أسئلة وأجوبةالتاريخ الإسلاميالتعليمالفكر و التاريخالقرآن الكريمالقرآن الكريممقالات

هل فی القرآن توجد آیه تدلّ على جواز زیاره قبور المؤمنین؟

الجواب الاجمالي:
قال تعالى مخاطباً رسوله: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ. قال المفسرون في تفسير الآية أن المراد من (ولا تقف على قبره) هو قبر المنافق ولا تطلب الرحمة والمغفرة لهم لأنهم كفروا بالله ورسوله
من الآیة التی تنهى عن الوقوف على قبور المنافقین والتحیة علیهم وطلب الرحمة لهم یستفاد منها أن هذا العمل جائز للمؤمنین بل ان سیرة المسلمین وعمل رسول الله کانت قائمة على ذلک
الجواب التفصيلي:
من الآیه التی تنهى عن الوقوف على قبور المنافقین والتحیه علیهم وطلب الرحمه لهم یستفاد منها ان هذا العمل جائز للمومنین بل ان سیره المسلمین وعمل رسول الله کانت قائمه على ذلک، لان النبی لو لم یکن یقف على قبور المومنین ولا یحضر عند قبور المسلمین ولا یعمل ای عمل یصبح هذا النهی لغو ولیس له مفهوم صحیح.
الآیه المذکوره هی:
﴿وَلا تُصَلِّ عَلى اَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ اَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ اِنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ﴾.(1)
لا تصلی على ای احد من المنافقین ان مات ولا تقف على قبورهم (لطلب الرحمه والمغفره لهم) لانهم کفروا بالله ورسوله وماتوا وهم على حال کانوا فیها فاسقین.
فی هذا المقطع الذی یقول: ﴿ولا تقم على قبره﴾ یستفاد منها ان الوقوف على قبر غیر المنافق عمل لائق وصحیح، وواضح ان الآیه لا تعنی الوقوف بما هو وقوف خالٍ عن ای عمل على القبر، لانه لو وقف شخص مثلا على قبر منافق للتانی او للنظر الى الاشکال الهندسیه لحجر القبر او وقف مع رفیقه یتحدث او یعترض علیه اذن فالمقصود لیس هذا الوقوف، بل المقصود الوقوف على القبر لاجل الاحترام وطلب الرحمه والمغفره لصاحب القبر وهذا بنفسه دلیل على ان الوقوف على غیر قبر المنافق لا مانع منه، بل ان طلب الرحمه والمغفره للمومنین امر مطلوب ولائق.
والمقصود من لا تقم على قبره فسرها عدد کبیر من مفسری اهل السنه انها تدل على العموم وقالوا: لا تقم على قبره لا دفن او للزیاره والدعاء؛ ولا تقف على قبر المنافق لدفنه او زیارته او الدعاء له”
مثل تفسیر ابن کثیر یقول:
“امر الله تعالى رسوله صلى الله علیه وسلم ان یبرا من المنافقین وان لا یصلی على احد منهم اذا مات وان لا یقوم على قبره لیستغفر له او یدعو له لانهم کفروا بالله ورسوله وماتوا علیه وهذا حکم عام فی کل من عرف نفاقه”(2)
وکذلک صفوه التفاسیر، الذی هو من التفاسیر المتاخره لاهل السنه جاء:
“نهى عن الوقوف على قبر المنافق لاجل دفنه او زیارته او الدعاء له”.(3)
الامر الاهم الذی یفهم من کلمه المنافق التحلیل الذی جاء فی الآیه اذ تقول:
﴿اِنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ﴾(4)
لانهم کفروا بالله والرسول وماتوا وهم على حال فسقهم ترکوا الدنیا.
العله فی منع الوقوف على قبورهم انهم کفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقین هذا التحلیل یقتضی ان المومنین والمسلمین لیسوا مشمولین للحکمین اللذین جاءا فی الآیه فی مجمع البیان جاء:
“وفی هذه الآیه دلاله علی ان القیام علی القبر للدعاء، عباده مشروعه، ولولا ذلک لم یخص سبحانه بالنهی عنه الکافر”(5)
فی تفسیر ابن کثیر جاء:
“ولما نهى الله، عز وجل، عن الصلاه على المنافقین والقیام على قبورهم للاستغفار لهم، کان هذا الصنیعُ من اکبر القُرُبات فی حق المومنین، فشرع ذلک. وفی فعله الاجر الجزیل”(6)
لذا یُستفاد بوضوح من هذه الآیه انّ زیاره قبور المومنین وطلب الرحمه والمغفره لهم او فیه استحباب ورُغّب علیه(7)

الهوامش:
1.سورة التوبة: 84.
2.تفسیر ابن کثیر، ج 3، ص 435.
3.صفوة التفاسیر، ج 1، ص 554.
4. سورة التوبة: 84.
5. مجمع البیان، ج 5، ص 57.
6. تفسیر ابن کثیر، ج 3، ص 438.
7. طاهری خرم آبادی، توحید و زیارت، ص 204 و 208.

المصدر : makarem.ir  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى