سادة القافلةسيرة أهل البيت (ع)في رحاب نهج البلاغةمناسباتمنوعات

في الفضائل الثابتة للإمام علي عليه السلام قبل وجوده وولادته

العلامة الحلي (قدس سره)

الفضائل الثابتة للإمام علي عليه السلام  قبل وجوده وولادته [١]

وهي خمسة :

الأولى  [٢] 

ما ورد في التوراة من ذكره – عليه السلام

قال الله – تعالى – لإبراهيم – عليه السلام -: وأما إسماعيل فقد سمعت دعاءك فيه وقد باركته وسأثمره وأكثره جدا جدا وأجعل منه اثني عشر شريفا يولد [٣] وأجعله حزبا [٤] عظيما.

ولا شك في أن [٥] عليا – عليه السلام – أحد الاثني عشر وهذه فضيلة لم يلحقه غيره فيها.                    

الثانية [٦] :

روى أخطب خوارزم [٧] عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – يا عبد الله أتاني ملك فقال: يامحمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟

[ قال: قلت: على ما بعثوا؟ ] [٨] .

قال [٩]: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب – عليه السلام -.

الثالثة [١٠] :

إن اسمه مكتوب على العرش:

روى أخطب خوارزم [١١] عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسولالله – صلى الله عليه وآله -: لما [١٢] خلق الله – تعالى – آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله.

فأوحى الله – تعالى – إليه [١٣]: حمدتني [١٤] عبدي وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك.

قال: إلهي فيكونان مني؟

قال: نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر.

فرفع رأسه فإذا هو [١٥] مكتوب على العرش : لا إله إلا الله محمد [١٦] نبي الرحمة على [١٧] مقيم الحجة. [١٨] ومن عرف حق علي زكا وطاب. ومن أنكر حقه لعن وخاب. أقسمت بعزتي أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني. وأقسمت بعزتي أدخل النار من عصاه وإن أطاعني.

ومن [١٩] كتاب المناقب [٢٠] : عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – مكتوب باب الجنة: لا إله إلا الله [٢١] محمد رسول الله علي بن أبي طالب أخو رسول الله- صلى الله عليه وآله – قبل أن يخلق الله [٢٢] السماوات والأرض بألفي عام.

ومن المناقب (١)[٢٣]: قال: قال [٢٤] رسول الله – صلى الله عليه وآله -: أتاني جبرئيل وقد نشر جناحيه وإذا على[٢٥] أحدهما [٢٦] مكتوب: لا إله إلا الله محمد النبي وعلى الآخر مكتوب [٢٧] لا إله إلا الله علي الوصي.

ومن مسند أحمد [٢٨]: عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: مكتوب على باب الجنة: محمد رسول الله أخو رسول الله قبل أن تخلق السماوات بألفي عام.

الرابعة [٢٩] :

ما روي أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد.

روى صاحب المناقب [٣٠] عن سلمان قال: سمعت حبيبي المصطفى – صلى الله عليه وآله – يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله- عز وجل – [ مطبقا [٣١] يسبح الله ذلك النور ويقدسه ] [٣٢] قبل أني خلق الله [٣٣] آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله – تعالى – آدم ركب ذلك النور في صلبه. فلم نزل [٣٤] في شئ واحد حتى افترقنا [٣٥] في صلب عبد المطلب. فجزء أنا وجزء علي [٣٦].

وفيه [٣٧]  قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله – عز وجل – قبل [٣٨] أن يخلق الله [٣٩] آدم بأربعة عشر ألف سنة [٤٠] . فلما خلق الله – تعالى – أبي[٤١] آدم سلك ذلك النور في صلبه.

فلم يزل الله [٤٢] ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب. [ ثم أخرجه من صلب عبد المطلب ] [٤٣] فقسمه قسمين: قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي. فمن أحبه فيحبني [٤٤] أحبه ومن أبغضه فيبغضني [٤٥] أبغضه .

الخامسة [٤٦] :

توسل آدم به [٤٧] في التوبة [٤٨] :

روى الخوارزمي [٤٩] بإسناده عن ابن عباس قال: سئل النبي – صلى الله عليه وآله – عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه. فقال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ فتاب عليه .

في الفضائل الثابتة له حال خلقه وولادته

ولد أمير المؤمنين – عليه السلام – يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد أحد سواه فيها لا قبله ولا بعده [٥٠] .

روى صاحب كتاب (بشائر المصطفى) [٥١] عن يزيد بن قعنب [٥٢] قال: كنت جالسا مع العباس عبد المطلب وفريق من بني [٥٣] عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين – عليه السلام -. وكانت حاملا [٥٤] به [٥٥] لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق.

فقالت: يا ربي [٥٦] إني مؤمنة بك [٥٧] وبما جاء من عندك من رسل وكتب. وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل – عليه السلام – وإنه بنى بيتك [٥٨] العتيق. فبحق الذي [٥٩] بني هذا البيت وبحق [٦٠] المولود الذي في بطني إلا ما [٦١] يسرت على ولادتي.

قال يزيد بن قعنب [٦٢]: فرأيت [٦٣] البيت قد انشق [٦٤] عن ظهر هو دخلت فاطمة فيه [٦٥] وغابت عن أبصارنا [٦٦] وعاد البيت [٦٧] إلى حاله [٦٨]. فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح. فعلمنا أن ذلك من أمر [٦٩] الله – تعالى -.

ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها [٧٠] أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – فقالت [٧١] : قد فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله سرا في موضع لا يحب الله أن يعبد [٧٢] فيه إلا اضطرارا وأن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا وأني دخلت بيت الله الحرام فأكلت [٧٣] من ثمار الجنة وأرزاقها [٧٤].

فلما أردت أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة سميه عليا فهو علي. والله العلي الأعلى يقول: إني[٧٥] شققت اسمه من اسمي وأدبته بأدبي وأوقفته [٧٦] على غامض علمي وهو الذي يكسرالأصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني. فطوبى لمن أحبه وأطاعه وويل لمن أبغضه وعصاه.

[ قالت [٧٧] فولدت عليا ولرسول الله – صلى الله عليه وآله – ثلاثون سنة.  فأحبه [٧٨] رسول الله – صلى الله عليه وآله – حبا شديدا وقال لي [٧٩] : اجعلي مهده بقرب فراشي وكان – صلى الله عليه وآله –[٨٠] يلي أكثر تربيته وكان يطهر عليا في وقت غسله ويجره اللبن [٨١] عند شربه ويحرك مهده عند نومه ويناغيه في يقظته ويحمله على صدره ويقول: هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وصهري [٨٢] ووصيي وزوج كريمتي وأمين وصيتي وخليفتي. وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها ] [٨٣] .

—————————————————————————————–
[١] . هكذا في م، وفي سائر النسخ: فضائله.
[٢] . جميع النسخ: الأول.
[٣] . أ: بمولده.
[٤] . هكذا في م و أ. وفي سائر النسخ: حربا.
[٥] . (ولا شك في أن) غير مقروءة في النسخ. وما أثبتناه في المتن من م.
[٦] . جميع النسخ: الثاني.
[٧] . مناقب الخوارزمي: / ٢٢١.
[٨] . ليس في م.
[٩] . م: قالوا.
[١٠] . هكذا في م وفي سائر النسخ: الثالث.
[١١] . مناقب الخوارزمي: ٢٢٧.
[١٢] . هكذا في المصدر. وفي النسخ: لما أن.
[١٣] . من المصدر.
[١٤] . هكذا في م. وفي سائر النسخ: حمدني.
[١٥] . من المصدر.
[١٦] . المصدر: محمد رسول الله.
[١٧] . م: وعلي.
[١٨] . من المصدر.
[١٩] . هكذا في م وفي سائر النسخ: وفي.
[٢٠] . مناقب الخوارزمي / ٨٨.
[٢١] . من المصدر.
[٢٢] . من المصدر.
[٢٣] . مناقب الخوارزمي / ٩٠.
[٢٤] . من المصدر.
[٢٥] . المصدر: في.
[٢٦] . م: (فإذا فيهما) بدل (وإذا على أحدهما).
[٢٧] . ليس في م.
[٢٨] . م: (مسند أحمد بن حنبل). والحديث ليس فيه بل في مناقب أحمد بن حنبل / ٤٣، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار نقلا عن كشف اليقين.
[٢٩] . هكذا في م. وفي سائر النسخ: الرابع.
[٣٠] . مناقب الخوارزمي / ٨٨.
[٣١] . د: مطيعا.
[٣٢] . ليس في البحار.
[٣٣] . أود والمصدر: يخلق.
[٣٤] . هكذا في م. وفي سائر النسخ: فلم يزل.
[٣٥] . المصدر والبحار: افترقا. د، أ: أقرهما. ج، ش: أفرقهما. وما أثبتناه في المتن موافق م.
[٣٦] . البحار: (ففي النبوة وفي علي الخلافة) بدل (فجزء أنا، علي).
[٣٧] . هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: ومنه. والحديث في مناقب الخوارزمي / ٨٨.
[٣٨] . هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: من قبل.
[٣٩] . م، د: يخلق.
[٤٠] . المصدر: عام.
[٤١] . من المصدر.
[٤٢] . ليس في د.
[٤٣] . ليس في المصدر، م ود.
[٤٤] . هكذا في م، ود أ. وفي سائر النسخ: فبحبي
[٤٥] . هكذا في م، ود أ. وفي سائر النسخ: فيبغضي.
[٤٦] . هكذا في م. وفي سائر النسخ: الخامس.
[٤٧] . من م ود.
[٤٨] . م: التوراة.
[٤٩] . بل ابن المغازلي في مناقبه / ٦٣، ح ٨٩. أخرجه العلامة المجلسي في البحار ٣٥ / ١٧، عن إرشاد المفيد , وإعلام الورى للطبرسي ثم قال: (أقول العلامة في كشف اليقين نحوه).
[٥٠] . أخرج الفقرة السابقة العلامة المجلسي في البحار ٣٥ / ١٦ – ١٧، عن إرشاد المفيد , وإعلام الورى الطبرسي، ببعض الاختلاف والزيادات، ثم قال: أقول: ذكر العلامة في كشف اليقين نحوه).
[٥١] . الصحيح: (بشارة المصطفى) لشيعة المرتضى، للشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم علي بن محمد بن علي بن رستم بن نردبان الطبري الآملي الكجي، من أجلاء العلماء في القرن السادس، وقال العلامة المتتبع الشيخ آقا بزرك الطهراني، وفي الذريعة إلى تصانيف الشيعة،٣ / ١١٨، بعد ذكر كتابه هذا: كانت عند شيخنا العلامة النوري نسخة توجد اليوم عند الشيخ محمدالسماوي وليست فيها الخطبة التي خطبها – صلى الله عليه وآله وسلم – في آخر شعبان، مع أن السيد علي بن طاووس في أعمال شهر رمضان من كتابه (الإقبال) نقل تلك الخطبة عن كتاب(بشارة المصطفى). فيظهر أن الموجود ليس تمام الكتاب.
[٥٢] . م: قعيب. أخرجه العلامة المجلسي في البحار ٣٥ / ٩ عن كشف اليقين وكشف الحق ويوجد في بشارة المصطفى /٧ – ٨، من دون الفقرة النهائية التي سنشير إليها – إن شاء الله وبيان الأخير من قبل العلامة الطهراني في النسخة الموجودة من بشارة المصطفى كاف لتوضيح هذا الاختلاف.
[٥٣] . ليس في البحار.
[٥٤] . البحار حاملا .
[٥٥] . من م والمصدر.
[٥٦] . هكذا في م والمصدر. وفي سائر النسخ: يا رب.
[٥٧] . هكذا في م والمصدر. وفي سائر النسخ: بك مؤمنة.
[٥٨] . هكذا في المصدر، وفي سائر النسخ: البيت.
[٥٩] . هكذا في المصدر، وفي سائر النسخ: هذا الذي.
[٦٠] . من المصدر.
[٦١] . المصدر والبحار: لما.
[٦٢] . م: قعيب.
[٦٣] . المصدر والبحار: فرأينا.
[٦٤] . المصدر والبحار: انفتح.
[٦٥] . ليس في المصدر.
[٦٦] . المصدر: أبصارنا فيه.
[٦٧] . من م.
[٦٨] . البحار والمصدر: (والتزق الحائط) بدل: (وعاد البيت إلى حاله).
[٦٩] . المصدر والبحار: أمر من أمر.
[٧٠] . البحار: (بعد الرابع وبيدها) بدل: (في اليوم الرابع وعلى يدها).
[٧١] . هكذا في المصدر. وفي النسخ: ثم قالت.
[٧٢] . المصدر والبحار: لا يحب أن يعبد الله.
[٧٣] . هكذا في المصدر، م ود. وفي سائر النسخ: وأكلت.
[٧٤] . البحار: أوراقها.
[٧٥] . من المصدر.
[٧٦] . من البحار: وقفة. أ: واقفة.
[٧٧] . هكذا في البحار ود. وفي سائر النسخ: قال.
[٧٨] . م والبحار: وأحبه.
[٧٩] . هكذا في (خ ل) وفي متنه سائر النسخ: لهما.
[٨٠] . البحار: رسول الله – صلى الله عليه وآله -.
[٨١] . أي: يجعل اللبن في فيه.
[٨٢] . (وظهري وظهيري) ولعله الأظهر.
[٨٣] . ليس في المصدر.

منقول (بتصرف) من كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام – للعلامة الحلي

المصدر: http://arabic.balaghah.net

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى