التاريخ الإسلاميالتعليمالفكر و التاريخمقالات

فكرة تعارف الحضارات.. وكيف تطورت؟…

في صيف 1997م نشرت مقالة موسعة في مجلة الكلمة بعنوان: (تعارف الحضارات)، وكان هذا أول إعلان عن هذه الفكرة بهذا النحت البياني، وبهذا الصك الاصطلاحي، وجاء انبثاق هذه الفكرة من حصيلة تأملات مستفيضة من جهة، ومن جهة أخرى من حصيلة متابعات متصلة ومتجددة لحقل الدراسات الحضارية.
واستندت في تكوين هذه الفكرة إلى أصل من القرآن الكريم، الذي هو الأصل الأول وأصل الأصول حسب قول علماء الأصول، وتحدد ذلك في الآية الكريمة التي سميتها آية التعارف الواردة في سورة الحجرات في قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا … ﴾ 1
وبعد الفحص والنظر في هذه الآية، وجدت أنها تضمنت الإشارة إلى مبادئ كلية وأبعاد إنسانية عامة، تضعنا أمام الأفق الإنساني الكلي الذي يتوجه فيه الخطاب إلى الناس كافة، والتعارف هو المفهوم الذي حاولت هذه الآية تحديده وتأكيده والنص عليه، من خلال سياق وخطاب يبرز قيمته بوصفه مفهوما إنسانيا عاما يتصل بالناس كافة.
وبمنطق التحليل، يمكن الكشف عن هذه المبادئ الإنسانية الكلية والعامة في الآية المذكورة على هذا النحو:
أولا: خطاب إلى الناس كافة﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ … ﴾ 2، سورة الحجرات هي من السور المدنية، الخطاب فيها متوجه من البداية إلى النهاية للمؤمنين بلسان﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا … ﴾ 3، لكنه تغير في هذه الآية وتحول الخطاب إلى الناس بلسان ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ … ﴾ 2، وهذا تحول من الخاص إلى العام في مورد يقتضي تقديم العام على الخاص، بما يوحي إلى أن الآية بصدد الإشارة لمبادئ إنسانية كلية وعامة.
ولو اتصل الخطاب في هذه الآية، واتجه حصرا وتحديدا إلى المؤمنين، لتغير سياق الآية وموردها، ولكان لها مورد غير المورد الذي نتحدث عنه، ونعني به مورد تعارف الحضارات.
وعند التوقف تجاه كلمة الناس لغة وبلاغة، نجد أن هذه الكلمة فيها عموم استغراقي لجنس الإنسان بغض النظر عن جميع صفاته العارضة، وهي من الكلمات التي لا تقبل التجزئة ولا التقابل ولا الإضافة ولا الحصر النوعي، فمن جهة التجزئة فإن كلمة الناس لا تتجزء إلى مفرد وتثنية، بخلاف الحال مثلا مع كلمة الشعب التي تقبل التجزئة، فيقال شعب للمفرد وشعبان للتثنية وشعوب للجمع.
ومن جهة التقابل، فكلمة الناس من الكلمات التي لا تقابل لها، بخلاف الحال مثلا مع كلمة الجماهير التي تقابلها كلمة النخبة. ومن جهة الإضافة، فكلمة الناس كذلك لا تقبل الإضافة، بخلاف الحال مثلا مع كلمة الأمة التي تقبل الإضافة، فيقال: الأمة العربية والأمة الإسلامية والأمة المصرية والأمة الفرنسية، وهكذا.
ومن جهة الحصر النوعي، فكلمة الناس لا تنصرف إلى جانب الذكورة فحسب، ولا إلى جانب الأنوثة فحسب، فهي لا تتحدد بنوع معين.
الأمر الذي يعني أن خطاب﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ … ﴾ 2، هو خطاب متوجه إلى الناس كافة مستغرقا عموم جنس الإنسان،  ناظرا لهم على تعدد وتنوع أعراقهم وألوانهم، لغاتهم وألسنتهم، دياناتهم ومذاهبهم، ذكورهم وإناثهم، إلى غير ذلك من تمايزات أخرى.
لهذا كله يمكن اعتبار كلمة الناس، من المصطلحات القرآنية التي وردت وتواترت وتكررت في 53 سورة مكية ومدنية، طويلة وقصيرة، وتسمت بها آخر سورة، وجاءت في موضع آخر كلمة في القرآن﴿ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ 4، حتى قيل: إن القرآن يبدأ ببسم الله وينتهي بكلمة الناس.
ثانيا: تذكير بوحدة الأصل الإنساني﴿ … إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ … ﴾ 1، أراد القرآن بهذا القول أن يقرر أعظم حقيقة في مجال الاجتماع الإنساني، هي حقيقة وحدة الأصل الإنساني، وتعني أن الناس مهما تعددت وتنوعت أعراقهم وأجناسهم، لغاتهم وألسنتهم، ألوانهم وأشكالهم، بيئاتهم وأمكنتهم إلى غير ذلك من اختلافات أخرى، مع ذلك فإنهم يرجعون إلى أصل إنساني واحد.
والقصد من هذا الأمر، ضرورة أن يدرك الناس هذه الحقيقة، ويتعاملوا معها كقاعدة إنسانية وأخلاقية في نظرتهم لأنفسهم، وفي نظرة كل أمة وحضارة إلى غيرها، كما لو أنهم ينتمون إلى أسرة إنسانية واحدة ممتدة على مساحة هذه الأرض، ويمثل هذا الأمر أقوى سبيل أخلاقي للتخلص من نزعات التعالي والعنصرية والطبقية والكراهية والتراتب بين البشر.
وطالما شغلت قضية وحدة الأصل الإنساني اهتمامات العلماء قديما وحديثا، واختلفوا حولها، وتعددت آراؤهم ونظرياتهم وتباينت، وذهبوا يفتشون عنها ويتحققون بدراسة تاريخ الأجناس والأعراق، وماضي السلالات البشرية، ووجدوا فرصتهم للتحقق منها بالعودة إلى ما عرف في أدبياتهم بالمجتمعات البدائية.
مع ذلك ظلت هذه القضية موضع جدل وشك في ساحة الفكر الإنساني، يصعب التسليم بها عند البعض، وهذا ما كشف عنه بوضوح كبير عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي كلود ليفي شترواس (1908-2009م) في كتابه الوجيز (العرق والتاريخ) الصادر سنة 1952م، بقوله: (نحن نعلم أن فكرة الإنسانية التي تشمل دون تمييز في العرق أو الحضارة كل أشكال النوع البشري، لم تظهر سوى متأخرة جدا، ولم تعرف إلا انتشارا محدودا، وحيث إنها وصلت إلى أعلى درجات تطورها، ليس مؤكدا على الإطلاق والتاريخ القريب يثبت ذلك، أنها ترسخت بمنأى عن الالتباس والتقهقر، ولكن كان يبدو بالنسبة لقطاعات واسعة من الجنس البشري وطوال عشرات الألوف من السنين، أن هذه الفكرة كانت غائبة غيابا كليا).
لهذا فإن ما قرره القرآن الكريم، يمثل شيئا كبيرا بالنسبة إلى علماء الأجناس والأعراق والسلالات البشرية وعلماء الاجتماع والتاريخ والأنثروبولوجيا، وهؤلاء هم الأقدر من غيرهم على تقدير حقيقة وحدة الأصل الإنساني بين الناس كافة.
ثالثا: إقرار بالتنوع الإنساني﴿ … وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ … ﴾ 1، بعد التأكيد على وحدة الأصل الإنساني، جاء الإقرار بمبدأ التنوع الإنساني، بمعنى أن وحدة الأصل الإنساني لا تقتضي أن يجتمع الناس كافة ويعيشوا في مجتمع واحد ومكان واحد، وحينما توزعوا شعوبا وقبائل، وتعددت وتنوعت أجناسهم وأعراقهم ولغاتهم وألوانهم فهذا لا يعني أبدا أن لا رابط بينهم، فوحدة الأصل الإنساني لا تنفي حقيقة التنوع الإنساني، كما أن التنوع الإنساني لا ينفي حقيقة وحدة الأصل الإنساني.
والتنوع الإنساني الذي قررته هذه الآية، هو ما ظهر إلى الوجود وتجلى في تاريخ الاجتماع الإنساني بمختلف مراحله وأطواره، وثبت كحقيقة اجتماعية وتاريخية لا خلاف عليها ولا نزاع في جميع حقول الدراسات الاجتماعية والتاريخية والحضارية والأنثروبولوجية وغيرها.
رابعا:  خطاب إلى الناس كافة، وتذكير بوحدة الأصل الإنساني، وإقرار بالتنوع بين الإنساني، فما هو شكل العلاقة بين الناس؟ من بين كل المفاهيم المحتملة في هذا الشأن، يتقدم مفهوم التعارف﴿ … لِتَعَارَفُوا … ﴾ 1.
الأمر الذي يعني أن تنوع الناس إلى شعوب وقبائل، وتكاثرهم وتوزعهم في أرجاء الأرض، لا يعني أن يتفرقوا، وتتقطع بهم السبل، ويعيش كل شعب وأمة وحضارة في عزلة وانقطاع. كما لا يعني هذا التنوع أن يتصادم الناس، ويتنازعوا فيما بينهم من أجل الثروة والقوة والسيادة، وإنما ليتعارفوا.
ولا يكفي أن يدرك الناس أنهم من أصل إنساني واحد فلا يحتاجون إلى التعارف، أو أن يتوزعوا إلى شعوب وقبائل ويتفرقوا في الأرض فلا يحتاجون إلى التعارف.
ولأن التعارف بين شعوب وقبائل، أي بين مجتمعات وجماعات، وليس بين أفراد، فهو يصدق على جميع أشكال الجماعات الصغيرة والكبيرة، ومنها الشعوب والمجتمعات والأمم وحتى الحضارات، لذلك جاز لنا استعماله في مجال الحضارات، الاستعمال الذي نتوصل منه إلى مفهوم واصطلاح (تعارف الحضارات).
خامسا: إذا انطلقنا من زاوية التفاضل والمقارنة، لنتساءل: لماذا لم تستخدم الآية كلمة لتحاوروا، أو لتوحدوا، أو لتعاونوا، إلى غير ذلك من كلمات ترتبط بهذا النسق، ويأتي التفضيل لكلمة (لتعارفوا)؟
وهذا هو مصدر القيمة والفاعلية في مفهوم التعارف، فهو المفهوم الذي يؤسس لتلك المفاهيم المذكورة (الحوار، الوحدة، التعاون(، ويحدد لها شكلها ودرجتها وصورتها، وهو الذي يحافظ على فاعليتها وتطورها واستمرارها، هذا من جهة الإيجاب. أما من جهة السلب فإن التعارف هو الذي يزيل مسببات النزاع والصدام والصراع.
وحينما توصلت لهذا المفهوم وجدت أنه أكثر دقة وضبطا وإحكاما من مفهوم حوار الحضارات، وهذا ما وجده كذلك بعض الذين تعرفوا لاحقا على هذا المفهوم، وعبروا عن ذلك في كتابات نشروها، فهل الحضارات تتحاور؟ وبأية صورة تتحاور؟
وتأكد عندي هذا الأمر، حينما عدت إلى بعض أهل الاختصاص في مجال الحضارات، فوجدت أنهم في دراساتهم حول الحضارة والحضارات، قد تحدثوا عن مفاهيم أخرى عند الحديث عن العلاقات بين الحضارات، ولم يتحدثوا عن مفهوم حوار الحضارات، فبعضهم تحدث عن تعاون الثقافات مثل كلود ليفي شترواس في كتابه (العرق والتاريخ)، وبعضهم تحدث عن تفاعل الحضارات مثل قسطنطين زريق (1909-2000م) في كتابه (في معركة الحضارة)، وبعضهم تحدث عن تباين الحضارات مثل رولان بريتون في كتابه (جغرافيا الحضارات)، وبعضهم تحدث عن صراع الحضارات مثل حسين مؤنس (1911-1996م) في كتابه (الحضارة)، وهكذا غيرهم.
وما إن عرف مفهوم تعارف الحضارات، حتى أخذ طريقه سريعا إلى المجال التداولي، ونال شهرة واسعة، واكتسب اهتماما كبيرا، وتطورا متراكما، وما زال محافظا على هذه الوتيرة الصاعدة، وقد تجاوز مرحلة بناء المفهوم، وبات معروفا ومتحركا في حقل الدراسات الحضارية.
ومن جهة التطور، فقد شهد مفهوم تعارف الحضارات تطورات مهمة وعلى أكثر من صعيد، فعلى صعيد التأليف هناك حتى هذه اللحظة –حسب ما رصدت- خمسة عشر كتابا تحدث عن هذا المفهوم وتطرق له بصور متعددة، تارة بصورة الحديث الكامل عن المفهوم، مثل الكتابين اللذين قمت بإعدادهما وتحريرهما، وهما كتاب: (تعارف الحضارات)، الصادر عن دار الفكر بدمشق سنة 2006م، وكتاب: (تعارف الحضارات.. رؤية جديدة لمستقبل العلاقات بين الحضارات) الذي حررته بالإشتراك مع الدكتور صلاح الدين الجوهري، الصادر عن مكتبة الإسكندرية سنة 2014م.
وتارة بتخصيص فصل كامل، كما في كتاب الباحث العراقي الدكتور علي عبود المحمداوي (الإسلام والغرب من صراع الحضارات إلى تعارفها) الصادر في بغداد سنة 2010م، الذي احتوى على فصل بعنوان: (تعارف الحضارات).
وتارة بتخصيص مقالة كاملة، كما في كتاب الباحث المصري أسامة الألفي (عوامل قيام الحضارات وانهيارها في القرآن الكريم) الصادر في القاهرة 2006م، الذي احتوى على مقالة بعنوان: (تعارف الحضارات لا تصادمها)، وكذا في كتاب الباحث العراقي الدكتور رسول محمد رسول (نقد العقل التعارفي.. جدل التواصل في عالم متغير) الصادر في بيروت سنة 2005م، الذي احتوى على مقالة بعنوان: (التعارف الحضاري في ضوء متغيرات العالم الجديد).
إلى جانب الحديث النقدي حول المفهوم، كما في كتاب الباحث الجزائري الدكتور محمد بوالروايح (نظريات حوار وصدام الحضارات) الصادر في قسنطينة سنة 2010م، الذي خصص قسما حمل عنوان: (أفكار زكي الميلاد على محك النقد).
وهذه المؤلفات الخمسة عشر التي توصلت إليها، صدرت في السعودية ومصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن وقطر والجزائر.
وعلى صعيد المقالات، فقد وجدت بعد الرصد والمتابعة أن هناك ما يزيد على خمسين مقالة حملت في عناوينها تسمية تعارف الحضارات، نشرت في صحف ومجلات ودوريات يومية وأسبوعية وشهرية وفصلية، وبعضها نشرت في مجلات جامعية محكمة، صدرت هذه المقالات في معظم الدول العربية تقريبا.
وعلى صعيد الرسائل الجامعية، فقد نوقشت هذه الفكرة في عدد من الرسائل الجامعية، بعض هذه الرسائل حمل في عناوينه تسمية تعارف الحضارات، وهذه الرسائل هي: (تعارف الحضارات.. الأطروحة البديل في التعامل مع الآخر)، رسالة ماجستير في الفلسفة من إعداد الباحث العراقي علي المحمداوي، كلية الآداب، جامعة بغداد، إشراف: الدكتور نبيل رشاد سعيد، نوقشت بتاريخ 7 أكتوبر 2007م.
و(البعد الإنساني لفكرة تعارف الحضارات عند زكي الميلاد)، رسالة ماستر في فلسفة الحضارة، من إعداد الطالبتين الجزائريتين: سمية غريب وحنان بن صغير، إشراف: الدكتور قويدري الأخضر، جامعة عمار ثليجي، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، مدينة الأغواط جنوب الجزائر، نوقشت بتاريخ الأربعاء 18 شعبان 1436هـ/ 3 يونيو 2015م.
و(الخلفية الدينية لنظرية تعارف الحضارات عند زكي الميلاد)، رسالة تخرج في الفلسفة، من إعداد الطالبتين: صحراوي نادية وطاهري الزهرة، إشراف: الدكتور قويدري الأخضر، المدرسة العليا للأساتذة، قسم الفلسفة، الأغواط- الجزائر، نوقشت بتاريخ  الأحد 15 شعبان 1437هـ الموافق 22 مايو 2016م،
وهناك رسائل ناقشت الفكرة باهتمام كبير وخصصت لها فصلا واحدا أو أكثر، وهذه الرسائل هي: (إشكالية مستقبل العلاقة بين الحضارات.. زكي الميلاد نموذجا)، رسالة ماجستير في فلسفة الحضارة، من إعداد الباحثة الجزائرية: شبلي هجيرة، إشراف: الدكتور عمراني عبدالمجيد، جامعة الحاج لخضر، مدينة باتنة – الجزائر، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية، قسم العلوم الإنسانية، شعبة الفلسفة، نوقشت بتاريخ 13 يونيو 2013م.
و(الحداثة والاجتهاد عند زكي الميلاد)، رسالة ماجستير في الفلسفة، من إعداد الطالبة: بزخامي زوليخة، إشراف: الدكتور براهيم أحمد، تخصص فكر عربي معاصر، جامعة عبدالحميد بن باديس، كلية العلوم الاجتماعية، مدينة مستغانم- الجزائر، نوقشت بتاريخ 10 ربيع الأول 1437هـ/ 20 يناير 2016م.
و(صدام الحضارات وموقف المفكرين منه زكي الميلاد أنموذجا)، رسالة ماستر في الفلسفة الإسلامية والحضارة المعاصرة، من إعداد الطالب: اسضاعي عيسى، إشراف: الدكتورة رشيدة صاري، جامعة وهران2 محمد بن أحمد، كلية العلوم الاجتماعية، وهران- الجزائر، نوقشت بتاريخ  الأحد 29 شعبان 1437هـ/ 5 يونيو 2016م.
وعلى صعيد الندوات والمؤتمرات، فهناك حتى هذه اللحظة ثلاث ندوات وطنية ودولية، عقدت حول هذه الفكرة، وبحسب تعاقبها الزمني هي: ندوة: (تعارف الحضارات في ظل الأسرة الإنسانية الواحدة)، نظمها: معهد جمعية الفتح الإسلامي بدمشق بالتعاون مع جامعة هاتفورد سيمزي الإمريكية، عقدت بدمشق في يناير 2008م.
ومؤتمر: (تعارف الحضارات)، نظمته: مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز الحوار في الأزهر الشريف ومركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بجامعة القاهرة، عقد بالإسكندرية في الفترة ما بين 15-14 جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 19-18 مايو 2011م.
وندوة: (الحضارات بين الحوار والتصادم والتعارف) نظمتها: جامعة وهران، وجاءت ضمن مشروع قيم السلم في الفلسفة المعاصرة، عقدت بوهران غرب الجزائر في 26 يونيو 2014م.
وعلى صعيد المناهج التعليم، فقد أدرجت هذه الفكرة ضمن المقرر الدراسي لكتاب التاريخ للصف الحادي عشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، المقرر الجديد والمطور الذي وضع سنة 1430هـ/2009م، وتدرس هذه الفكرة ضمن وحدة نظريات التفاعل الحضاري، وأشار الكتاب إلى أربع نظريات هي بحسب ترتيبها وبيانها في الكتاب: أولا: نظرية صراع الحضارات من وجهة نظر صمويل هنتينغتون. ثانيا: نظرية حوار الحضارات من وجهة نظر روجيه غارودي. ثالثا: نظرية نهاية التاريخ من وجهة نظر فرانسيس فوكوياما. رابعا: نظرية تعارف الحضارات من وجهة نظر زكي الميلاد.
هذه لمحة عن بعض التطورات المهمة، وما زالت هذه الفكرة تشق طريقها نحو التجدد والتطور. وما تحتاج إليه الحضارات في عالم اليوم هو التعارف الذي يرفع الجهل بصوره كافة، الجهل المسبب للصدام بين الحضارات، في المقابل أن التعارف هو الذي حافظ على تعاقب الحضارات في التاريخ الإنساني5.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى