـنِـي فـي دَمـعَـةٍ   ***   عَـقَـدَتْ عـلـى اســمِـكَ يـا حُـسَـيـنُ لِـــسَـانـي

فـي غُـرفَـتـي.. فـي دارِ أهـلــــــــــــي فـي زُقـــــــــــــــاقِ مَـحـلَّـتِـي.. فـي وَقـتِ كُــــــــــــــــلِّ أذانِ

مُـوقـاهُـمـا.. جَـفـنـــــــاهُـمَـا.. مَـا فـيــــــهِـمـا   ***   مـن لَـوعَـةٍ.. مـلَّـكـتُـهُـنَّ عِـنَــــــــــــــــــــانـي

أنـا مـنْـهـمـا جُـــــــرحٌ وَنَـزفُ دِمــــــــــــائِـهِ   ***   وَهُـمـا عـلـى آلامِـــــــــــــــــــــــــهِ تَـقِــــفَــانِ

مَـاذا أقُــــــــــــــــــــــــولُ وَألـفُ عَـامٍ بَـيـنَـنَـا   ***   حُـشِـيَـتْ بِـجَـمـرِ الـقَـهـرِ وَالأحــــــــــــــــزانِ

مَـاضِـيَّ وَهْـوَ لَـدُنْ هَـواكَ قَـصـيــــــــــــــــدةٌ   ***   مَـعـنَـى أســــــــــــــــاهـا طـالَـمَـا أبـكــــــــانِـي

مَـاضِـيَّ فـي عَـيـنَـيـــــكَ يَـمـلأُ خَـاطـــــــري   ***   وَيُـحـيـلُ أركـانـي إلـى بُـركَـــــــــــــــــــــــــانِ

مِـن لَـيـلَـةِ الـطـفِّ الـتـي خـضَّــــــــــــــبـتَـهـا   ***   حـتَّـى وصُـولِ دَمـي إلـى شِـريــــــــــــــــــانـي

عَـيـنَـاكَ تَـنـتَـظِـرانِ فَـجـرَ أمـــــــــــــــــــــانِ   ***   تَـغـرَورِقَـانِ أسـىً وَتـأتـلِـقَـــــــــــــــــــــــــــانِ

عـيـنَـاكَ يـا عَـيـنَ الـنـبـيِّ عـلـى يَــــــــــــــدي   ***   فـي لُـجَّـةِ الأحـلامِ تَـتَّـقِــــــــــــــــــــــــــــــدانِ

يَـا رأسـكَ الـمـحـمُـولَ فَـوقَ رِمــــــــاحِــــهِـمْ   ***   عـن أيِّ شَـيءٍ تَـبـحـثُ الـعَـيـنـــــــــــــــــــــانِ؟

عَـن أهـلِ بَـيـتِـكَ..؟ عـن صِــــــغـارِكَ..؟ عـن صِـحـــــــابِـكَ..؟ أم عـنِ الـ..؟ هـلْ كـانَـتَـا تَـريَـانِ..؟!

يَـا نَـظـرةً بَـيـنَ الـدُّمــــــــوعِ حَـزيــــــــــــنـةً   ***   فَـقَـأتْ عُـيُـونَ الـكُـفـرِ بِـالإيـمــــــــــــــــــــــــانِ

أجَّـجـتَـهـا وَعَـلِــــــــــــــــــــمـتَ أنَّ أوارَهـا   ***   سَـيـكـونُ عَـمَّـا فـيـكَ خَـيـــــــــــــــــــــــــرَ بَـيَـانِ

فـي لَـحـظـةِ الـمَـوتِ الأخـيـرَةِ وَالـسُّــــــــــيـــــــــــــــوفِ تَـخـطُّ مـا أمِـرَتْ عـلـى الـقُـربـــــــــــــــــانِ

مَـاذا أردتَ تَـقُـولُ حـيـنَ رَأيـتَــــــــــــــــــهُـم   ***   وَفُـلانُ يَـدفَـعُـهُ جُـحُـودُ فــــــــــــــــــــــــــــــلان

وَحَـرارةُ الـدَّمِ إذْ يَـفُــــــــــــــــــورُ مـنَ الـجـــــــــــــــروحِ بِـكـلِّ قَـســــــــــــــــــــــــوَةِ ذلـكَ الـفَـوَرانِ

وَبُـرودَةُ الـسَّـيـفِ الـكـلـــــــيــــــلِ.. تَـمُـرُّ فَــــــــــــــــوقَ مَـريـئِـكَ الـمُـتـشـنِّـجِ الـعـطـشَـــــــــــــــــــانِ

اللهُ فـي عَـيـنَـيــــــــــــــــــــكَ كَـانَ وَأنـتَ في   ***   عـيـنَـيـهِ.. فَـانـظُـرْ أيـنَ تَـجـتَـمِـعَـــــــــــــــــانِ؟!

يَـا كـربَـلاءَ الـرَّانـيـــــــــــــــــــاتِ عُـيـونُـهُـمْ   ***   لِـلـرَّمـلِ وَالـدَّمِ كَـيـفَ يَـمـتَـزِجَـــــــــــــــــــــــانِ

الأنـبِـيَـاءُ جَـمـيـــــــــــــــــعُـهُـمْ ذُبِـحُـوا هُـنَـا   ***   هـذي دِمـاؤهُـمُ عـلـى الـمَـيــــــــــــــــــــــــــــدانِ

تَـتـحـيَّـرُ الـكَـلِـمَـــــــــاتُ كَـيـفَ أقـولُـــــــهـا   ***   فَـتَـمُـرُّ فـي الأذهـانِ كَـالـهَـذَيـــــــــــــــــــــــــــانِ

وَكـأنَّـهـا لَـيسَـتْ شُـعُـوراً صَـــــــــــــــــادقـاً   ***   وَدُمُـوعَ ذِي ألَـمٍ وَوَقـعَ أغـانــــــــــــــــــــــــــــــي

هـذانِ فَـيـضُ دَمِـي وَفَـيـــضُ مَـشـاعِـــــري   ***   مِـن صَـخـرَةِ الأوراقِ يَـنـبَـجِـسَـــــــــــــــــــــــانِ!

قَـلـبِـي الـذي فـيـهـا وَنـبـضُ أنـيــــــــــــــنِـهِ   ***   بِـحُـروفِ هـذا الـغَـيـظِ تَـحـتَـرِقَـــــــــــــــــــــــــانِ

فَـوقَ الـمـنـصَّـةِ – لَـو تَـرَونَ – قـصـيـدتـي   ***   شَـعـثـاءَ تَـبـكـي ضَـيـعَـةَ الإنـسَـــــــــــــــــــــــــانِ

تَـبـكـي وَيُـحـرِقُـهـا سُـكُـوتُ عُـيــــــــــــونِـهِ   ***   عـنْـهـا.. وَهـذا الـصَّـوتُ خَـيـطُ دُخـــــــــــــــــــانِ

الله.. كَـم عَـانَـتْ وَأزَّ أزيـــــــــــــــــــــــزُها   ***   وَأنـا كَـمـا هِـيَ فـي الـحـيَـاةِ أعـــــــــــــــــــــــانـي

سـيَّـانِ عـنـدَ الـفَـاقِــــــــــــــــداتِ عُـيُـونُـهـم   ***   نُـوراً كَـلامُ الله وَالـشَّـيـــــــــــــــــــــــــــــــــــطـانِ

عـيـنَـايَ فـي صَـدرِ الـمَـدى تَــــــــــــلِـجَـانِ   ***   تَـثِـبَـانِ فـي غَـضَـبٍ وتـلـتَـفِـتَــــــــــــــــــــــــــــانِ

تَـتـرقَّـبَـانِ لَـعـلَّ مَـن لَـم يَـلــــــــــــــــحـقُـوا   ***   تَـنـجُـو عُـيـونُـهُـمُ مـنَ الـطُّـوفــــــــــــــــــــــــــــانِ

وَتُـواصـلانِ الـسَّـعـيَ نَـحـوَ مَـداهُـــــــــــمـا   ***   وَمَـداهُـمـا عَـيـنَـاكَ يَـا مُـتَـفَـــــــــــــــــــــــــــــانــي

يَـا مُـرسـلاً صـوتـي وَنَـبـضَ حَـقـيـقَـــــتــي   ***   يَـا مـالِـئـاً بِـسـنـا الـهُـدى وجــــــــــــــــــــــــــدَانِــي

لَـكَ تَـسـجُـدُ الألـفَـاظُ وَهْـيَ حـواسِــــــــــــرٌ   ***   وَعُـيـونُـهـا نَـحـوَ الـسَّـمــــــــــــــــــــــــــاءِ رَوانــي

حَـاولـتُ كُـلَّ عَـصـيَّـةٍ فَـلَـويـــــــــــتُـهـــــــا   ***   وَكَـسـرتُـهـا لَـكـنْ هَـواكَ لــــــــــــــــــــــــــــــوانـي

عَـيـنَـايَ فـي عَـيـنَـيــــــــــــــــكَ تُـخـتَـزلانِ   ***   وَيَـدايَ بَـيـنَ يَـدَيـكَ تَـرتَـجِـفَــــــــــــــــــــــــــــــــانِ

مـحـمـد الـبـغـدادي 

المصدر: http://www.imamhussain.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى