إسئلنا

السمك وحرمته…

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أود الاستفسار عن علة تحريم السمك الذي ليس له فلس (قشور) وتحريم أكل الأرنب ..

جزاكم الله تعالى خير الجزاء ..

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإننا لا نعرف من علل الأحكام، إلا ما عرفنا الله إياه، فإنه هو الخالق، البارئ، المصور، علام الغيوب، تبارك وتعالى.. فإن اقتضت حكمته جلَّت قدرته أن يطلع مخلوقاته على شيء من ذلك أطلعهم عليه، وإن لم يطلعهم، فما عليهم إلا البخوع والتسليم، والانقياد، تحقيقاً لمقام العبودية، ليزيدهم ذلك قرباً منه، وليستحقوا بذلك منازل الكرامة عنده، ومواقع الرضا والزلفى لديه..
وقد يرد في النصوص الشرعية بيان لبعض الفوائد والحكم، أو المحاذير والسلبيات لبعض التشريعات، وليست عللاً حقيقية، تامة العلية والاقتضاء.
وقد يكون لها نوع ملازمة للسبب الحقيقي، أو ارتباط به، أو تكون من أجزائه..
وعلى كل حال، فإننا لم نجد ـ فيما راجعناه في هذه العجالة بعض ما يشير إلى ما يرتبط بتحليل خصوص ما له فلس من السمك، إلا ما أشارت إليه رواية توحيد المفضل عن الإمام الصادق عليه السلام، من أنه عليه السلام قال للمفضل عن السمك الذي له فلس:
«وكسى جسمه قشوراً متاناً، متداخلة كتداخل الدروع والجواشن، لتقيه من الآفات».. 1.
فإن هذا النص يشعر بأن ما كان له فلس فهو أبعد عن التعرض للآفات التي لو لحقته، فسوف يكون لها سلبيات قد يصل مداها إلى من يصطاد ذلك السمك، ويستفيد من لحمه في طعامه..
وأما بالنسبة للأرنب، فقد ورد في الروايات أنها من المسوخ، وذلك أن الله سبحانه قد مسخ امرأة كانت تمارس الخيانة لزوجها على صورة الأرنب.. 2.
ومن المعلوم: أن المسوخ لا تعيش أكثر من ثلاثة أيام.
وهذا معناه: أن المسخ على صورتها هو المحذور، من حيث إن ذلك من حالات العقوبة الناشئة عن غضب الله تعالى..
ولا يريد الله لنا أن نأكل من لحم ما عوقب الناس بمسخهم على صورته..
وورد في الروايات أيضاً أن أنثى الأرنب تحيض، وهذا معناه: أن في هذا المخلوق خصوصيات تقتضي تحريم أكل لحمه على الإنسان..
وقد ذكرت أيضاً علل أخرى لتحريم لحم الأرنب، وهذا التعدد والاختلاف دليل على أن المذكور من قبيل الحكمة، وليس علة للتشريع..
والله هو العالم بالحقائق، وبأسرار الخلق وما يصلح الخلائق..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 3..

  • 1. البحار ج 3 ص 109 وج 61 ص 70.
  • 2. راجع: البحار ج 62 ص 220 فما بعدها، باب أنواع المسوخ وأحكامها، وعلل مسخها..
  • 3. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (407).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى